هل نملك ثمن الحرب؟

 

سيد يوسف

sayid_yusuf@yahoo.com

مصر مستهدفة؟!... سأل غير واحد وقد أجاب المطلعون بنعم وفى ذلك شواهد تترى نكتفى بذكر ثلاثة منها: أما الشاهد الأول فهو ما يتداول فى الغرب ويعرفه العامة قبل الخاصة بأن مصر هى الجائزة الكبرى، وفى ذلك تقارير من مؤسسات بحثية عدة فى الغرب، وأما الشاهد الثانى فهو ما نراه من محاصرة لمصر عبر بوابتها الشرقية بزرع العصابات الصهيونية، ومحاصرتها جنوبا عبر مشروع تقسيم السودان وإثارة القلاقل حول ماء النيل وما تداعيات أزمة دارفور عنا ببعيد، وأما الشاهد الأحدث فهو ما أكده الباحث الاسكتلندي توماس براون المهتم بشئون الشرق الأوسط، أن وكالة الاستخبارات الأمريكية "C.I.A" ووزارة الدفاع "البنتاجون" أعدتا خطة بعيدة المدى بهدف التهام مصر وحصارها عسكريًا. وجاء في مقال نشرته صحيفة "جلاسكو هيرالد" الاسكتلندية أن هناك مخططًا يستهدف مصر بدأت الولايات المتحدة تنفيذه منذ ثلاثة أعوام من خلال سعيها لاحتلال إقليم دارفور (غربي السودان) دوليًا وعسكريًا عبر نشر قوات أمريكية بريطانية مدعومة بقوات من الأمم المتحدة حليفة لواشنطن، وقال إن هذا المخطط يستهدف تحويل إقليم دارفور إلى قاعدة عسكرية أمريكية تنتشر بها صورايخ بعيدة ومتوسطة المدى موجهة ناحية مصر ودول الشمال الأفريقي ومنطقة الخليج وإيران.

 حسنا، لقد استبانت نية القوم ولن يتساءل المرء عن الإعداد العسكرى لذلك فهذه شئون الجيش المصرى الذى ما يزال يتمتع باحترام المصريين لكن السؤال الذى يطرح نفسه بقوة الآن هو هل لدينا القدرة على الإنفاق على الحرب؟

 أحيل القارئ لخبر حديث تناولته صحف القاهرة الاثنين 30 يوليو 2007 ننطلق بعدها لتقرير ملاحظة نرجو الانتباه إليها، أما الخبر فقد جاء نصا كما فى الجمهورية بنفس التاريخ السابق حيث" أكد وزير التضامن الاجتماعي وقيادات ومسئولو الوزارة أن شهر رمضان القادم لن يشهد أي أزمات أو اختناقات في السلع التموينية وأن أرصدة جميع السلع تكفي عدة شهور... وأكد الدكتور علي المصيلحي أن الاحتياطي الاستراتيجي من القمح يكفي ثلاثة شهور حيث يوجد أكثر من 8.1 مليون طن حاليا من المخزون في الشون وشركة المطاحن... ويتم توزيع 700 ألف طن شهريا علي المطاحن لتوفير حصص الدقيق البلدي المدعم استخراج 82% لإنتاج الرغيف المدعم الذي يباع بسعر 5 قروش... وبالنسبة للسلع التموينية أوضح الوزير أن الأرصدة متوفرة وتكفي لصرف الحصص لجميع بطاقات التموين التي تزيد علي 10.5 مليون بطاقة يستفيد منها أكثر من 40 مليون مواطن.

 ونفس الخبر جاء بنفس التاريخ فى جريدة الأهرام القاهرية حيث" أعلن سعيد الحفني نائب رئيس هيئة السلع التموينية أن المخزون الاستراتيجي من الأقماع اللازمة لإنتاج الخبز المدعم يكفي حاجة البلاد لمدة‏75‏ يوما‏,‏ وهي المدة المتعارف عليها عالميا‏.‏ وقال إن الكميات المتعاقد عليها من المصادر المتنوعة مثل الولايات المتحدة‏,‏ وروسيا‏,‏ وكازاخستان‏,‏ وفرنسا‏,‏ وأستراليا ترد إلي البلاد في مواعيدها‏.‏

 وأما الملاحظة فهى إذا كانت مصر مستهدفة ويبيت القوم نية الهجوم عليها حتى إن صحيفة فرنسية قد وقتت الهجوم بعام 2015 وهو توقيت محل جدل على كل حال، وإذا كانت مصر عبر قيادتها قد توسعت فى زراعة سلع كثيرة ليس من ضمنها القمح، وإذا كانت مصر تعانى أزمة اقتصادية عبر عنها العمال والمهنيين باعتصامات وإضرابات رضخت الحكومة لبعضها كإضراب مدرسى الأزهر الشريف حول ما عرف بكادر المعلمين، وإذا كانت مصر ليس لديها من مخزون القمح إلا بما يكفى ثلاثة شهور على حد قول المسئولين وهو تصريح محل شك، فهل لمصر قدرة على الإنفاق على الدفاع عن نفسها حين تضطر لدخول حرب مع من يبيتون لها ذلك؟! وهل تملك استقرار الشأن الداخلى حين يهجم أعداؤنا علينا؟! وهل ...وهل...وهل...؟

 وتبقى الإجابة التى يمكن أن يصدقها شعب مصر فى سياق تاريخ النظام الحاكم الذى شهدت مصر على يديه تراجعا فى نفوذها وتفريطا فى أمنها القومى بصورة لا تبعث على الاطمئنان، ولولا ثقة فى الله ثم فى التاريخ الذى علمنا أن مصر صخرة تتحطم عليها أطماع الغرب ثم فى حب المصريين لمصر لكان القلق متفاقما ولكان المستقبل ينذر بكارثة فى ظل هذه العقلية الحاكمة. 

 العودة الى الصفحة الرئيسية

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com