عصر الشرود لوكان اينشتاين حيا لانفجر دماغة نحن غارقون في طوفان نوح الثاني في المعلومات والغوغلة انه الاندماج بين الانس والجن لتشكيل )انسجن)

 

 

توما شماني – تورونتو / عضو اتحاد المؤرخين العرب

tshamani@rogers.com

 شخبطة على الحائط

الدماغ الذي جعل الانسان انسانا في تقديري آيل للانفجار، جراء ما حدث له ويحدث في عمرنا القصير بين القرن العشرين والحادي والعشرين، من قفزات معلوماتية علمية تقنولوجية. انه الانفجار الكبير في المعلومات الذي جعل عالمنا (قرن التعقد) كما يقول (ستيفن هوكنج) عالم الفيزياء النظرية، التعقد هذا الذي لم يحدث في معارف الماضي مما شوه رؤية الإنسان لواقعه ولذاته وللآخرين. ويقول الفيلسوف الإسباني (خوسيه أوتيجا جاست) ان هذا القرن المعقد جعل من علم المتخصصين سدا منيعا يحجز هؤلاء (الجهلاء الجدد) من معرفة ماهو دون تخصصهم من معارف وخبرات، (قرن التعقد) جعل التخصص لعنة مما سبب عجزنا عن فهم ما يجري في مجتمعنا وثقافته واقتصاده، انها انفجارات التكنولوجيات العارمة التي غدت سدا منيعا امام دماغ الانسان القابل للانفجار في يوم من الايام.

لقد ولى عصر البساطة إلى الأبد، ولا مناص لنا من مواجهة هذا التعقد وجها لوجه، ان هذه الثورات التكنولوجية المتلاحقة قد قلبت الكثير من النظريات العلمية التي كانت ثابتة، رأسا على عقب فغدت الآن من مخلفات التاريخ. وعلى العلم أن يعيد بناء كيانه بصورة جذرية سريعة لكي ينسجم انسجاما مع التعقد الاكبر الآتي قريبا، ولم يعد لدينا الوقت لإرجاء هذا الانسجام، ولا مجال هنا للاعتماد على انصاف الحلول، في حل مشاكلنا مع التكنولوجيا. ينبغي لنا الاعتماد على المزيد من التكنولوجيات وهي محنة لابد ان تؤدي بنا الى المزيد من الشرود والمزيد من التعقد القادم، التعقد سيظل قائما بيننا، وعلى العقل الإنساني أن يتآلف مع الثورات الدائمة، وأن يستمر في تجديد أدوات صناعته للمعرفة من أجل التصدي للمشاكل القادمة المتوقعة وغير المتوقعة في كل ما حدث وما لم يحل فينا الآن. ان عصرنا عصر الحداثة حل فينا اثر انقلابات ليس لنا بها عهد من قبل وفي فترة زمنية قصيرة خاصة لاؤلك الذين عاصروها خلال عهد اقل من النصف قرن فكانت الصعقة للدماغ.

واشد ما يقلق الانسان الحديث هو هذا الا نفجار العظيم في المعلومات، حيث ان المعلومات الهائلة المحيطة بنا في كل حدب وصوب تتضاعف مرة واحدة في كل عامين، ومتوقع لها في يوم من الايام ان تتضاف في كل لحظة، في وقت كانت فيه المعلومات جامدة تمشي مشي السلحفاة لقرون عديدة او كأنها تمشي مشي البعير الى الغدير. المعلومات غزتنا في أرجاء المجتمعات الحديثة تنوعت وتعددت الى انهار وبحار ومحيطات في مجالات التطبيق والتي يمكن ان نراها في عدد الكتب والمجلات العلمية والبحوث والمنقولات عبر الابحار او الغوغلة على الكومبيوتر، الإنتاج العلمي والتكنولوجي في انفجار في المختبرات في اوربا وامريكا واليابان والهند والآن الصين وكذلك الانقلانات المتلاحقة في رحاب الجامعات والشركات التجارية المحملة ببلايين الدولارات. والسؤال الآن هل يستطيع العقل البشري في شكله الذي ازدهر قبل آلاف السنين في بيئة محددة له، هل يستطيع احتواء هذه الانفجارات الكبيرة في المعلومات كيف والى اي مدى. لا بد لنا ان نزيد من قدرات الدماغ بزرعه بشظايا الكومبيوتر الالكترونية ليكون اشد صلاحا لاستيعاب هذه الانفجارات المعلوماتية. اذا كنا في هذه العصر المخضرم نعاني هذا الشرود فما الذي سيحدث فينا بعد عقد من الزمن او ما فوق العقد. وهل الانسان مهدد كيانا من الانفجارات القادمة خلال سنوات نصف القرن القادم.

اؤكد لكم ان دماغ الانسان في محنة لم تحدث له منذ ان طرد من الجنة، خلق الانسان ودماغة اكبر من دماغ الشمبنزي ربما بثلاث مرات، اما الوحدات الحية في في دماغة فقد صممت في القدرة على الخروج من الكهف واصطياد ارنب لتطبخ له حواء مسقوفا وينام بين نحرها هادئا، ثم استطاع التطور حتى وصل الى ماهو عليه اليوم، لكنه كما يبدو من مستندات مستشفيات الامراض العقلية ان انحرافات قد حدثت في الدماغ، عما رسم له في عملية الخلق اللإلهي ولم يعد الانسان مهيأ للعيش في هذا الزمن المتقنق بالقومبيوترات من الرأس حتى القدم، فكل حجيرة حياتيه في الدماغ اصابها الهرم والقلق والشرود لكثرة ما لاقته من ثورات تقنقة. شظايا القومبياطور لها حدود في قبول المعلومات والرد عليها ولكن نجد في كثير من الاحيان ان هذه الشظايا هي الاخرى تصاب بالعجز. اننا الآن في عصر الحسن السيء او السيء الحسن، انه عصر الشرود وقد يسمية اصحاب العلم والمعرفة بعصر التبعثر الحضاري الذي نراه الآن في امم تعيش القهقرى وامة تصعد الى السماء السابعة. فهل يعاد تشكيل الدماغ وما هي قدرات الحاضر على قبول المستقبل.

الواضح الآن انه كما شردتنا التقنقة فلابد لنا من اللجوء الى التقنقة شئنا ام ابينا، وهي التي ستمنحنا الانسجام مع عصر التقنقة ومن ثم ستزيدنا شرودا. ليس لنا من بد غير الاستعانة بالتقنيات المتطورة وهي المرحلة التالية للدماغ وهي الصراع بين الانسان والقومبياطور وسينفجر الدماغ عندما يتأنسن القومبياطور وهذه هي الطامة الكبرى للانسان اذ لا بد لنا من التناطح مع القومبيوطر وهي سلسلة ليست في صالح دماغ الانسان لانه لابد للقومبياطور ان يلقي دماغ الانسان ارضا. ما الذي سيأتينا المستقبل وكيف سيستطيع فيه الانسان تطوير دماغة مع الدفقات الهائلة في المعلومات وهنا لابد له من الاستعانة باحدث التقنيات لسد الفجوة الهائلة بين الدماغ الذي خلق قبل آلاف القرون ليلائم حياة الكهوف، لتبديله الى دماغ انسان مستقبلي وربما ليس من حل الا باستخدام الشظايا العقترونية التي تحمل ملايين الغيفابايتات وهي الآن في بداياتها وربما سيأتي اليوم سنعثر على هذه الشظايا الالكترونية التي تطور نفسها مع تطور التقنقة ثم تزرق او تشد الى دماغ الانسان.

على العكس مما ينذر به البعض من أن يؤدي التطور في تكنولوجيا المعلومات إلى نشوب صراع بين الإنسان وآلته التي هي من صنع يده، يرى آخرون أنها ستؤدي إلى التكامل بين الإنسان والآلات المتقنقة. اذا نظرنا الى الماضي غير البعيد نجد الآلات التي اخترعها دماغ الانسان كانت آلات صماء بكماء تحدث الضجيج والدخان مما جعل الانسان موجوعا في المستشفيات. اما الآن فقد غزتنا الآلات الذكية وفوق الذكية التي تضرب بليون رقم في بليون رقم، في واحد من البليون من اللحظة، مما ادى ذلك الى كسل حجيرات الدماغ الحية وهو ضغث على ابالة كما يقول سيبويه. وبهذا انعكست البديهة التي تقول ما تعجز عنه الآلة يقوم به دماغ الانسان راسا على عقب، اما الآن فقد حل العكس فيما لايقوى الانسان على حله اذ تقوم الآلة بحله باكثر كفائة من دماغ آدم. والنتيجة ان تدهور دماغ الانسان، ثم جائت الصدمات الاخرى فيه عندما اصابته طواعين المعلومات فانفقد عنصر المؤآلفة بين الإنساني والآلي واصبح الانسان يلاحق الآلة لاهثا، والآن اصبح القومبيوطور هو الانسان السوبر الذي حلم به الفلاسفة واذ ينكمش الدماغ الانساني الآن فان الآلة الذكية تشق الآفاق وترتاد الفضاء فظهر الجراح المعقتر والجميلات الافتراضيات التي يهواهن ابناء آدم مستعيضا عن حواء باللحم والدم. اصبح العقترون الآن نديما آليا تشرب معه كؤوس الطلى وتستطيع به خلق تحية كاريوكا افتراضية وانت منطرح على الصوفا متلذذا بميوعتها وهي تهز الاعطاف والارداف. ان العلماء الآن منشغلون بدراسة الأبعاد النفسية والاجتماعية والاقتصادية لهذا المزيج بيننا نحن الانس و بين الجن اي الآلات فوق الذكية التي هي (انسجنية).

اؤكد لكم انني اعيش الشرود، فان ازمعت تسجيل فكرة طارئة خطرت لي، فانني ابحث عن ورقة فاجدها بعد حين ثم ابحث عن قلم فلا اجد قلما رغم انني املك 50 قلما وعندما اجد القلم انسى اين وضعت الورقة وعندما اجد الورقة والقلم انسى الفكرة التي اود خطها على الورقة. وكثيرا ما افتش عن نظارتي ابحث عنها لاهثا حتى يبلغني اليأس، عند ذلك اجلس على الصوفا لاحك رأسي فاجدها على رأسي. اما عن مفتاح الشقة فعندما احظر نفسي واتعطر بالريحان ابدأ بالبحث عن مفتاح الشقة فاذهب الى كل ركن من اركان الشقة فلا اجده وبعد حين من السعي اجد نفسي ممسكا بالمفاتيح بيدي. عند ذلك العن نفسي. هذه بعض الصغائر اما الكبائر او القبائح فكثيرة حدثوا عنها ولا حرج، ومنها عندما اريد البحث عن موضوع اريد الاشارة له ابدأ بالبحث عنه بين ركامات من المجلات والمقصوصات ابحث وابحث وابحث حتى يكل متني فافشل ولكني فرحتي تحضر عندما اكتشف عن مادة صحفية كنت قد بحثت عنها ففشلت في السابق فافرح في عبي قائلا رب فشل نافع.

العودة الى الصفحة الرئيسية

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com