ملتقى حماية الاماكن المقدسة المنعقد ببروكسل ... بين تقييمين

 

د. عدنان العبيدي

hussein.alhusseini@skynet.be

إذا أردنا تقييم أي نشاط اجتماعي او ثقافي او فني او حتى سياسي لابد لنا من الاخذ بعين الاعتبارمواضع الفشـل والنجاح للحكم على مدى فعالية هذا النشاط وما قدمه للمجتمع، وعليه ان نكون حياديين وموضوعيين في تقييمنا ولا يأخذنا الجهل والعصبية والحسد لالغاء مايقدمه الاخرون، وإذا أردنا في لمحة بسيطة تقييم احد اخر هذه الأنشطة التي أقيمت في العاصمة الاوربية بروكسل في منتصف الشهر الجاري الا وهو الملتقى الدولي لحماية الأماكن المقدسة والذي اقامته اكاديمية الكوفة وهي مؤسسة ثقافية مستقلة ومعترف بها رسميا وبتخصصها الاكاديمي والبحثي ومقرها في هولندا، وللأسف الشديد ان مواضع فشل هذا الملتقى اكثر من نجاحاته – والعاقل يفهم - كونه استطاع ان يجلب العديد من المتخصصين والاكاديميين في شؤون الدراسات المعمارية والإسلامية والثقافية وحتى السياحية وكذلك استطاع هذا الملتقى دعوة الشخصيات السياسية والاجتماعية المرموقة ومن مختلف البلدان، فقد حضر الملتقى الامير الحسن بن طلال وهو رئيس مؤسسة عالمية للتقارب الثقافي بين الديانات وقد القى محاضرة مهمة بهذا الشأن وكذلك محاضرة رئيس قسم دراسات الاديان في جامعة لايدن البروفسور الدكتور فان كوننيغسفيلد فضلا عن محاضرة رئيس الجامعة الدكتور الطريحي والعديد من الاكاديميين المتخصصين بهذا الشأن، ناهيك عن حضور عدد من سفراء الدول المعتمدون لدى بلجيكا وشخصيات من الجالية العراقية في بلجيكا كذلك عن التغطية الاعلامية الكبيرة لاعمال الملتقى والتنظـيم الكبير لادارة المؤتمر، وهو بهذا يعد فاشلا وفق مقاييس رابطة البعثيين العراقيين ببلجيكا واما نقاط النجاح التي خرج بها هذا الملتقى فهي تهميشه لانصاف المتعلمين ومخلفات البعثيين الجهلة ومدعي الشرعية والتمثيل الوحيد للعراقيين ببلجيكا والتي هي نفس شرعية صدام وانتخاباته المائة بالمئة وهي نفس الشرعية التي تجعل من الصوت الصاخب المدافع عن دكتاتورالعوجة حتـى الامس القريب والمشارك الفعال والمنظم للعديد من مؤتمرات المغتربيـن الداعمة للدكتاتورولحكومته الساقطة، فـأمثال نـوال العاني و قيس نعمة وعلي السهيل و محمد مسلم ومحمد الدليمي وبقية الرفاق اعضاء قيادة تنظيم بروكسل لحزب العودة– العبث سابقا- لهم خير مثال للانتهازيـة المقيتة والممجوجة ومثال صارخ للجهل المركب والمطبق والتعدي على انجازات العراقيين الشرفاء أينما حلوا، فحينما يقام مثل هذا الملتقى الدولي وبهذا الحجم ومن قبل مؤسسة محترمة وشخصيات محترمة لهـو مثار اعجاب الغريب قبل القريب والعدو قبل الصديق ومحط فخر واعتزاز لجميع الشرفاء في العراق وخارجه، وبالمناسبة لم يكن هذا الملتقى متخصصا في الشأن العراقي او الاسلامي فقط بل كان يطرح مسألة عالمية وهي حماية الاماكن كل الاماكن المقدسة لاية ديانة كانت من العبث والتدمير والتخريب ولاجل ضمان حرية اقامة العبادة فيها دون تمييزاو مضايقة ، مما اضاف الى رصيد الجهة التي قامت بتنظيمه مزيدا مــن الاحترام والتقدير والفخر،  تمنياتنا لهم بالتوفيق والنجاح والله موفق المؤمنين الصادقين ومخزي المنافقين البعثيين....والعاقبة للمتقين . 

العودة الى الصفحة الرئيسية

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com