من مضاعفات الفرح في فوز فريقنا

 

 

عزيز العراقي

ziziiraqi@yahoo.se

منذ فوز الفريق العراقي في النصف نهائي على الفريق الكوري بضربات الترجيح , اي قبل الفوز في النهائي على السعودية, توجهت مقارنات العراقيين بين فريقهم الذي وحد وشحن مشاعرهم , ورفع اسم العراق عالياً في سماء اسمى رابطة بين الشعوب وهي الرياضة, وبين الفريق السياسي الذي يقود السلطة والمسؤول عن استمرار الانحدار الدموي, ووضع اسم العراق في اسفل قوائم الجريمة للقوى الاسلامية المتطرفة من السنة والشيعة والعصابات البعثية .

ولاشك ان الكثير من هذه القيادات الطائفية والقومية أنطعنت من هذا الفوز , لأنه كشف العجز الفاضح لأمكانياتهم البائسة , امام امكانية وتألق هؤلاء الشباب المحرومين حتى من ضمان الامن على سلامتهم الشخصية . والذين استحقوا كأس البطولة بجدارة  , وخطفوه من بين كل الفرق الآسيوية التي تتشرف قياداتها الحكومية بتقديم كل ما يمكن تقديمه لهذه الفرق المرفهة . اما قياداتنا الحكومية والسياسية سوف تعمل ما بوسعها لغرض لفلفة هذا الفوز , ومنع توالد مضاعفات الفرح فيه , لأنه سيحسر المد الطائفي والقومي الذي يعتاشون عليه . وفي كل دول العالم تتسابق الحكومات والرؤساء والملوك للتشرف بأستقبال ابطالهم الرياضيين لحظة هبوطهم من الطائرة التي تقلهم الى ارض الوطن , للمشاركة والأنتساب لهذا الحدث الوطني الفريد . الا في العراق فهم يتهربون منه .

يقول السيد جاسم محمد جعفر وزير الشباب والرياضة العراقي: سوف يستقبل الفريق في المطار ممثلون عن رئيس الوزراء والرئيس ورئيس مجلس النواب ". وحاول علي الدباغ المتحدث بأسم الحكومة العراقية طمأنة اللاعبين الذين ابدوا تخوفهم من الأرهاب على انفسهم وعلى الجماهير التي ستستقبلهم فقال " لايجب ان يقلق اللاعبون فهناك الكثير من الأماكن الآمنة في بغداد " ويقصد عرين الأسود في المنطقة الخضراء . والغريب ان خليلزادة سفير اميركا في الامم المتحدة , والذي كان احد عرابي سياسة المحاصصة الطائفية في العراق انتقص ايضاً من السياسيين العراقيين  بقوله :" ان السياسيين العراقيين المنقسمين على انفسهم يجب ان يتعلموا درساً من فريق بلادهم لكرة القدم والمؤلف من لاعبين سنة وشيعة واكراد وتمكنوا من خلال وحدتهم من الفوز بكأس آسيا . وآمل ان يتعلم السياسيون العراقيون من فريق كرة القدم ", ولم يضف بأنه يأمل ان يستخدموا عقولهم بنفس مهارة اقدام لاعبيهم .

ان فرح الفوز ولد الكثير من الأفكار الخيرة لدى العراقيين , ولو تيسر لها التنفيذ لساعدت حتماً في انقاذ الوضع المتردي بعض الشئ , ومن ضمنها استحداث وسام يسمى " تقدير الكفاءة ".  يكون الوجه الاول فيه " نعال ابو تحسين " الذي اصبح رمزاً لأنعتاق الشعب المنكوب في خلال دقيقتين , وثبت في الذاكرة العراقية أكثر من ثبات كل صور وجداريات وتماثيل صدام , ومن قلد صدام من الطائفيين والقوميين بعد سقوطه , من البصرة الى زاخو . والوجه الآخر للوسام " حذاء هاوار " الذي رفع به كرة الزاوية قبل ان يودعها يونس محمود برأسه في الشباك السعودية . فهذا الحذاء يجب ان يدخل التاريخ ايضاً , لأنه كسب للعراق فرحاً عجزت عنه نقاشات كل الطبقة السياسية طيلة هذه السنوات .

وحبذا لو يضيف الفنان الذي سيصممه بعض الزيادات لنعل ابو تحسين, ويجعله اثقل من حذاء ابو القاسم الطنبوري , حتى يذكر حامله بثقله عندما يهبط على رأسه . وبعض العرض لحذاء هاوار , حتى يشعر المتلقي لصفعته بأنه يكفي لأستدارة الوجوه الممتلئة ويزيد. ومن الضروري ان يمنح اولاً الى الدكتور محمود المشهداني قبل تسريحه من البرلمان " المنتخب" , ومن الضروري ايضاً ان لايحرم منه السادة المسؤولين الكبار الذين اداروا العملية السياسية منذ سقوط النظام البعثي ولحد الآن, وان لايمنح لكل من هب ودب ويفقد قيمته مثل انواط صدام, بل للذين تركوا بصماتهم الواضحة في بناء هذا الصرح الطائفي الكبير, وان لايميز في منحه بين سني وشيعي وكردي على اسس غير شريفة, فالكل سواسية في الأستحقاق وقد ولى زمن الأستئثار الى غير رجعة .

العودة الى الصفحة الرئيسية

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com