أفراحـنـــــا ترعبهم

 

 

شوقي العيسى

shoki_113@hotmail.com

لم تمر لحظة على الشعب العراقي إلا وكانت عيون الإرهاب تترقّب الحدث وتتسابق مع الزمن للنيل من بسمة هذا الشعب المظلوم ، قدرٌ كتب على شعبنا الأبي أن يعيش حالة المأساة وحالة الفقدان وحالة الترقــّب لكبح جماح لحظة ينتعشها ويفرح بها ويتهلل لأجلها ، ولكن هيهات وهيهات أن يخضع ويخنع ويذل شموخ وإباء العراقي ، مهما عمل ومهما استعــّد جرابيع وحثالات البعث والتكفيريين والصداميين فلن يزيلوا أفراح العراق إذا ما شاؤوا أن يفرحوا ولن ينالوا ويكسروا جبروت العراقي بمفخخاتهم أبداً لأنه وببساطة "عراقي".

 لقد أمتزج الفرح بالبكاء والمشاعر الجياشة التي خرجت عفوياً من تكدّر الصدور لتعبر عما في داخلها لتلك النشوة والفرحة التي وحدت العراقيين بجميع أطيافهم وألوانهم وفئاتهم وصكت أسماع الإرهابيين وأعداء العراق والمتربصين به لتلك الأهازيج وتلك اللوحات المختلفة من الفرح والتعبير لفوز وانتصار الفريق العراقي الذي تأهل الى الدور النهائي لفوزه على كوريا الجنوبية  في بطولة أمم آسيا 2007 خارقاً جميع التوقعات الرياضية لتكون فرحة وبسمة يرسمها أسود وادي الرافدين على شفاه كل عراقي شريف محب للعراق ، فكيف لا يفرح الشعب العراقي والبطل وما الفوز إلا تحدي وصفعة قوية يسددها أبطال العراق الى الحثالات الإرهابية وبائعي ضمائرهم بأبخس الأثمان.

فاستشاط غضب الإرهاب لعلو ورفعة أسم العراق وفرحة جميع العراق فراحوا يزرعون مفخخاتهم لتقطف ابتسامة شعب أراد أن يمجــّد ويعلو خلوده في علياء الهمم وأعالي القمم ،، هكذا وبفرحتنا أرعبناهم وبتماسكنا صفعناهم.

قد ينظر الى المشهد الإجمالي للشعب العراقي فيرى أن هناك تسلسلاً منظماً في العملية بأجملها سواء السياسية أو غيرها ورغم بعض الإخفاق إلا أن الطريق الذي رسم كان واحد ويجب أن يسلك ورغم أنوف الإرهاب سيكون التحدي لصالح الشعب الذي برهن للعالم أجمع منذ البداية وأراهم ذلك الأصبع البنفسجي عندما ذهب متحدياً الى صناديق الإرهاب ورغم مفخخاتهم إلا أن الفرحة والبسمة بنشوة النصر ارتسمت على الشفاه وكانت رصاصة تؤرق اعداء العراق.

واستمر التحدي ، واستمر العطاء والبناء ، واستمر نزف الدم العراقي ،كلُ ذلك لأجل نشأت العراق ورفعته واستمرار فرحته التي ترعب أعدائه مهما خططوا ومهما توهموا أن يمحوا تلك الإبتسامة التي تعلو الطفل العراق والنبض الخفي الذي يلهج بذكر العراق.

فتعساً لمفخخاتهم وبئسما سولت لهم أنفسهم للنيل من أفراحنا واتراحنا فلن يتمكنوا من ذلك ، فشعبنا سيواصل التحدي ويواصل المنازلة وسنكسبها بتلاحمنا وتآزرنا.

العودة الى الصفحة الرئيسية

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com