|
إن ما يقوم به شرفاء العراق في دول العالم, ومن بين أيديهم ومن خلفهم الشعب العراقي, ليس عداوة بدأت منهم لآل سعود أو الوهابية, لكنه دفع لشرهم وعداوتهم وبغضائهم التي دأبوا عليها؛ فأصبح لزاما علينا, التحرك من أجل دماء أبنائنا وأهلينا التي تهدر كل يوم وكل ساعة. فما نقوم به هو ممارسة لحق شرعي وإنساني في دفع عداوتهم التي تجسدت بأبشع صور الجريمة والعدوان. كما أن القضية ـ من ناحيتنا ـ ليست ـ أبدا ـ لخلاف مذهبي أو اعتقادي, إذ أننا دعاة حرية المعتقد, وقد ترك الله الأمر إلى الناس, بعد أن بين الهدى من الضلال, فقال تعالى: " فَمَن شَاء فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاء فَلْيَكْفُرْ", وكما قال الشاعر: "أمامك فانظر أي نهجيك تنهج * * * طريقان شتى مستقيم وأعوج". لكن القوم عموا وصموا, " ثُمَّ عَمُواْ وَصَمُّواْ كَثِيرٌ مِّنْهُمْ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ ". ثم "َجَحَدُوا بِهَا" بعد أن "َاسْتَيْقَنَتْهَا أَنفُسُهُمْ", فـ "جَعَلُوا أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ وَاسْتَغْشَوْا ثِيَابَهُمْ وَأَصَرُّوا وَاسْتَكْبَرُوا اسْتِكْبَارًا". وهكذا وشعورا منهم بجلالة الأمر وعظم الخطر, أبى العراقيون الشرفاء في ألمانيا إلا أن يفضحوا الارهاب الوهابي السعودي أمام مرأى ومسمع الرأي العام الألماني والعالمي. فقد تجمع هؤلاء الغيارى أمام أبواب سفارة التطرف والهمجية لآل سعود, رافعين أصواتهم بالهتافات والشعارات التي تفضح جرائم الإرهاب الوهابي السعودي. فاضحين ممارساتهم اللاإنسانية في العراق, وفي العالم أجمع. وقد بدى الإرتباك واضحا على منتسبي السفارة ـ حسب ما روى أحد الحضور ـ حتى أن أحدهم لم يستطع تمالك نفسه, وقد غلبه الإرتجاف وهو يرافق من استلم بيان المعتصمين. فيما انتشر الارتباك بين سائر منتسبيها, حيث لجأ بعضهم لتصوير المتظاهرين ظنا منه أنه يؤثر عليهم. فيما استمروا ـ هم ـ بهتافاتهم وشعاراتهم, باللغتين العربية والألمانية أيضا. مما أثار تساؤلات عديدة لدى المارة والمتجمهرين والمراجعين للسفارة من الألمان وغيرهم. فكان فضحا لجميع الأستار والأغطية الشفافة التي حاول منتسبي السفارة التستر بها. إن العراقيين الشرفاء في برلين ـ كما هو حال إخوانهم في باقي دول أوربا وأمريكا ـ مصرون على المضي قدما في فضح جرائم القتل والإبادة التي يتعرض لها شعبنا العراقي. وقد عزموا على استمرار جهودهم حتى الوصول إلى تحقيق الأهداف الوطنية والإنسانية في توضيح الصورة الحقيقية لما يجري في العراق أمام الرأي العام العالمي وفضح كل أدوات القتل والجريمة التي استخدما الإرهابيون بما فيها الإمكانيات الإعلامية الهائلة, التي ساهمت في تشويه الحقيقة, أو التعمية عليها, وفضح الصورة (البترودولارية) المزوقة للنظام السعودي. التي استطاع من خلالها التغلغل في بقاع العالم المختلفة, ناشرا عقيدة القتل والذبح والارهاب, مشوها بذلك ما جاء به النبي الأكرم, من نور ورأفة وهدى ورحمة. "فَقَدْ جَاءكُم بَيِّنَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن كَذَّبَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَصَدَفَ عَنْهَا . . .".
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |