الجزء الاول
كتب الكاتب السعودي عبد الرحمن الراشد مدير قناة العربية مقالة في الشرق الاوسط تحت عنوان كيف يصبح السعودي ارهابيا عالميا وقد علق على تلك المقالة العديد من القراء والكتاب وكذلك اعيد نشر تلك المقالة في موقع ايلاف الالكتروني وايضا علق عليه الكثير من المعلقين وسانقل كماذكرت تلك التعلقيتات كشهادة من اهلها حيث ستجدون ان السعوديين وكانهم وجد متنفسا بعد ان ضاق بهم ظلم المدرسة التكفيرية ليقولوا كلمة حق حتى ولو جاءت متاخرة جدا والسيد الراشد هو اعرف الناس بمن يقف وراء هذا الارهاب الدولي فكرا ومالا ومتى نشا ومن المسؤول عنه لكن يظهر ان الراشد راى انه لم يعد بامكان الماكينة الاعلامية السعودية وجيشها الجرار الهروب والقاء المسؤلية على الاخرين لان السماء والارض والبر والبحر ضجت من جرائم الوهابية واصبحت دماء الابرياء تسيل انهارا من باكستان وافغانستان الىالعراق ولبنان وشمال افريقيا واندنوسيا وحتى اوربا وقد تحدث عن ذلك علنا حماة الوهابيين من اهل الغرب واصدقائهم من اهل الشرق ورغم ان الراشد حاول التعمية واشراك الاخرين لكنه قال كلمات في غاية الاهمية في اخر مقاتله ومنها(لماذا السعوديون؟ لأنهم مهيأون عقلياً وسياسياً كقنابل موقوتة صالحة كألعوبة في يد انظمة ذات مشاريع سياسية بالغة الخطورة، وبالتالي علينا ان نفتش لماذا يصبح السعودي مستعدا للموت في سبيل قضية لا يدري كنهها؟ وقال ايضا:
ابحثوا في مصادر الاعداد والتهيئة التي تجعلهم جاهزين للموت. في نظري لم تعالج بعد لأنه اولاً لا بد من الاعتراف بالمشكلة ثم البحث عن حلول حاسمة. وهنا اذكركم بان مثل هذه الأمراض لا تشفى بالوقت ولا تداوى بالتجاهل) وبما ان الراشد لم يذكر للقراء من هيئ السعوديين عقليا كقنابل موقوته وطالب بالتفتيش عن السبب الذي جعل السعودي مستعدا للموت وطالب بالبحث في مصادر الاعاد والتهيأة وكونها لم تعالج فانا ساجيبه وباختصارشديد:
البداية:
تروي الكتب الوهابية عن لقاء ابن عبد الوهاب بابن سعود بعد ان شرح الله صدره واحب ابن عبد الوهاب وبشره بالنصر والوقوف معه على من خالفه حسب تعبير المصادر الوهابية ان شرط على ابن عبد الوهاب(ان لايرجع الشيخ عنه ان نصرهم الله ومكنهم وان لايمنعه من الخراج الذي ضربه على الاهالي، وكان رد ابن عبد الوهاب مايلي:اما الاول :الدم الدم الهدم الهدم) وتبايعا على الدم الدم والهدم الهدم. (وهل شهدت البشرية المعذبة بجرائم الوهابية غير الدم والهدم)؟؟
اما الرصيد الفقهي للوهابية فهي تعتمد على السلفية الحنبلية ومن سار علىدربها والحنبلية ترجع الى احمد ابن حنبل الذي ابتدع فكرة التكفير في واقع المسلمين بعد الخوارج وكان اول من شهر ابن حنبل التكفير في وجوههم القائلين بخلق القران
قال ابن حنبل: والقران كلام الله تكلم به ليس بمخلوق ومن زعم ان القران مخلوق فهو كافر ومن زعم ان القران كلام الله ووقف ولم يقل ليس بمخلوق فهو اخبث من الاول ومن زعم ان الفاظنا به وتلاوتنا له مخلوقة والقران كلام الله فهو جهمي ومن لم يكفر هؤلاء القوم فهو مثلهم، واشهر سلاح التكفير في وجه القدرية وقد بني ابن حنبل موقفه هذا على اساس الرويات التي رجحها على العقل والراي حتى ولو كانت ضعيفة في منظوره ويعد ابن تيمية المرجع الثاني للسلفية بعد ابن حنبل بل انه تجاوزه ليصبح المرجع الاول ومن المعروف ان ابن تيمية عاش حركة صراع دائمة وصدامات متكررة مع خصومه من الفقهاء واصحاب الراي والصوفية والشيعة ومن خلال هذه الحركة انتج مئات الفتاوى التي تتعلق بالمخالفين وهو من اسس لكل الحركات السلفية اللاحقة تكفير الحكام والمخالفين واستباحة دمائهم وسار على نهجه تلميذه ابن القيم ومن بعده ابن كثير وابن قدامه واهم كتب السلفية هي كتب ابن تيمية في 37 مجلدا وكتب ابن القيم وابن كثير هذه الكتب هي التي وضعت سيف الارهاب في ايدي قتلة اليوم وشرعت لهم قتل الابرياء والتيار السلفي لايعرف سوى هذه الكتب وكان هؤلاء السلف صداميين مع واقعهم متربصين بخصومهم كثيروا الردود على المخالفين والطعن فيهم واتهامهم بالمروق والزندقة
امثلة من فتاوى ابن تيمية وشيوخ السلفية القدامى:
