|
بعد مرور أكثر من أربعة سنوات من سقوط أعتى نظام دكتاتوري. لانزال ننتظر من ممثلينا في الجمعية الوطنية العراقية والحكومة العراقية التحرك لآصدار قانون علم جديد للعراق الفيدرالي الديمقراطي وأخذ رأي الشعب العراقي بجميع أطيافه والمصادقة عليه. علم جديد ترمز الى جميع مكونات الشعب العراقي . علم يرمز الى العراق الجديد . لآن العراق الجديد العراق الديمقراطي الفدرالي يطبق فيها القانون ويجب طي التاريخ الأسود من زمن حكم ( القائد الضرورة ) والشعارات الزائفة وعدم الأنجرار وراء سراب الوطنية والقومية والعروبجية الزائفة . لآننا لو رجعنا الى التأريخ المشين لهذا العلم ، نجد أنه علم وضع على أساس الوحدة العربية لآقاليم من مصر والعراق وسوريا وأعطيت نجمة لكل أقليم من هذه الأقاليم وبعد فترة وجيزة لم يلتزم بها سوريا والعراق وحاربوا بعضهم البعض وقطع سوريا نهر الفرات عن العراق ورد العراق بقطع أمدادات البترول الى موانيء سوريا وتغيير المسار نحو تركيا رغم الخسائر الكبيرة، الى أن أسقط بعضهم البعض ودمروا الآقتصاد تدميرا ً كاملا ً وتناسوا شعار حزب البعث النازي (أمة عربية واحدة .. ذات رسالة خالدة)، لكن المصريين كانوا أهدء من هؤلاء وتغيروا بسرعة البرق وألغوا علم الوحدة وألغوا النجمة ووضعوا النسر . بقيّ علما ً لايمثل دافع أو حقيقة . وجاء هذا العلم بعد الأنقلاب الدموي في شهر رمضان الأسود عام 1963 والذي قتل تحته عشرات الألوف من العراقيين الأبرياء من الشيوعيين والأكراد والشيعة بأسم العروبة والوحدة العربية حيث كان المفروض أن يمثلها العلم والوحدة . ومن ثم أضاف اليه صدام حسين بخط يده كلمة حق يراد بها باطل ( الله أكبر ) وفي نفس الوقت كان صدام يتبرع يوميا ً بقنينة دم حتى أنتهوا من خط كتاب الله المصحف الشريف بدمة. هذا العلم كان ترفرف على دبابات القطعات العسكرية التي هاجمت الآماكن المقدسة للشيعة مثل مدن كربلاء والنجف ولم يحسبوا أية حساب لقدسية تلك المدن والمراقد الدينية . هذا العلم الذي كان ترفرف على القلاع والحاميات العسكرية وفرق الجيش التي أرتكبت الآلوف من جرائم الآنفال والآبادة الجماعية في مدن كوردستان العراق ومدن الوسط والجنوب من العراق ومسح الآهوار والمدن الشيعية ومئات القرى الكوردية في كوردستان من على وجه الأرض . وبالآخص بعد أن بدؤا بقمع الآنتفاضة عام 1991، وهناك حوادث مؤلمة وقعت في الفترة الأخيرة قتل عدد من الآبرياء الكورد في مدينة الصدر من سواق سيارات التكسي وهم من أهالي مدينة أربيل وعند تنقلاتهم الى بغداد لنقل المسافرين لعدم رفعهم العلم العراقي هذا العلم الذي أسّدل على قبر صدام وأبنيه بعد مماتهم . تحت هذا العلم أستشهد أكثر من مليون عراقي على مدار أكثر من ثماني سنوات أثناء الحرب الهمجية مع أيران الدولة الآسلامية الجارة مع العراق ،ً وكانوا يرسلون توابيت الضحايا ملفوفه بالعلم العراقي ومن ثم أرتكب أكبر مجرزة في تأريخ الآمة العربية تحت هذا العلم عندما أجتاح الجيش العراقي من الحرس الجمهوري والقوات الخاصه دولة الكويت الدولة العربية الجارة والمسلمة وهم يهتفون بأسم قائد العروبة والضرورة. ويرفعه صبيان البعث وجيشهم الشعبي وحرسهم الوطني رغم أن طياريه الجبناء الذين كانوا لايقدرون التقرب 500 كلم من سماء أسرائيل ولكن كان بأمكانهم أن يرموا القنابل والغازات السامة والكيماوية والقنابل الحارقة على مسلمي مواطني بلدته ومسلمي دول الجوار مثل أيران والكويت . السؤال المطروح على الأخوان الشيوعيين والليبراليين والأحزاب الشيعية التي تزايد على رفع العلم في كل مناسبة دينية أو ثقافية أو أدبية أو سياسية ويلحون عليه ، ماهي الغاية من ذلك؟ هل هي تعبيرا ً عن عراقيتهم ووحدتهم تحت هذا العلم . لآن الكورد وبكافة أحزابهم وطوائفهم توسلوا وأعترضوا ونادوا على فرض هذا العلم عليهم بدون وجه حق وهم يعرفون كل تلك الجرائم أنفة الذكر . فهل من معقول أن ينادي أية جهة أو أحد بوحدة العراق وقدسية رموزه وعقائدية مذهبه على رؤوس وجماجم قطاعا ً كامل من شعبه ؟ أم هي مزايدة رخيصة لآقصاء جزء كبير من الشعب العراقي الذي عرض بدائل ومنها أستخدام علم الجمهورية الآول الذي كان يرفرف في ربوع بلدنا الحبيب أيام زمان المرحوم عبدالكريم قاسم ، والذي لايختلف أثنان في كونه كان وطنيا ً ورمزا ً للنسبة الكبرى لشعبنا الجريح . أم هي نداء فارغ المحتوى من أخواننا الشيعة وأحزابهم وممثليهم لآثبات عروبتهم وأصولهم للوقوف بوجه تلك الفئة اللئيمة الحاقدة المتوحشة والتي تصفونهم بالصفويين وغير العرب . وبدورنا نقول لهم ، إذا رفع أطفالكم وبناتكم وأولادكم أعلاما ً في اليقظة والنوم ولبستم العلم وتعممتم به فسوف لن تثبتون عروبتكم عند هؤلاء الحاقدين . بالله عليكم يارافعي تلك الآعلام ممن تدعون أن هذا هو رمز العراق أعلمونا كيف أصبح هذا رمزا ً في حقبة ؟ لآن العراق لم يشترك حتى في معركة ضد أسرائيل عامي 1967 و1973 ووصلت القطعات العسكرية بعد ذلك، ولكن هذه القطعات وتحت الراية تمكن من قتل الملايين أثناء الغزوات والآنفال على دول الجوار ومواطني بلدهم. ألم تشبعوا من جرائم العلم وصناع العلم ، من ملاحقات ومطاردات وتعذيب وقتل وسجن ، أعطونا بحق السماء يارجال الدين وأهل البيت من الشيعة ممن جعلتم من هذا العلم أقدس مراقد الآئمة والشيوخ ، وأنتم يارجال دولة العراق ممن تغرسونه بالعشرات في مكاتبكم وأمام بيوتكم ودوائركم وفوق سياراتكم. وأنتم أيها اليبراليون والشيوعيين ومثقفي وأدباء العراق والآسلاميون .. ماهذا الوصال العجيب؟ أعلمونا فقط نقطة واحدة تثبت بأن هذا العلم هو رمز للعراق أو لحظة واحدة من تأريخ أربعة وأربعون سنة الماضية التي مثل فيها هذا العلم مشاعر أنسانية أو أنتصارات عسكرية أو حتى رياضية أو أدبية أو ثقافية ؟ أهيّ الألوان بيض صنائعنا .. سود وقائعنا ...خضر مرابعنا . حمر مواضينا ؟ فهذه لامانع فيها ونستطيع صياغتها مثل ماكان في عهد المرحوم عبدالكريم قاسم أو عهد الدول العربية مثل ماموجود . وقد راجعت خلال السنوات الثلاثة والنيف الماضية منذ أن طرح فكرة العلم المقترح بهلال أزرق والنهرين من قبل السيد نصير الجادرجي ، كل النقاط التي قد توضح سر هذا التعلق. والذي أعرفه أذا كنتم من أيتام صدام وصبيانه ومن رهط البعث الحاقد، فهو بحق وحقيقة يمثل مجدهم وبؤسهم على بني جلدتهم ولحقبة طويلة من الزمن وهم معذورون في التعلق بهم . وقد فكرت طويلا ً منذ سقوط نظام البعث في العراق وتوصلت مع الآسف الى نتيجة واحدة هي أن كل تلك الدوافع جاءت من العصبية القبلية والحقد الأعمى والتصغير للكورد ، الذين تدعون أنهم أخوانكم في الوطن الواحد . لقد وصل السّيل الزبى وأنّ الأوان للمخلصين لهذا البلد أن يدركوا مثل التهور هذا ، وعلى ممثلي الشعب في الجمعية الوطنية وساسة العراق الأبطال أيقاف هذه اللعبة وأن يكونوا مع الواقع والتأريخ الحقيقي للعراق . والتحرك نحو القرار الجريء لآعادة الحق الى المغدورين من أطياف الشعب العراقي وأسكات الأبواق والتخرصات الآرهابية والمرتزقة من بقايا صبيان البعث. بالرغم من أنه بالنسبة للمصائب الأخرى التي يعاني منها بلدنا الحبيب . فهذه ليس من الأولويات ، لكن بعد أهمال القضية بل التشديد على التمسك به فأعتقد من حق المعترضين أن يصرخوا (كفانا) ظلما ً وتهورا ً وحقدا ً. وأن هؤلاء لا يقبلون دون غيرهم من أصحاب التمنطق واللعب في الألفاظ وصانعي الماثر من فراغ وهوس على حساب الآخرين ومواقفهم الوطنيه والشريفه . وأخيرا ً أقول لنفكر طويلاً: عندما سيربح فريقنا الوطني العراقي كأس أسيا يوم الأحد على المنتخب السعودي في نهائي كأس أمم أسيا لآول مرة في تأريخ الكرة العراقية ستغص فرحة الملايين من العراقيين رؤية هذا العلم الكريه...... فهل من مجيب ؟؟
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |