مولد وميلاد وفوز... ما اكدر عليهن؟

 

غفار العراقي

gaffar_1370@yahoo.com

كما قال عبد الحليم حافظ من قبل (لنه قد الفرحة دية وحلاوة الفرحة دية) فانا اليوم اقول كذلك لأنني تعودت كما العراقيون جميعا على الحزن الدائم الذي صار اكثر من الاخ والصديق والحبيب لان كل اولئك ممكن ان تفتقدهم في ظرف معين ولكن الحزن العراقي... آه .. متى نفارقه.. بل هل سوف ياتي يوم ونفارقه؟

اعود الى موضوعي والفرحات الثلاثة المتوالية على قلبي خلال يومين فقط وهذا لم يحدث منذ سنين. لقد كانت الفرحة الاولى هي ذكرى ولادة امير المؤمنين الامام علي بن ابي طالب عليه السلام وكرم الله وجهه الشريف وقد احيينا ليلتها بالابتهالات والأناشيد الدينية والتهليل والتصفيق وتوزيع الحلوى والعصائر على جميع محبي اهل البيت عليه السلام، والفرحة الثانية كانت اطفاء الشمعة الاولى واستقبال العام الثاني من عمر ابنتي وحبيبتي وصديقتي وملهمتي ومؤنسي في كدري وحزني الغالية (بنوتة) التي صادف يوم ولادتها يوم ولادة امير المؤمنين عليه السلام، ولم يزل طعم السعادة والفرح بعد إلا وجاءت الفرحة الكبرى في انتصار الارادة والشجاعة والغيرة والإنسانية والمحبة على ابناء ابن تيمية ومحمد بن عبد الوهاب وابن جبرين وحثالات الارهاب والتطرف الاعمى الذي لم يدع للعراقيين فرحة، نعم لقد انتصر اسود الرافدين وحطموا كبرياء وغطرسة آل سعود ، لقد فاز المنتخب الوطني ليس بكرة القدم وإنما مثّل فوزهم كل معاني الاخوة والتوحد والوطنية والتلاحم مع
ابناء شعبهم المظلوم . لست ادعي انني من مشجعي الكرة او من متابعي الرياضة الشغوفين ، ولكن ما جعلني اترقب تلك المباراة منذ الصباح الباكر وانتظر الدقائق واللحظات حتى ارى ابطال المنتخب وهم يسحقون بأقدامهم فتاوى التكفير والتهديم والقتل التي تنطلق من هذه الدولة المجرمة التي لا تحب الخير للعراقيين لا سابقا ولا في الوقت الحاضر ، كنت اتمنى الفوز لان جبهة النفاق ارادت ان تسرق الفرحة في الفوز السابق بإثارتها مشكلة سياسية مع الحكومة واعتقد انها ستفعل نفس الشيء بعد المباراة فهذا ديدنها، كنت اتمنى الفوز لكي ارى بكاء مذيعي ومذيعات قناة العربية الذين تباكوا على صدام لعنه الله وكنت انتظر الفوز لكي ارى الحسرة والندامة على كل من قال ان العراق ليس له حظ في أي فوز فضلا عن الرياضة ، وكنت اتمنى الفوز لكي يرد كرار وعلي وجاسم وحيدر ومهدي على ممتهني الفتن وسارقي الابتسامة الذين افتوا اخيرا بتهديم مرقد الامام الحسين عليه السلام ، كنت اترقب الفوز لأنني رأيت دموع اللاعبين ولما سألوهم عن السبب اجابوا نريد ان نزف الفرح لشعبنا (خل يسمع السياسيين)، وتوقعت الفوز لأنني مؤمن ان ارادة العراقي فوق كل مفخخاتهم وأحزمتهم الناسفة وحقدهم الاعمى على الشعب (وكسرنه خشومهم ذوله الوهابية)، وفرحت بالفوز لان نشأت اكرم اجاب الصحفي الذي سأله عن نوع الطعام الذي اكلوه قبل المباراة فرد عليه بكل وطنية ورجولة ( قليلة هذه الايام) : لم نأكل شيئا لأننا رأينا دماء ودموع ابناء شعبنا واقسمنا ان نفرحهم اليوم .

ما هذا، كيف يلعب هؤلاء، اقسم انهم لم يلعبوا كرة قدم وإنما كانوا يقاتلون من اجل النصر ونشر الفرحة ، واقسم كذلك انهم قادرون على الفوز حتى على البرزيل والأرجنتين وايطاليا وهم بهذه الرجولة والشهامة والوطنية، نعم الوطنية، انها سلاح كاسح لا ولن تستطيع الوقوف امامه كل بارجات امريكا وجميع ارهابيي ابن لادن والظواهري والعليان والدايني والضاري والدليمي ...

فيا عراقيون تمسكوا بوطنيتكم ولا يغرنكم كلام المفلسين المتسكعين هنا وهناك فوالله ان العراق للعراقيين ما دامت الوطنية نابضة في قلوبنا وراسخة في عقولنا ، فقد فاز العراقيون اليوم لأنهم كانوا وطنيين وخسر السعوديون الوهابيون لأنهم كانوا مغرورين ولا تهمهم مشاعر شعبهم كما هي الروح التي يحملها نور صبري ويونس وهوار وباسم وجميع ابطال المنتخب الذين لقنوا لاعبي السعوديو درسا في الرجولة والنخوة كما لقنوا البرلمانيين والسياسيين والوزراء (العاطلين عن الوطنية) درسا في حب الوطن اتمنى ان يستفيدوا منه ولا يتركوه خلف ظهورهم لان الساعة اتية لا ريب فيها ، وحين اذن يخسر الفاشلون المفلسون الحاقدون ..

 العودة الى الصفحة الرئيسية

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com