الإعلام العراقي ودوره في المرحلة الراهنة

 

رافد حمدان

rafi2006d@yahoo.com

لن نأتي بجديد إذ قلنا ان الإعلام اليوم قد أصبح السلطة رقم (1) في العالم لذلك فان اغلب معارك العالم اليوم إعلامية أكثر منها سياسية أو اقتصادية أو عسكرية حيث أصبح أصحاب هذه الغايات كثيرا ما يلجأون إلى الاعلام ليحولوه إلى سلاح بايديهم يصوبونه إلى عقول خصومهم وبعد التغيير الذي حصل بعد سقوط النظام البائد والثورة الإعلامية الحاصلة حاليا وعلى كافة الأصعدة نستطيع القول ان العراق بحاجة ماسة إلى مؤسسات إعلامية متطورة وكفوءة وهادفة وبعيدة عن الطائفية المقيتة ولاسيما في الوقت الراهن وما نشهده من تطور وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة وينبغي علينا جميعا ان نوضح صورة الإعلام التي شوهها النظام المقبور من خلال نقل الحقيقة الكاملة عن العراق وان نبتعد بإعلام يختزل بشخص واحد وإنما يحترم الرأي والرأي الأخر وهذه سمة من سمات التطور الديمقراطي الحاصل في عراقنا الجديد. وعلى مؤسساتنا الإعلامية والجهات المختصة في هذا المجال ان تلعب دورها الأساس في مراقبة الجهات الحكومية الثلاث وان تكون جريئة في نقل الحقيقة من خلال اعتماد أسلوب النقد البناء في عملية الرقابة والابتعاد عن المجاملات الإعلامية التي لم نجني من ورائها سوى دمار المؤسسات الإعلامية وإرباكها، وعليه لابد من الوقوف ضد الحملة الإرهابية الموجهة ضد شعبنا من خلال توحيد الصف الإعلامي وعدم فسح المجال إمام هذه الأجندة الخارجية لأنها جاءت من اجل مأرب خبيثة هدفها تفكيك المجتمع العراقي من اجل مصالح خاصة بها وتصفية حساباتهما على حساب هذا البلد الجريح. وهنا على المؤسسات الإعلامية الوقوف ضد هذه الهجمة الشرسة والتعامل معه بقوة وحزم وإظهار الصورة المشرقة لهذا البلد
العريق لهذا فان العراق في هذه المرحلة بحاجة إلى ثورة إعلامية تشمل جميع مؤسسات الإعلام وهذا ما يحتمه الواقع المرير والظروف الحالية، وان تسير هذه الثورة بخطى مدروسة وثابتة وليست عشوائية متزامنة مع سرعة الاحداث والتطورات وعلى الجميع دعمها دعما لوجستيا من قبل الحكومة والمنظمات غير الحكومية وحتى الشعب العراقي له دور في هذا الدعم مع الاستفادة من تجارب الدول المتقدمة واتخاذها نماذج مهمه ومفيدة والنظر إلى حجم الميزانيات التي تصرف على هذا المجال، ولكن يجب الأخذ بنظر الاعتبار ضرورة إن يمتلك إعلامنا إيديولوجية خاصة، له مسار خاص وليس تقليداً لتجارب الآخرين وعلينا ان لا نغفل نقطة مهمة وهي انه من يريد صعود الجبال عليه الأخذ بالحسبان المصاعب والمخاطر التي تواجهه في طريق صعوده، وهذا يحتاج إلى إصرار وقوة عزيمة ومثابرة حتى الوصول إلى القمة وكتابتنا لهذا المقال ليس مجرد حبر على ورق أو إن يقرأ قراءة عابرة وإنما على كل المعنيين في هذا المجال اخذ الموضوع عل محمل الجد والمباشرة السريعة في إصدار التشريعات اللازمة للإعلام لما له من أهمية لهذا البلد، ولأنه يعتبر واجهة حضارية يطلع عليها العالم فلإعلام مرآة الشعوب.

العودة الى الصفحة الرئيسية

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com