|
حدث ما حدث في 9 نيسان 2003 ورافقه انعطاف كبير في البناء للفوقي للمجتمع العراقي أدى إلى ما هو معروف من تجاذباتا واستقطابات أظهرت الوجه القبيح للممارسات اليومية لمن جاء مع المحتل أو من أعقبه بالوصول إلى ارض الوطن .فمن كان يجرؤ قبل ذلك التاريخ أن يستخدم المفردة الطائفية أو يروج لمشروع له سمه طائفية أو عنصريه أو شوفينيه داخل المجتمع العراقي ليس لان النظام الحاكم آنذاك كان يحرم ذلك حسب و إنما لمتانة اللحمه الوطنية ومتانة النسيج الاجتماعي للبلد الذي كان بحق الرادع الأساسي لهكذا مشاريع ناهيك عن العراق بأغلبيته العربية المتكونة من عشائر عربيه اغلبها يضم الطائفتين المعروفتين السنية و الشيعية أن لم يكن جميعها بل قد أكون لا أبالغ إذا ما قلت ان بعض العشائر تضم مسلمين ومسيحيين هذا من جانب من جانب آخر نجد أن دماء جميع العشائر مختلط من خلال علاقات التصاهر بينها من ما سبق نستخلص أن العشائر العراقية ماهي ألا جزء من مسمى اشمل واكمل كان لفترة قريبه حتى قبل الاحتلال الأمريكي كل متكامل لا يقبل القسمه على نفسه مطلقاً. السؤال أذن ما لذي حدث بعد الاحتلال الأمريكي ؟ لا يخفى على أحد أن الاحتلال لم بكن وليد صدفة أو ظرف طارئ حدث نتيجة دخول العراق للكويت أو لمجرد أكذوبة أسلحة الدمار الشامل أو ما تم التركيز عليه في الفترة اللاحقة للاحتلال من تطبيق موضوعة الديمقراطية ضمن الوسط النظمي للمنطقة الذي تشوبه الشمولية والديكتاتورية ولكن الاحتلال الأمريكي للعراق حصل وفق سيناريو معد سلفاً عملا بنظرية(( الأهداف الثابتة والذرائع المتحركة )) وما حصل بعد ذلك من تطورات في الأحداث إنما تم سحب العراق أليها سحباً وفق حسابات معقدة ربما انطلى على الساسة العراقيين في حينها جزء من ألاعيبها وحصل الذي حصل . هذا ينسحب أيضا على الوضع الحالي فنزيف الدماء العراقي الذي يراق يوميا هو ليس تداعيات وإرهاصات ولدتها ظروف المرحلة الراهنة أو قناعان مستقرة في الضمير الجمعي للعراقيين و أنما هو نتيجة خطط محسوبة ومبيته سلفاً كي تصل الأمور إلى ما وصلت أليه , وعملا بالمبدأ القضائي الذي يدعو للتساؤل عن المستفيد من حصول جريمة والسؤال الملح هم من هو المستفيد من كل هذا العنف ؟ بالتأكيد لا يخفى على أحد أن المستفيد الأول هو الاحتلال الذي نجح في تحويل بنادق العراقيين من مقاومته إلى توجيهها نحو صدور أبناء جلدتهم وبذلك تم تشتيت الجهد المقاوم باتجاه مسائل عرضيه قامت أول الأمر على أساس الفعل المجرم ورد الفعل الطائش والمبالغ فيه بمشورة ودعم قادمة من خلف الحدود لغرض تثبيت أركان المشروع الأمريكي الكوني الذي ارتأى الساسة الأمريكان الانطلاق به من العراق وتعميمه على جميع أصقاع الأرض . بعد ما تقدم هل يمكن تجــاوز ما حصل و العودة إلى ما كان الأمر عليه قبل 9نيسان 2003 أن المعرفة بأصول المجتمع العراقي تدعو للتفاؤل للأسباب المذكورة أنفا ولطبيعة الإنسان العراقي وطيبته التي ليس لها مثيل في الكثير من الشعوب ناهيك عن زيف الادعاءات ما عاد ينطلي على أحد من العراقيين وأصبحت الصورة ألان اكثر وضوحاً من أن مصلحة العراق لا يستطيع تقريرها غير العراقيين الشرفاء الذين اقتسموا (خبزة الحصار) وليس الاحتلال أومن جاء في قطاره وان العراقيات لم يزلن قادرات على الإنجاب وان قصب الهور لا يرضى أن يكون وقوداً لنار الفتنة مثلما جبال كردستان لا ترضى أن تكون ملاذاً للمارقين كما أن الخير كل الخير في ماء دجلة والفرات . نلتقي بأذن الله .....
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |