ألصكوك بلا رصيد

 

 تقي الوزان

Wz_1950@yahoo.com

تردد في الفترة الأخيرة ان الدكتور ابراهيم الجعفري هو الأوفر حظاً من الدكتور عادل عبد المهدي والدكتور اياد علاوي لخلافة المالكي في حالة اسقاط الحكومة الحالية. والمعروف عن الجعفري رغبته الجامحة في العودة لرئاسة الوزراء, ولا تزال ذكرى اصراره في الاستمرار بالترشح للرئاسة الثانية طرية في الاذهان, وتأخيره ثلاثة اشهر للعملية السياسية. والجعفري اعتمد على تطمينات مكونات قائمة "الائتلاف" لضمان ترشحه عنها, ومستفيداً من الصراع بين التيار الصدري والمجلس الاعلى, وكذلك التطمينات التي اتفق عليها ببرنامج سياسي للحكومة المشتركة مع القائمة "الكردستانية" بالذات. ومجموع هذه التطمينات لايمكن ان تتحقق لتناقض اهداف اصحابها.

 نشر موقع نهرين نت يوم الاثنين 20070723 " ان الجعفري أعلن للمسؤولين الأكراد في هذه الزيارة  ومنهم البرزاني, انه يؤيد تطبيق المادة 140 من الدستور الخاصة بالوضع في كركوك دون اي تحفظ, ويدعو الى تفعيلها في موعدها ". اي قبل نهاية العام الحالي, وهذا بعكس موقفه عندما كان رئيس للوزراء ونفذ موقف قائمته "الائتلاف" في اعاقة برنامج عمل الحكومة, واعاقة عمل لجنة كركوك الاولى التي شكلت برئاسة السيد حميد مجيد موسى, وأخذ يدعو الى التأني وعدم الاسراع في حسمها. وهو الموقف الذي أزعج الأكراد, واتخذوا موقفهم مع الآخرين بعدم الموافقة على ترشيحه مرة أخرى لرئاسة الوزراء .

 ان موافقة القيادة القومية الكردية على تأجيل مشكلة كركوك لسنة أخرى كما نقل في بعض المواقع, جاء برغبة من الجانب الامريكي صاحب العقد والحل في العراق. وبعد ان تأكدت القيادة الكردية بأن الأقرار سيكون أعتبار كركوك اقليم لوحدها ان اصرّ الجانب الكردي على حل المشكلة مع نهاية هذا العام, نتيجة التهديد بتحويلها الى مجلس الامن كما صرح زلماي خليلزاده سفير اميركا في مجلس الامن. وفي حالة تحويلها الى هيئة الامم المتحدة فمن المؤكد ان تكون اقليم بذاتها, لعدم وجود دولة واحدة تدعم الطموحات الكردية, بما فيها حكومة الولايات المتحدة الامريكية. ويبدو ان الخوف من التدويل – ولو بعد سنة – دفع القيادة الكردية لتوجيه الدعوة الى الدكتور الجعفري للقيام بهذه الزيارة, وأخذ التعهد منه " وربما المكتوب على ورقة" بحل المشكلة لصالح التوجهات الكردية داخل اطارها العراقي , مقابل دعم ترشيحه مرّة أخرى, وهو المعروف بضعفه امام هذا الاغراء, بعكس الآخرين عبد المهدي وعلاوي اللذين يصعب الحصول منهما على هكذا تعهد.

ان المساحة التي تركتها سلطات الاحتلال الامريكي للعراقيين ليرتبوا وضعهم, لا تسع لحل مسألة كركوك, أو لا تجعل هذه السلطات تنحاز " لكردستانية" كركوك كما ترغب القيادة القومية الكردية. وكركوك اصبحت مشكلة اقليمية تهم اكثر من اربعة دول يتواجد على ارضهاالاكراد, والامريكان لايريدون الاصطدام بحليفهم التركي على الاقل, اذا اراد التدخل بحجة الدفاع عن تركمان كركوك, والسبب كما هو معروف, عدم تقوية الاكراد بواردات نفط كركوك, وجعلها اساس الاستقلال الذي تهدد به القيادة الكردية قبل ضم كركوك .

ان التعويل على اتفاقات لحل هذه المسألة لاترضي باقي الاطراف, وبالذات الامريكان, مضيعة للجهود والوقت , والوعود التي يقطعها الدكتور ابراهيم الجعفري ليس اكثر من صكوك بلا اي رصيد في البنك الامريكي الوحيد صاحب الكلمة الفصل في وضع العراق.

واضاف موقع " نهرين نت": " ان الدكتور الجعفري أعلن اثناء لقاءاته مع مسؤولين الاقليم, موافقته على اشراك المجموعات البعثية في العملية السياسية. واشارت الى ان الدكتور الجعفري رحب بأنضمام المجموعات المسلحة الى العملية اليساسية والتي في غالبيتها كما هو معروف تشرف عليها قيادات امنية وحزبية من النظام البائد ."

ان اي متتبع للشأن العراقي يعرف ان الدكتور ابراهيم الجعفري وبالأتفاق مع وزير داخليته السيد بيان جبر اسسو لتشكيل افواج الشرطة من افراد المليشيات الشيعية, وهذا التأسيس لعب الدورالأخطر في فشل مسيرة اعادة بناء الدولة, وساهم في تأجيج الصراع الطائفي نتيجة ردود الافعال الغير صحيحة لجرائم البعثيين بأسم "السّنة", واوصلنا للمأزق الدموي الذي نعيشه يوميا . وبعد كل هذا " يرحب الجعفري بأنضمام المجموعات المسلحة الى العملية السياسية", كوعد آخر لمجموعة عدوة أخرى لضمان ترشيحه. وهو صك آخر لاينطلي على سفالات العصابات البعثية .

العودة الى الصفحة الرئيسية

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com