|
في الوقت الذي نتمنى فيه للشقيقة الاردن ان تكون بترائها فعلا واحدة من عجائب الدنيا السبع وعن استحقاق وجدارة نظرا لما تحويه مدينة الصخر الوردي من روعة كبيرة في طريقة وكيفية تشييدها وعمرانها كمنحوتة في جبال الشام تعود بنا الى الوراء قرونا طويلة من الزمن فنقف ازائها كعاشقين متذوقين للفن الراقي الذي قدمه سكنة تلك المنطقة ..ربما تكون الفرحة غير مكتملة لان الحفل الذي اقيم في لشبونة لايمثل وجهة نظر لمؤسسة رسمية معينة . حيث ان التقييم اعتمد على اراء الجمهور عبر العالم فيما رأت اليونسكو ان هناك ضوابط وشروط ومعايير يجب الأخذ بها وهي متبعة غالبا من قبل المنظمة الدولية التي تعنى بالثقافة والفنون والتعليم . نحن بالتاكيد مع ان تكون البتراء احدى العجائب العالمية لانها تستحق ذلك ولاننا لانريد لذلك الامتياز ان يخرج عن منطقتنا العربية التي انجبت الكثير من المنجزات والعلوم والعجائب للعالم .من المعروف ان منارة الاسكندرية مثلا أو جنائن بابل المعلقة لم تعد موجودة وقائمة على الارض وكل ما نعرفه عنها انها كانت كذلك وهذا ما اشترطت المسابقة او الاستفتاء وجوده في العجائب الجديدة .الحسرة الحقيقية والتي لا نستطيع ان نخفيها هو ان ارض الرافدين التي انجبت اولى الحضارات البشرية وعلمت البشرية الكتابة وطاف في آفاقها الأبداع والرقي والتقدم لازالت تعاني من هجمة طويلة الامد تستهدف كل بناها واسسها الحضارية والمعرفية وفي الوقت الذي تحاول فيه الدول ان توظف كل امكاناتها المادية لتجميل وتزويق معالمها القديمة لتكون محطة لجذب انظار السياح والمتفرجين وقبلة تهفو اليها افئدة متذوقي الفن والتاريخ والتراث فان الارث العراقي الحضاري يتكسر تحت معاول الارهاب في قائمة طويلة يندى لجرائمها جبين الانسانية جمعاء..وفي الحقيقة فان فداحة أعمال النهب والسلب لمتاحف العراق ابان الغزو الامريكي للعراق لاتقل في ضررها عن الاعمال الاجرامية التي طالت سامراء او جسر الصرافية او شارع المتنبي ...ليس هذا وحسب بل ان الاحتلال وقوات غزوه اتخذت من مدينة بابل الاثرية ثكنة عسكرية تجول فيها دبابات الاحتلال وتكسر جنازير لامبالتها اضلاع الشموخ العراقي منذ بابل وسومر والى اليوم ...
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |