العراقيون ... يوحدهم الرياضيون ويفرقهم السياسيون

 

د. أحمد عبدالله

sultan_10002003@yahoo.co.uk

حين أنتهت مباراة العراق وكوريا الجنوبية بنصر مؤزّر أحرزه أبطال المنتخب العراقي أنطلقت جموع العراقيين الميامين الى الشوارع بصرف النظر عن أنتماءاتهم الطائفية أو العرقية أو القومية. خرجت وهي تطلق العنان لصيحات الفرح الغامر بحب العراق الكبير. أنطلقت هذه الجموع ولم تفكر قط أن الفريق تمثله طائفة ما أو فئة أو شخص ما!

  أذن توحدت كلمة الشعب العراقي مع توحد صفوف فريقه المغوار. ونقول: ألا يكشف ذلك وضع السياسيين المأساوي في البلاد؟! وكأن لسان حال العراقي المسكين يقول: لماذا تحاول الأحزاب والتكتلات السياسية ألتهام بعضها البعض؟ ولماذا يسعى مسؤولون كبار في الدولة ومنهم نائب لرئيس الجمهورية وأعضاء في البرلمان ووزراء ومحافظين وغيرهم لتقويض العملية السياسية بأي شكل كان وأن كان الثمن مقتل العشرات من الأبرياء يوميا؟! من يتحمل تبعة دماء الفقراء المهدورة يوميا على أرصفة الطرق والأسواق على أيدي قتلة متوحشين مأجورين أو مسيّرين أتخذوا الأرهاب ديدنهم وتشبثوا بعروة الشيطان الرجيم؟ وهل يعقل أن يهيمن القتلة والمجرمون في الكثير من مدن العراق ويتحكم الجهلة و(المعممون الجدد!) وبعض القادمين من الغرب من حملة الدكتوراه المشكوك بأمرها بزمام الأمور وبدعم خارجي فاضح دون أن تتحرك الضمائر لمناصرة هذا الشعب المكلوم؟

  أنها دعوة للسياسيين في مجلس النواب والحكومة بأن يعوا مسؤولياتهم الحقيقية، فما عاد مستورا أمر فساد بعض المسؤولين الكبار من وزراء وأعضاء برلمان ومحافظين، وما عادت المكاتب التجارية التي أنشأوها بأسماء زوجاتهم وأولادهم في بعض عواصم الجوار المجرمة بحق العراقيين وتورطهم بشكل مباشر في المقاولات وفتح الحسابات في المصارف الخارجية من الأمور البعيدة عن ملاحظة عامة الناس!

  نقول لكل أولئك الخارجين عن جادة الصواب: عليكم بتعلم الدرس جيدا من التاريخ القديم والحديث، فها نحن اليوم نرى الزعيم الشهيد عبدالكريم قاسم يقف حيا بين ظهرانينا رغم أنقضاء عقود عديدة من السنين على قتلته الشنيعة على أيدي البعثيين القتلة. وهانحن نرى أيضا صدام حسين يغادر هذا العالم ملعونا في الدنيا والآخرة. لاتفرحوا بملايين الدولارات المنهوبة والمنتزعة من افواه العراقيين الجياع فغدا ستأخذ العدالة الألهية مجراها وسيكون العقاب شديدا وعندهاسوف يندم من أقترف الجرائم بحق شعبه في وقت لاينفع فيه الندم صاحبه!!

العودة الى الصفحة الرئيسية

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com