|
بينما كنت أتصفح بين المواقع وأذ وقع عيني على عدة المقالات في احدى مواقع الجبهة التركمانية ومدعومة بشكل لا يقبل الشك من المخابرات التركية ، لقد أتضحت الرؤيا والتوجيهات السياسية للجبهة لديُ من خلال قرأتي لتلك المقالات، ووجدت فيها هجوماً شرساً وحملات الهسترية ضد الشعب الكوردي التي تنطلق من نزعات عنصرية وطائفية وكذلك على ثورة 14 تموز التي باركها جميع مكونات الشعب العراقي وعلى قائدها الشهيد البطل عبد الكريم قاسم الذي ما زال حياً في قلوب أبناء العراق ، ويتهمنه بالدكتاتوروالطاغية، ويتباكون بدموع التماسيح على الأحداث 1959 التي مضى عليها نصف قرن وكانت ضحيتها مقتل 27 فرداً من التركمان و3 من الكورد قد لا يتجاوز عددهم عدد الذين يقتلهم أنتحاري واحد كل يوم من التركمان كما حدث قبل أيام في ناحية آمرلي وراحت ضحيتها اكثر من مائة قتيل وجريح، وكما يتجاهلون معاناة التركمان في عهد النظام البعثي. حيث سلط عليهم التعريب والتطهير العرقي كما سلطه على الكرد أيضاً. ويبدؤن بعويلهم وينفخون أجسادهم ويعرضون عضلاتهم وأعمالهم البهلوانية المضحكة ويعيدون نفس الآسطوانات المشروخة والقديمة حول أوضاع العراق وكركوك والكورد .. لأنهم لايريدون الآستقرار والآمن والآمان في العراق بصورة عامة وأقليم كوردستان ومدينة كركوك بصورة خاصة، ويحاولون خلق المشاكل لتعكر الاجواء بين التركمان والكورد بناء على اوامر صادرة من اسيادهم في تركيا . من المفارقات العجيبة عندما قرأت مقالة منشورة في احدى تلك المواقع للجبهة التركمانية لأحد الكتاب المصريين مقالاً ملفقاً وبعيداً عن الخلق والعمل السياسي بعنوان (التركمان وذكريات يوليو/ تموز الأليمة) الذي يصف عمليات القتل والارهاب ضد شعبنا وتدمير وتخريب الأقتصاد بلدنا بالمقاومة الوطنية ، واتهام الكورد والشيعة بالتواطئ في العمليات الارهابية داخل العراق . الآخطر من ذلك سيل الآتهامات والتلفيق من الكاتب المصري للشعب الكوردي وقيامهم بعمليات الآغتيالات والتفجيرات في مدينة كركوك لأثارة الرعب في القلوب التركمان والعرب، ودفعهم الى مغادرة مدينة كركوك وتركها للكورد، ومنها أنفجار الذي حدث في ناحية آمرلي ويتهم به الكورد، رغم ألقاء القبض على المتهمين وأعترافهم على تلك الجريمة البشعة. وأعترفات غيرهم من الارهابيين قيام بالعشرات من العمليات الأجرامية الجبانه في مدينة كركوك ومدن أخرى، وأن جميع الآمراء الشياطين هم من خارج العراق وأكثرهم من مصريين .... لا أعتقد الكاتب إذا يدعي بأنه خبير في شؤون العراق أو التركمان، لم يشاهد على شاشة الفضائيات العربية وغير العربية أعترافات المجرم الذي فجر السيارة المفخخة أمام دائرة المحاكم في كركوك وأعترف نصا ً بأن السائق كان مصرياً وهو الذي جلس بالقرب من مكان الآنفجار وضغط على (الريمونت كونترول ) مقابل حفنة من الدولارات، لا ادري كيف يحلل الكاتب إذا كان محللاً مهاجمة مقرات الاحزاب الكوردية والأحياء الكوردية .. وأغتيال العشرات من الكورد والتركمان والعرب في مدينة كركوك. والآقضية والنواحي التابعة للمدينة من قبل المتسللين العرب الى داخل العراق . ترى هل يعرف الكاتب أي أنفجار داخل الأسواق او الساحات لم يستهدف قومية أو دين او مذهب، بل كل ضحية تلك الأتفجارات كانت بواسطة السيارات المفخخة أم العبوات الناسفة. المشكلة الحقيقة التي يعاني منها الكاتب الأجير هو بعده عن المركز الحدث وأن عنوان مقالاته ومواضيعها يتم اختيارها من قبل أجهزة المخابرات التركية أو عملائها داخل العراق مقابل حفنة من الدولارات التي تسيل لعابه عليها، لذلك تجد المقالة ركيكة بسبب أفتقار الكاتب للخلفية التأريخية والجغرافية للمناطق داخل العراق التي يطلب منه الكتابة حولها حتى إن بعض الجمل تراها متكررة في كتابتها . هذه الأقلام نفسها التي مدحت طاغية العراق وقسماً منها لا يزال يسوق على ان صدام مناضلاً عربياً وشهيد الأمة العربية ، وتم شراء هولاء المرتزقة من قبل الجبهة التركمانية العميلة ، لبث الدعاية وأشاعة