يتحاوران وسط الجحيم

 

حمزة الشمخي

alshamkhi@hotmail.com

  للمرة الثانية يلتقي وفد من الولايات المتحدة الأمريكية مع وفد من جمهورية إيران الإسلامية في العاصمة العراقية بغداد للتباحث والتشاور في قضاياهما العصية والمعقدة والعالقة منذ الأيام الإولى لقيام الجمهورية الإسلامية في إيران في شباط 1979والى يومنا هذا .

ومن الغريب بالأمر، كأن أرض الله الواسعة، قد ضاقت بهاتين الدولتين ولا تجدا مكانا آخرا غير العراق الملتهب لحل مشاكلهما وتسوية صراعاتهما التي تجاوزت حدود بلديهما، إنها حقا لمفارقة أن تلتقي أمريكا وإيران في وسط الجحيم في بغداد، وهما من الأطراف الأساسية التي تدخلت وتتدخل بالشأن العراقي بشكل مباشر وغير مباشر وهما جزءا لا يتجزأ في كل ماحدث ويحدث في العراق بعد التاسع من نيسان عام 2003 وهذا معروف للجميع .

هل أن العراق اليوم بتصور أمريكا وإيران يعتبر من الدول المستقرة والآمنة والمحايدة والمسالمة! لكي يلتقيا في عاصمته بغداد؟، أم إنهما تناسيا بأن الوضع العراقي هو فصل من فصول خلافاتهما الكثيرة، وأن صراعهما على العراق هو ينطلق من مصالحهما الخاصة وليس حبا في العراق وشعبه ؟ .

وأن مثل هذه اللقاءات مهما إتخذت من القضية العراقية قناعا لها، فأنها في الحقيقة لا تساعد حتى في تخفيف حركة دوامة العنف الهمجية، التي يمر بها العراق بل إنها ستزيد الدمار دمارا، وتجعل من العراق ساحة مفتوحة لكل الصراعات الداخلية والخارجية .

ومن مصلحة العراق الآنية والمستقبلية، أن تسلم الولايات المتحدة الأمريكية كل ملفات القضية العراقية بيد العراقيين أنفسهم، بدلا من أن تتدخل حتى بمدة العطلة الصيفية لأعضاء مجلس النواب العراقي!، وأن لا تتدخل إيران عبر طرقها وقنواتها المتعددة في قضايا العراق، بما فيها مساعدة الميليشيات والمنظمات المتصارعة ودعمها وتمويلها .

فعلى ساسة العراق التي تعز عليهم مصالح الشعب وحريته ووحدة الوطن وإستقلاله، أن يكشفوا حقيقة مثل هذه المشاورات والمحادثات، لأن من المعروف بأن الدولتين أمريكا وإيران تقومان بتصفية حسابات قديمة جديدة على أرض العراق ولا مصلحة لنا فيها، إلا المزيد من العنف والفلتان والفوضى .

العودة الى الصفحة الرئيسية

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com