|
يحزنني دائما ما يشهده العالم اليوم وخصوصا بلدي العزيز من تكالب قوى الشر والرذيلة لشن الحملات الإعلامية المأجورة والهجمات الإرهابية ولهجة ساسة الدول العربية المسعورة تجاه هذا البلد الذي لا ذنب له سوى انه أراد أن يعبر عن رأيه في اختيار نظام حكمه، إلا ان ذلك التغير أثار حفيظة من كانوا يتلذذون بخيراته ويتنعمون بموارده فثاروا لينتقموا منه، فاخذوا على عاتقهم إرسال السيارات المفخخة وتجنيد ضعاف النفوس وتصديرهم الى العراق تحت مسميات وذرائع شتى منها الجهاد ومنها المقاومة الشريفة!! وغيرها من المسميات، وأبناء هذا البلد يدفعون ضريبة ذلك دما عبيطا وتوزعت أشلاء إخوانهم وأعزائهم على أرصفة الشوارع، وما تبعها من آهات ثكلى وانين أيتام، وبينما اخذ وضع العراق يتأزم يوما بعد يوم كنت اتأمل من ساستنا الكرام ان يكون لهم موقفا موحدا يرد بقوة على تلك الأعمال إلا انه للأسف الشديد لم المس منهم ذلك الموقف بل وجدت ان البعض منهم يتلذذ بإراقة دماء العراقيين بل انه من الداعمين لقتل أبناء بلدي، والإرهاب يتمادى أكثر فأكثر واخذ يطال مبدعي العراق ومثقفيه والنخب العاملة وحتى امتدت يد البطش والخيانة لتطال مبدعيه الرياضيين، فتارة نسمع اختطاف فريق رياضي وتارة أخرى نسمع العثور على جثث الفريق الآخر، لكن الذي لفت انتباهي في هذه الفترة إن إحدى القنوات الفضائية العربية سخرت برنامجا خاصا لإحباط معنويات الفريق العراقي في تصفيات أمم أسيا وكانت تكل له الاتهامات وتصفه بالضعف والوهن وتجمع أراء المحليين الرياضيين حول تاكيد خسارة المنتخب العراقي وانه سيخرج من التصفيات وغيرها من الأقاويل واستمر ذلك البرنامج الذي يتبناه أشقاءنا العرب ببث سمومه، إلا أنهم تفاجؤا بخبر النصر العظيم الذي أحرزه المنتخب العراقي وحصوله على لقب (بطل أمم أسيا) هذا النصر الذي هد أركانهم واخرس ألسنتهم النتنة وودوا لو أن الأرض تنشق لتضمهم ولا يسمعون بهذا الخبر حقدا وأنانية. ومن هنا أود الإشارة إلى أمر هام وأدونه كرسالة شفوية وأرسله إلى كل أعداء العراق سواء أكانوا في داخل حدوده او خارجه بان هذا النصر الرياضي الذي حققه العراق يعتبر الخطوة الأولى في مسيرته نحو التقدم والازدهار، وانه سيعقبه في القريب العاجل ان شاء الله تعالى نصرا على الصعيد السياسي وآخر على الصعيد الاقتصادي وعلى الصعيد الأمني بل على كافة الأصعدة، وسيرجع العراق إلى ما كان عليه ليصبح عاصمة الدنيا ومنارا للمبدعين ومنهلا يستهل منه العطاء والقيم والمبادئ السمحاء، وأنكم يامن تآمرتم عليه سترجعون وتخضعون وتركعون تحت أقدامه، وسوف لا تأخذنا في الله لومة لائم ولا يغرنكم ما تشاهدونه من ضعف ساستنا وزعزعة الثقة فيما بينهم، فطالما ان هناك أحد عشر لاعبا استطاعوا ان يوحدوا العراق من أقصى شماله إلى أقصى جنوبه ويرسموا البهجة والسرور على وجوه أبناء شعبهم ويسحقوا انوف اعدائهم، فان العراق فيه الملايين مثل هؤلاء ممن يحملون الغيرة والوطنية والولاء لهذا البلد وطالما نحن أجلسنا من تجدونهم على كراسي البرلمان فإننا قادرون على تغيير واستبدال من هو غير أهل لهذا المنصب وحينها سنبين لكم من هو العراق ومن هم العراقيون وان الساعة آتية يا أعداء العراق، فكدوا كيدكم ... واسعوا سعيكم ... فوالله لن تمحوا عراقنا.
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |