من أجل عين ألف عين تكرم

 

جواد كاظم خلف

kalafj@yahoo.fr

بدأت الكتابه في نهاية الثمانينات في مجلة المشترك في لندن، لن أبالغ! كتبت على فترات متباعده وربما متباعده جدآ، لن أدعي ولكنني كنت صريحآ كما أنا اليوم وأعتبر كل عراقي مهجر أو مهاجر, مكرود، لأن سلخ الأنسان من وطنه يترك آثارآ نفسيه خاصة إن إبعاده القسري أو الأختياري طال عقودآ ...

أتوسم في كل أهلنا في المهجر ماأراه بنفسي وكل أهلنا في الداخل يثيرون أوجاعآ في قلبي الذي يتسع للملايين منهم ... لم أعش ترفآ رغم إنه بمتناول يدي ولم أبحث عن سطوة المال والجاه ولا السلطه لأنني لست بعوز لشيئ من تلك التي أعتبرها ترهات لاتقدم للأنسان سعادة ولن تسلبه حزنه وربما تؤدي عكس الغرض المراد منها!...أنظروا أين هو صدام..قتل ولديه وزوجته في دوله وبناته في دولتين أخريتين وهو وأخوانه في القبر أو على أبوابه وكذلك أولاد عمومته وحتى أنسبائه!أهذه هي السلطه؟! ...أين المليارات ؟ ...أين وأين وأين ...؟؟ هل من عاقل يتمنى سلطة وأموال وجاه صدام؟؟ وأضيف أين هو العقل عند الرجال ؟؟؟ ....المال والجاه والسلطه قاتلة للعقل أو هذا مايجب أن نتأمل فيه ولو قليلآ!

نعم كل العراقيين يعيشون واقعآ نفسيآ قاسيآ والعالم لايرحم وكان الأجدى بنا أن نرحم بعضنا ونعطف على صغيرنا ونساعد من يحتاج لنا ونضمد جراح القلوب الحزينه لفقد عزيز ونرفع الرؤوس التي أذلت ونمسح دموع أهلنا المبتلين بالأرهاب والفساد والأحتلال ونعض على شفاهنا لنبكي سرآ ليس من أجل شيئ غير تقوية عزائم من يتطلع لنا بعد أن منحنا أنفسنا لقب مثقفين زهوآ كذبآ أو صدقآ!!

كنت أعتقد ولازلت إن العراقي في المهجر وعلى مدى عشرات السنين قد وجد عقله , أقصد من فقده!، بعد أن عاش المقارنه بحقيقتها بين ماكنا عليه وما يجب أن نكون عليه ولكن وياأسفي ضاعت أحلام الليل عند بزوغ أول ضوء للنهار!

حقيقة الأمر أنني أكتشفت أننا على حالنا وأمراضنا ولم يتغير شيئ وداء العظمه مايزال آفتنا معبرآ عنه بمن يعتقد نفسه كبيرآ والآخرين صغارآ متناسيآ قول الأمام علي ,ع، ..المتكبر كشخص يقف فوق قمة جبل يرى الناس صغارآ ويروه صغيرآ ...

على مدى ربع قرن من وجودي في فرنسا ألتقيت بعشرات المدراء من المؤسسات من الشباب الذين لاتزيد أعمارهم عن الثلاثين عامآ والكثير من الشيوخ عمرآ وخبرة في منتهى التواضع ولم يطرقوا لي إلا صدفة عن جوانب عظمة أنجازاتهم وأبداعاتهم وما قدموه من خدمات للآخرين ولم يتفاخروا قط ولم يدعوا مما ليس فيهم!

الأعلامي الكبير ياأخوتي هو من قابل عشرات من رؤساء العالم ومن حضر الكثير من قمم مقرري السياسات الدوليه ومن كشف الكثير من المستور ومن فجر الفضائح على المستوى الدولي ومن ألف كتبآ قيمه هزت أوساط المؤسسات الأعلاميه ومن عرف بكبريات الصحف والأحداث وووو....أين نحن من كل هذا ؟؟

كانت فورة غضبي على كلمه لم توجه لي خصوصآ وهي عنوان موضوع المعني بالأمر ، الكلمه هي خراتيت الأنترنت!!!...لست طبعآ هنا بوارد فتح الجراح ولا التحريض ولا أن أدعي معصوميتي من الخطأ ولكن هذه الكلمه لم تأخذ سطرآ بل عنوانآ ومقالآ فكيف لي لاأغضب ونحن ندعي الثقافه والحرص على حقوق الأنسان وأحترام المثل الأخلاقيه وووو ...

نعم نقدت مداعبآ ,صاحبنا، في البدايه ورددت على قصته الثانيه مداعبآ ثم معتذرآ ولكنه أساء فهم النقد والمداعبه والأعتذار فما عساي غير الصمت خاصة وأنني وعدت جهرآ بمراسلات خاصه بنسياني الموضوع وكأن شيئآ لم يكن أو..

كم تمنيت أن تكون هناك دراسات أجتماعيه معمقه لنا ولأهلنا لمعرفة مانخبئه من مفاجآت غير ساره لنا ولغيرنا ودون مبرر ومبالغ فيه وغالبآ لايعود علينا إلا بأوخم العواقب حيث إن الكاتب يكف عن الكتابه والطبيب عن العنايه بمرضاه ورجل الدين عن الصدق والرحمه والسياسي عن مصالح وطنه ..الخ

لاأخفي أنني أكتب كلماتي هذه أستجابة لأخي الفاضل الجنرال أحمد الشمري وهي آهات كل منا يشعرها دون شك ولم أكتشف جديدآ!

رغم إنني لست متدينآ ولكنني أعتقد بقوه إن الله لايغير بما في قوم إلا مايغيروا بأنفسهم .

الأخ ألجنرال أحمد الشمري يكتب دون ملل أو تعب وكأنه عشرة كتاب واليوم يضيف مهمة أخرى وهي أصلاح ذات البين في منزل لايحمي من حر صيف أو برد شتاء وكل شيئ فيه بدا متهاويآ بما في ذلك أعمدته التي يفترض أن تكون صلبه ، أعمدته الثقافيه !!

من أجل عيون الأيتام والأرامل والمعوزين وأهلنا في الداخل والمهجر لن أكتب إلا بما يفيد متساميآ على قيح الجراح وقساوة الزمن ومرارة سوء الفهم ، متجنبآ صغائر الأمور وتفاصيلها وكل وسيلة عاقر أو شاغلة عن أهدافنا جميعآ ولأخي أحمد الشمري كل تقدير .

العودة الى الصفحة الرئيسية

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com