الفوضى، وتلفيق الأخبار الكاذبة لتطهير عرقي ضد التركمان في كركوك وصب نار غضبه على الشعب الكوردي والأقلام الحرة التي تدافع عنه ، بحجة دفاع وتباكي بدموع التماسيح على حقوق التركمان ووحدة العراق ، والغرض منها بناء الجدار العازل بين القوميتيين لمصلحة تركيا التي فقدت مصالحها في العراق بعد سقوط نظام البعث ، لذلك نرى تركيا تضغط على الجبهة التركمانية ان تعكر الأجواء بين الاكراد والتركمان وبقية الأطراف العراقية، وتعاونها مع تلك الأواسط التي طالبت في حينها بأطلاق سراح الطاغية صدام حسين ومن رفاقها البعثيين في الحويجة والعوجة وعرب التعريب في كركوك الذين متلهفون لإعادة دوران عجلة الحياة في العراق الى الخلف وعودة البعثيين للحكم . تسعى الجبهة التركمانية التي دمرت المطالب الحقة والمشروعة والعادلة للشعب التركماني . بواسطة الأقلام المأجورة الى اعادة احياء واجترار الحديث عن اعمال القتل التي ارتكبت ضد عدد من التركمان قبل 48 سنة بعد تأسيس الجمهورية الاولى في العراق والتي يتم تصويرها دون خجل على انها حملة متواصلة للكورد من اجل سحق التركمان ، وهنا عندما يرى المرء مقالة بعد اخرى تدبج بشكل يثير الانزعاج من تكرارها وهي محبوكة سلفا ومبرمج لها مسبقا حول احداث 1959 في كركوك، واخرى عديدة معادية للكورد، بدلاً أن توجه الجبهة لسكان كركوك من جميع القوميات ويحثهم علىالعمل المشترك والتكاتف والتضامن لجعل هذه المدينة مدينة التآخي والسلام والمحبة ، مدينة العمل والازدهار والرفاه والنموذج الحي الذي يحتذى به من جميع المدن العراقية كردية كانت أم عربية أم تسكنها قوميات أخرى. لإن أمن و استقرار مدينة كركوك يتوقف على اقتران القوى السياسية الكردية والتركمانية والعربية بعضها ببعض وضماناً لوحدته . وهناك منذ الأزل ثمة علاقات أجتماعية وأقتصادية وثقافية بين أهالي كركوك ولم يكن على الأطلاق أي نوع من الحساسية أو الأمور السلبية في العلاقات بين القوميات والطوائف في مدينة كركوك ، وكان الجميع يعيشون بأخوة وسلام ، وبعيداً عن التطرف القومي من طرف واحد. الغريب في تلك تناقضات الجبهة التركمانية التي تتخذ من " وحدة العراق والدفاع عن التركمان " ذريعة لرفض الفيدرالية، ومن ناحية أخرى تريد إبقاء الأوضاع في كركوك كما كانت عليها في عهد نظام البعث، كما ترحب باحتلال التركي لشمال العراق أواقليم كوردستان العراق التي المرعوبة من التطور السياسي الذي حققه الشعب الكوردي على الساحة العراقية، ونحن التركمان نعرف مثل غيرنا من الطوائف والقوميات العراقية الاخرى الفيدرالية الحل الناجح على الاطلاق .. لأن الفيدرالية ليست انفصالاً، بل إنها تعزيز لوحدة العراق حين تتمتع جميع القوميات بحقوقها القومية المشروعة والعادلة وحين تسود حقوق الإنسان والعدالة الاجتماعية والرابط الحقيقي اليوم للهوية العراقية ووحدة البلاد، وتتدخل تركي لشؤون العراق يشكل تعقيداُ ولبس حلاً لمشاكلنا . دق هذا الاسفين بين الكورد والتركمان من قبل الجبهة التركمانية ومحاولتها الخبيثة لتشويه الحقائق بواسطة الأقلام المأجورة، وتحاول تسميم أفكار وعقول السذج وخصوصاً الذين ليست لهم حصانة فكرية مبنية على المواطنة وحب الوطن ، وخلق الحزازيات والحساسيات بين تلك الكيانات القومية عبرالأعلام ووسائله ، بدلاً أن تتدعي الى الحب والسلام على أرض العراق والبعد عن الحرب الأهلية، والهدف من تلك الاعمال الخسيسة لافشال وعرقلة تطبيق الفيدرالية بصورة صحيحة لأسترضاء أسيادهم في تركيا التي تخاف منها، وباضافة الى ذلك كانت اكثر عناصرها جزءاً من مؤسسات الاجهزة الامنية القمعية في زمن النظام البائد الذين وقفوا ضد أبناء جلدتهم من التركمان الشيعة الذين يحاولون اليوم بكل ما اتيت من القوة لخلق الفتنة والفرقة بين أبناء شعبنا . وأقول للجبهة التركمانية وأقلامها المأجورة متى تصحى ضميركم وان كانت لكم ضمير، وتقولون الحقيقة التي تعرفها وان تطرقون الى ما تنص عليه الوثائق التأريخية حول مدينة كركوك وبقية مدن العراقية.
|
||||
|