هل فتح المالكي النار على الصدريين ام على نفسه؟

 

غفار العراقي

gaffar_1370@yahoo.com

معلوم ان هناك رتابة في الحياة عموما وتقليد لليوم السابق وتشابه في اليوم اللاحق فالكل مغبون ، فكل فرد اما ان يكون باحثا عن رزقه وسد رمق العيش وهو بطبيعة الحال من العوائل المتعففة او يبحث الارستقراطي عن مكانته الاجتماعية والفنان او اللاعب عن الشهرة والانتشار والموظف (دائما) يبحث عن (زيادة) منذ كان راتبه ثلاثة آلاف دينار !!

وبطبيعة الحال كل ذلك يحدث بنفس الوسائل ويستخدم الشخص نفس الامكانات المتوفرة لديه، وهذا امر اعتيادي في البلدان والشعوب المستقرة وكذلك (الفايخة).

ولكن .. الفرد في المجتمع العراقي ( بعد التحرير ) وبرغم التقليدية في يومه إلا ان تلك التقليدية والتشابه في حياته هو من نوع خاص ولون آخر وطعم مختلف ، فلو تفحصنا وركزنا على حياة الشخص العراقي حينما ينوي الخروج من بيته، بماذا يفكر، ما هي اهدافه ، وما العمل الذي يفعله قبل غيره لرأينا اختلافا واضحا بين عراقي وآخر حسب طبيعة الوظيفة والمكانة الاجتماعية . 

فلو بدأنا برأس الهرم السياسي وهو رئيس الجمهورية جلال طالباني، ( فالمام) وقبل ان يتناول وجبة الفطور يسأل سكرتيره الخاص او احد مستشاريه ( المائة) :

- ها كاكا اليوم وين ، فيجيبه على الفور

- فخامة الرئيس اليوم عندك كلمة تلقيها بجزر القمر حول موضوع التصحّر في اليمن السعيد ( وطبعا محّد يعرف ليش اليمن سعيد!!)

اما رئيس الوزراء ( المحاصر) فيختلف قليلا عن المام في موضوع وجبة الفطور فهو يفضّل تناولها قبل حضور احد مستشاريه الذي سيطلعه على آخر المؤامرات التي تحاك ضد الحكومة ( وبالتالي تنسد شهيته) ولو انتقلنا الى بداية يوم رئيس مجلس النواب ( المطرود ) فيبتدأ بتحضير وجبة دسمة من الاتهامات والانتقادات والعبارات ( الرقيقة جدا) ليوجهها لأعضاء البرلمان (اليفكون حلكهم ضده) !!

ولنترك الرئاسات الثلاث ( وصلاحياتها ) الدستورية ونتوجه لمن يسكنون المنطقة (الحمراء ) :

فالصحفي والكاتب الشريف قبل ان يخرج من البيت يوصي عائلته وأهله لان ( الحبابين) منتظرينه لان متعجبهم افكاره الديمقراطية (الهدامة)، اما الصحفي المأجور وبائع الضمير فيبدأ يومه بفتح الانترنت الموجود في بيته ليرى العروض المغرية المقدمة من الجهات المخربة من داخل البلد وخارجه ليكتب لها ما تريد دون وازع ودون مهنية او وطنية .

المعلم : يتوجه للرزنامة حتى يشوف شوكت يقبض السلفة لان ابو البيت يومية يذكره بالإيجار !

عمال البناء والمنظفين : يعانق كل منهم اطفاله ويبكي كثيرا قبل الخروج لعمله لان (المقاومة الشريفة جدا) محضرين عبوة لقتل الخلفات والعمال لان ممنوع التنظيف والاحتلال موجود !!

الطبيب والبروفيسور والكفاءة العالية: يراجع كالعادة دائرة الجوازات التي تأخرت كثيرا بإصدار جوازه وجوازات عائلته بعد ان قرر الهروب بمن بقي منهم الى الخارج (لان الموساد) لا يرغب بوجود كفاءات في العراق .

الرياضي : يتصل بأسوأ الفرق لعلها توافق على ضمه اليها مقابل أي اجر (فالمهم الخروج من دوامة العنف)

السائق : هذا سالفته تختلف لان ما يطلع من البيت صباحا وإنما هو اصلا نايم بمحطة البنزين عسى ولعل تتكرّم وزارة النفط بحل الازمة (المستمرة) والدائمة رغم وجود (عباقرة) على رأس الوزارة !!

المطرب: يكرر اتصالاته بملاهي الخليج والأردن ومصر (لان بضاعته فسدت في العراق)

اما وزير الكهرباء: (نايم للظهر) لان الاعذار موجودة ومتوفرة ومعروفة، فأما عمل ارهابي اصاب احد الخطوط الناقلة وأما تجاوز محافظات الجنوب على حصتها (المقررة ) والشعب ( مشتوي شوي بأحر بلد بالعالم ) !!!

 العودة الى الصفحة الرئيسية

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com