يقول ابن تيمية يجوز قتل الداعية الى البدع المخالفة للكتاب والسنة) السياسية الشرعية ص59 وقال ايضا نقلا عن السلف:ان الدعاة الى البدع لاتقبل شهادتهم ولايصلى خلفهم ولايؤخذ عنهم العلم ولايناكحون( الفتاوي الكبرى ج28/520) وقال الشاطبي وهو من ابرز من تعتمدهم الوهابية(ان فرقة اهل النجاة مأمورون بعداوة اهل البدع والتشريد بهم والتنكيل بمن انحاش الى جهتهم بالقتل فما دونه)(الاعتصام/120 ويقصد بفرقة النجاة هنا الاتجاه السائد للفقهاء من اهل السنة) فاذا كان شاب صغير السن وقيل له ان الشاطبي يقول لك الشيعة والصوفية والاكراد مبتدعة ومن حقك ان تشرد بهم اي تهجرهم وتقتل حتى من ينحاش لهم) وتدرس هذه الكتب وتملا الرفوف اليست هذه رخصة شرعية بالقتل والتشريد؟
وقال ابن القيم (لاضمان في تحريق الكتب المضللة واتلافها) (الطرق الحكمية ص63) فمن حرق شارع المتنبي كان بيده الصك الشرعي من ابن قيم الجوزيه ويقول ابن الجوزي في كتابه تلبيس ابليس في الباب الثاني من سمع من مبتدع لم ينفعه الله بما سمع ومن صافحه فقدج نقض عروة الاسلام عروة عروة) هل يوجد افضل من مصنع الكراهية هذه؟ وهل يمكن ان يستمع احدهم الى صوت العقل بعد ان ارضع هذه الكراهية وتم ختم عقله ويقصدون بالمبتدعة هنا هم المخالفون من الفرق الاسلامية كالمعتزلة والصوفية والشيعة والفلاسفة واهل العقل واضاف اليهم تلاميذ السلف الحاليون اللبرالييين والعلمانيين وكل من وقفوا موقف الشك من الروايات وطالبوا بتحكيم العقل وخالفوا اتجاه الفقهاء السائد وهذا مايتفوه به انصار الوهابية علنا على الهواء عندما يتحاورون مع اولئك حيث يقولون لهم تب من ردتك)
هذا الموقف المتطرف انما هو موجه ضد المسلمين وقد صنفت فيه عشرات الكتب التي اصبحت من المراجع الاساسية للحركة السلفية(ومن هذه الكتب الاعتصام للشاطبي واصول الدين للبغدادي والعواصم من القواصم ونقض المنطق لابن تيمية والبدع لابن وضاح وغيرها من الكتب التي يتربى عليها السلفيون الوهابيون)
اما الموقف من اصحاب الديانات الاخرى فقد حددته النصوص التالية:
قال ابن حنبل: ليس لليهود ولا للنصارى ان يحدثوا في مصر مصره المسلمون بيعة ولاكنيسة ولايضربون فيها بناقوس(انظر احكام اهل الملل والنحل)
وقال ابن تيمية(ان كل كنيسة في مصر والقاهرة والكوفة والبصرة وواسط وبغداد ونحوها من الامصار التي مصرها المسلمون بارض العنوة فانه يجب ازالتها اما بالهدم اوغيره بحيث لايبقى لهم معبد في مصر مصره المسلمون بارض العنوة سواء اكانت تلك المعابد قديمة قبل الفتح او محدثة)(انظر مجموع الرسائل والمسائل،احكام اهل الذمة واحكام اهل الذمة لابن القيم، ويقصد بارض العنوة اي البلاد التي فتحت بالسيف) فاذا كانت الوهابية تطبع هذه الكتب وعلماء الوهابية يقولون ان هؤلا الفقهاء ليس لهم نظير فلماذا يتعجب المتعجب عندما يرى اتباع الوهابية يدمرون الكنائس لانهم يقولون لاتباعهم يجب ازالتها بالهدم اوغيره واظنه كان يقصد بغيره هو بالسيارت المفخخة؟؟؟ ولانتحاريين السلفين ؟؟و لاتوجد مكتبه سلفية تخلوا منها على الاطلاق وانظر ايضا في كتاب المختصر حيث يطلب الفقيه السلفي من اتباعه( ان يفرقوا بين هيئات المسلمين وغيرهم في الملبس والمركب وان يعقدوا الزنار في اوساطهم والزنار رباط يلفون به وسطهم من اجل تمييزهم وهذا مافعلته طالبان بالهندوس والسيخ في افغانستان حيث البستهم الثياب الصفراء وهكذا فان الوهابية ورثت من ابن حنبل وابن تيمية وابن القيم والشاطبي والذهبي الامور التالي:
التعصب والانغلاق والتبرير الشرعي للتطرف وتحجيم دور العقل ورفض الاخر واستباحته
هذه هي مصادر التهياة والاعداد التي تجعل الوهابين جاهزين للموت والتي طالب عبد الرحمن الراشد البحث فيها ويعرفهاتماما شيوخ الوهابية ولايمكنهم التخلي عنها لانها اساس دينهم وهي اساس الظاهرة المرضية التي شوهت الاسلام والمسلمين واساءت اساءة بالغة الى سيد المرسلين لانهم ارتكبوا تلك الجرائم العظام باسم الاسلام
اما تعليقات قراء السيد الراشد فسانقل ما اعترف به السعوديون انفسهم حتى يتيقن الراشد ان المصنع الاجرامي الوهابي يعمل على تفخيخ العقول بالكراهية واستباحة دماء مخالفيهم علنا ومن دون وجل ولاخوف ولاحياء واليكم فقط من موقع ايلاف ومن اراد المزيد فما عليه الا ان يفتح جريدة الشرق الاوسط ويقراء المقالة المذكورة فيها ليوم 16/7/2007.