|
لا تزال المشاهد والوقائع المتناقضة تخيم على الوضع العراقي فبعض الأطراف التي تكيل بمكيالين بدت تنتهج نهجاً غير موفق في تعاملها مع المسارات الوطنية والخارطة السياسية في الوقت الذي تخوض فيه الحكومة مراحل حرجة وتحديات كبيرة وضغوطا داخلية وإقليمية جعلت العراق مترنحاً بين الهدوء حيناً، والاشتعال حيناً آخر، مما يؤكد إن القاعدة الإرهابية والقوى المتحالفة معها تعمل دون هوادة لشن هجماتها ضد العراقيين، إن البراغماتية تطبع تحالفات قوى الشر على الساحة العراقية التي تؤكد وجود ما تسميه بـ(المقاومة) أو تعلن مواقفها المعادية لكل القوى الوطنية، حيث أفرزت طابعاً علنياً في استهدافها الواضح للمرتكزات البنيوية العراقية، فضلاً عن بناه الارتكازية، وعليه أصبحت مكشوفة بكل اتجاهاتها المنحرفة، وهي باتت كمن يخرق السفينة دون علم ركابها أو استشارتهم وعندما يبدأ الموج بابتلاعها يبدأ الصراخ والزعيق والشتم، وتلك الرؤية القاصرة تعد هرولة سريعة نحو الهاوية ولن تنجو من كارثتها المحققة تلك الابواق رغم ظنهم انهم بمنجى من استحقاقاتها، لا سيما ان الإرهاب الصدام قاعدي وحسب التجربة الماضية لايميز باستهدافه الطوائف والمكونات العراقية كافة، ومما لا شك فيه أن دول العالم ودول الجوار الإقليمي خاصة تعيش في رعب مستمر تحسباً لأي هجمات على أراضيها، ويؤيد هذا الرأي الموضوعات المتشابكة والمتداخلة لدرجة أعطاها المسوغات غير الموضوعية للتدخل في الشأن الداخلي والسيادة العراقية، إذ يجب أن تنأى تلك الدول بمشاكلها عن الساحة العراقية، فهي لا زالت تغذي الموجات المجنونة وتصدر ذوي الرؤوس الخاوية ليفجروا أجسادهم النتنة وسط الأبرياء العزل. في الوقت الذي ندعم فيه تقويض وتفكيك الخلافات الإيران ـ امريكية بالتعرض لمجمل الخلفيات التي تشكل الأساس الطبيعي لأي حوارات استراتيجية، بعد أن أبدت تلك الأطراف رغبتها القوية في حلحلة تلك الأزمة القائمة بينهم، وبالتالي دعم الحكومة العراقية ومشروعها الوطني ومساعدتها في استتباب الأمن والاستقرار، فالجولة الأولى من تلك المحادثات الحيوية كسرت الحاجز النفسي ووضعت إطار عمل وورقة حقيقية لتوسيع الجهود الرامية لصنع القرارات البناءة لذلك. إن دعم العملية السياسية وإشاعة المصالحة الوطنية تحتاج إلى إرادة سياسية قوية من القوى التي لا زالت تعيش حلم عودة المعادلة الظالمة التي حكمت العراق، والبراءة من كل الإرهابيين الخارجين عن القانون لبلورة موقف وطني ترتضيه مختلف ألوان الطيف العراقي، فالتحول الدراماتيكي الأخير لسكان بعض المناطق العراقي وتعاونهم مع القوى الحكومية لمنع المجاميع الإرهابية من العودة لمناطقهم يعتبر هزيمة حقيقية ومعنوية بعد أن خسرت هذه المجاميع آخر حصونها وملاذاتها الآمنة لتقض مضاجعهم القوات الحكومية التي باتت قاب قوسين أو أدنى من القضاء النهائي والتام عليها لينعم عراقنا بالأمن والاستقرار والرخاء.
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |