|
لسخرية القدر وللواقع غير المتزن الذي نمر به ان نرى عراقا مدمرا يتفتت يوما بعد يوم ويعود ليقترب من عشرينيات القرن الماضي بعد ان سبق الكثير من الدول او على الاقل اقليمية منها , والمعادلة العراقية المحلية تتغير بعد سنين امتدت من العهد العثماني بعد ان كان للاقلية السنية العربية السطوة والحكم طوال هذه الحقبة تعود الاقلية الكردية لتتولى زمام الامور في بلد ذات نظام حكم يعج بالمتناقضات وكل بنود دستوره يصب في خدمة الفئة الكردية في ظل الصراع العربي – العربي, السني والشيعي وتهميش الاقليات وبقائها تحت السياط النارية الكردية كل ذلك تحت اطار الديمقراطية العوجاء الديمقراطية العراقية الجديدة التي حيكت بشكل يتلائم مع مايريده المحتل وبعض الفئات الموالية للصهونية والتي كانت ترى من العراق سدا منيعا ليس لكون قائد الضرورة فيه بل على العكس فلقد درسوا التاريخ جيدا وكيف ان العرب من اهل الجنوب اهل ثورة العشرين مع ماعانوه من الاقصاء التهميش في العهد العثماني طول ستمائة عام من التسلط عادوا ليتراصوا ويقفوا سدا منيعا ضد الاحتلال الانكليزي والذي اخرجوه فيما بعد ، اليوم ايضا هم اهل المقاومة الشريفة التي عرفتها الشعوب الواعية والمستلهمة من عمق ايمانها ووطنيتها وفكرها في مقاومة القتلة أصحاب الأيدلوجيات المنحرفة ومقاومة المحتل الغاصب الطامع بأرضهم وثروتهم ليس المقاومة التي تريد اعتلاء الكراسي باي ثمن كان حتى لو كانت التضحية بابناء هذا الشعب الباسل، ومن المعروف عن الكرد انهم يعلون في الارض بعد كل نكبة يمر بها العراق وكل مرفق وحالة التغيير التي بها تضعف السلطة لتستغل ذلك في نشر تسلطها على الاراضي الاخرى غير الكردية كالموصل وكركوك وتعود السلطة بعد ان تتقوى بصفع القيادات الكردية لتعود كما كانت لاناقة ولاجمل ولكن هذه المرة كانوا اكثر فطنة فاستغلوا الصراع العربي_ العربي (ان لم يكونوا هم مؤججيها بالفعل) بتثبيت ماليس لهم في الدستور في مقابل دعم التكتل العربي ضد الاخر ، وفي غضون سنوات قليلة تناست كردستان عراقيتها وتحت مراى ومسمع قادتها احرق العلم العراق رمز العراق وعنوانه الاممي لتسحق تحت ارجل العابثين وفي ارض العراق في حالة لم نرها في أي فرقة او ملة من فرق المعارضة السياسية او المقاومة المسلحة حتى في اقسى الظروف واعتى المراحل ،وكان هناك حملة من قبل الحكومة الكردية المزدوجة دفعا نحو اتهام القومية العربية بانها كانت سبب ماساة الشعب الكردي وكان غرضها في ذلك توسيع الهوة بين ابناء الشعب العراقي الواحد كما فعلت نفس الدوائر الصهيونية بالتفرقة بين السنة والشيعة والمصدر واحد هو تل ابيب واللوبي الصهيوني ، وكان الخلاف السني الشيعي هي الدجاجة التي تبيض ذهبا للحزبين الكرديين فهي الكتلة التي كان ترجح كفة الميزان ولكن الثمن كان باهضا في كل مرة حتى لم يبق للاكراد مطالب فكانوا يعقدون جلسات للنظر في ما يمكن ان يطالبوا به يمكن ان يكونوا قد غفلوا عنه وفي خضم ذلك ظهر العنصر الغائب وهو الدور الاقليمي لتركيا التي لم تستطع النفوذ سياسيا في الهرم السياسي العراقي فكان اخر الدواء الكي بالتدخل العسكري للحيلولة دون السيطرة الكردية على اول ماتريده وهي كركوك تحت ذريعة حزب العمال بعد ان وفر لهم البرزاني الذريعة الملائمة وهي تهديد الامن القومي التركي في سابقة كسوابق صدام الارعن ، وفي ظل الظهور العسكري التركي والتاريخ السابق لها بحل مشاكلها السياسية بالطرق العسكرية باعتبارها تمتلك قوة عسكرية ضخمة تخشاها الدول الكبرى ، ارتعدت فرائض البرزاني وراى ان الأمر ليس بالهزل فالتجأ الى الشرعية ان كردستان عراقية ليكسب الصف العربي معه في حركة مكشوفة لاتنطوي على ابسط العقليات ولكنها ربما انطوت على بعض السذج من السياسين العراقيين او القادة الجماهيريين ليحاولوا ان يجعلوا الصراع عراقيا - تركيا بدل الصراع الكردي التركي , اخذين بمبدا الاخوة في الضراء واحراق الاعلام في السراء ومتناسين ان الحكومة المركزية لاتستطيع حماية نفسها ، في ظل امكاناتها الضعيفة الذي كان التحالف الكردستاني سببا رئيسيا فيه من اجل ان تفرض عليها ماتريد في ظل هذا الترتيب في النظام البرلمان الهزيل هنا ارتد السحر على الساحر فلو كانت الحكومة ذات نظام حكم قوي لما تجرات اية دولة في التدخل في شؤونها او في شؤون الكردية والغريب اننا بعد هذا التدخل العسكري التركي راينا الاحزاب الكردية تعود الى عراقيتها وتتغنى باسم العراق بعد ان عزلت نفسها عن كل ماهو عراقي وان الفضل في عودة كردستان الى عراقيتها هي الجيش التركي بنصف صفعة ولربما تعود كرد ستان بعثية بصفعة اقوى منه وان التدخل التركي آت لامحاله وعندها ستتذكرون ان المكر السيء لايحيق الا باهلة وسينصر الله المستضعفين الذين لم يجيدوا اللعبة الدستورية جيدا وسيرزقهم على نياتهم ويقويهم وعندها ستحتاجون الى ستين سنة اخرى من النضال للاستيلاء على نفط كركوك وعندها لن تجد منها غير ماتبقى كشربة ماء.
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |