|
لقد تَركتْ الكثيُر من الحضارات التي أستعمرت ألأرض مَظاهر وأثار كثيرة ،ساعدت تلك الاثار في فهم ومعرفة تفاصيل عن حياة وعادات وثقافة تلك الحضارة وشعوبها . ربما كان ذالك منهم لا لكي يُعرّفوا الشعوب التالية لقرونهم عن أحوالهِم ولكن كما يحكي عنهم القرآن الكريم ويصفهم بانهم كانوا اصحاب قوة بما مدهم الله بها وكانوا اكثر آثارا للارض وشيدوا العمران. وتعد ارض العراق المركز الكبير لنشوء حضارات أممٍ عريقةٍ وعظيمة. بابل هي احدى الكنوز الثمينة التي ورثها العراقيون اليوم عن اسلافهم القدماء، لقد عاشت بابل عصور ذهبية وعظيمة، وبقيت الكثير من آثارها تحكي عن ذالك المجد والحضارة والعمران . يعد أسد بابل احد الاثار والرموز التي ورثها العراقيون عن اسلافهم، وهو يرمز اليوم الى العراق وحضارة بابل. فلا تقول اسم العراق حتى يخطر على بال اي فرد من افراد العالم اسم بابل، او تقول اسم بابل حتى يقول العراق وهذا الاسد البابلي هو رمز وتركة ثمينة للاجيال التي تعيش على ارض الاجداد. لا تبعد البصرة كثيراً بابل ، فحضارة بابل العظيمة جاورة زمنياً ومكانياً حضارة سومر واكد المجاورتين للبصرة الحديثة . فكأن البصرة على قربها من (سومر وأكد) أرادت كذالك ان تحتضن اسد بابل البابلي فولدت من ترابها الاصيل اسدا بابل فكان بصري الولادة بابلي السُحنة والجسد عراقي الاصل. لعل نسبته الى ابن عمه اسد بابل البابلي هو ما جعل الايدي الاثمة تمتد لتغتاله، ان علمية تفجير اسد حجري يرمز الى حضارة العراق يعد اكبر جريمة بحق الثقافة والحضارة . أن أيدي الارهابيين الاجرامية اغتالت معلما من معالم مدينة البصرة الفيحاء الجميلة، قتلوا اسد بابل الذي يجلس بسلام في وسط مدينة البصرة، لا ادري بأي ذنب فعله هذا الاسد البابلي لكي يقتلوه، أن هذه الخسارة لا تخص البصريين وحدهم بل هي تخص كل عراقي يعتز بحضارة العراق وثقافته ، أن استهداف المقدسات الاسلامية من مراقد طاهرة للعترة الشريفة لرسول الرحمة ونبي الهدى ص والاعتداء على المساجد والحسينيات والكنائس ثم الاعتداء على معالم الحضارة العراقية وقبلها وبعدها على الانسان العراقي تعد أخطر أعتداءت شهدها العراق منذ سقوط بابل على يد الملك الفارسي كورش. فلم نقرأ ان اعتداءات قد حدثت ضد اي معالم حضارية. اننا نواجه في الحقيقة حربا تسعى لازالة كل شيء يرتبط بالعراق ،/الانسان /الثقافة/ السلام /الدين/ الحضارة/ العدالة. فمن هو الذي كان وراء تفجير اسد بابل البصري؟ اما طالبان سلفية عراقية اي نسخة متطورة من طالبان الافغانية، أو جماعة شيعية تشبه في الانغلاق الفكري حركة طالبان أو جهة اخرى تعمل بشكل بطيء ومنظم لطمس كل معالم الحضارة والثقافة المرتبطة بابل. وقد لا تكون عراقية ولكنها تستأجر من يعمل لها ما تطلب. كل شيء ممكن في الحقيقة المفقودة. ويبقى ان الخسارة كبيرة جدا، والمسؤولية هي مسؤولية الجميع في مراقبة ما يدور والدفاع عن كل شيء قائم بالعراق من مراقد طاهرة و مساجد ومعالم حضارية. اننا نطالب الحكومة بالتحقيق في هذه الجريمة الخطيرة ، وان تأمر الحكومة المؤقرة ببناء اسد بابل البصري لكي يقول للارهابين ان هذه الاسود باقية وسوف تقطعكم أربا أربا وانها كما بقت كل السنيين الماضية فلا شك انها لن تمحى ابدا. الشيئ المريب في موضوع الاعتداء ان المجرمين قد نفذوا جريمتهم في غمرة فرح العراقيين بفوز منتخبهم الرياضي. وخروج الملايين من العراقيين بكل مكان للاحتفال بهذا الحدث الكبير، وهذا ما يدعوا للتسائل لماذا ارادوا ان لا يثير هذا الحادث اهتمام الشعب العراقي
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |