لا تدعوا المحتل والخونة والقتلة وسارقي قوت وثروات الشعب العراقي يختطفون فرحتنا الغامرة...!

 

 

محسن الجيلاوي

Mohsen_Khashan@hotmail.com

من الطبيعي أن يتوجة فريقنا المنتصر إلى الوطن، ذلك حق وواجب أمام عظمة الأرض التي أنجبت، أمام عظمة الإنسان العراقي الصامد المؤازر لأبنائه في سائر نجاحاتهم الباهرة، وهي كثيرة حقا في الرياضة والثقافة والعلم..أينما حل العراقي حل النجاح والتألق والتميز.. قبل أشهر حصد مثقفان عراقيان متميزان جائزة سلطان العويس الثقافية وهما المسرحي المبدع جواد الأسدي والروائي الكبير جمعة اللامي وقد مرت هذه المناسبة دون أي احتفاء من المؤسسات الثقافية التي خلقها المحتل تليق بمكانتهما وعطائهما الإنساني العراقي الرفيع... لكن السؤال العريض والجارح والماثل بذهن أي فرد منتمي للوطنية العراقية الأصيلة الصادقة هل هناك من فرصة تركتها جندرمة ومعها ثقافة الاحتلال وحراميته وخونته لتحقيق ذلك أي عودة منتخبنا مباشرة إلى قلب العراق –بغداد- التي كانت دوما واحة للمعرفة وللثقافة وللإبهار الذي جعل البشرية جمعاء تعترف بأفضالها لإغناء الزاد الإنساني في مختلف أوجه الحياة ومنها الرياضة كما شاهدنا وشاهد العالم باسره رشاقة وجمال حركة الروح العراقية الشابة الواعدة الوثابة التواقة إلى الفوز الشريف الجميل المرهف بعيدا عن القتل وروحية التدمير وشرور ذهنية التخلف..؟؟؟!

هذه الطبقة السياسية العفنة تريد أن تسرق ذلك الانتصار، ذلك الفرح العراقي النبيل، الذي صنعته شبيبة العراق الموحد المتنوع كمنبع للغنى والإثراء البشري..صنعوه بعرقهم وصبرهم وجهدهم..انتزعوه بالعقل الراجح والعزيمة وحبهم اللامحدود للوطن ولإنسانه الجريح في حالة عراقية وقفت لها الشعوب وسائر وسائل الاعلام بكل ذلك الاحترام والتبجيل الذي تستحقه حقا..فقط الانتصارات تنتزع الاحترام المطلوب لنا ولوطننا..عكسها وسط الهزائم ودوي الأنفجارات ودكتاتور ينسخ دكتاتور قد ساهمنا ولعقود طويلة في تشويه صورة وطن كان رمزا للحضارة وعنوان للتقدم بشكل بشع وخسيس..!

لقد حاول سياسيو المنطقة الخضراء الذين لم يقدموا للرياضة أي شيء، والذين بجدارة لم يبنوا ملعب أو ساحة أو هدف أو قاعة أن يزينوا أنفسهم ببهاء الانتصار..هؤلاء القادمون من التخلف، من الظلام بعيدون كل البعد عن فهم كون الرياضة والفن والثقافة وصالت المسارح وشاشات السينما تصنع أمم قوية ومزدهرة وطافحة بالمشترك الإنساني الذي يرنوا للتقدم والرُقي..!

لا تدعوا حرامية المالكي، وعصابات الدليمي، وعشائر جلال الطالباني أن تسرق هذه الفرحة، فكلهم إرهابيون، كل على طريقته..!

توجهوا للعراق بقلوبكم، وبعقولكم وبانتصاراتكم القادمة..لا تدعوا أطراف ووجوه(275) لص وأزلام سلطة بائرة أن تلامس أياديكم وأجسادكم التي وهبتنا الفرحة والجمال والحب..!

لا تدعوا أحدا يمسح جرائمه بحق الوطن دما وتفتيتا بأديم عرقكم الغالي العزيز..!

لا تأخذوا من عطاياهم – وهي بالتأكيد – كثيرة( لبروزة) أسمائهم وعناوين أحزابهم - أسالوهم يا شبيبتنا قبل أن تمدوا يدا إلى عطاياهم من أين لك هذا..؟ أسالوهم كما تفعل سائر الشعوب الحية وهو سؤال بسيط حقا ولكن هام وضروري.. للعلم أكثرهم( وراعة وكياسة خارجية ) وزير النفط يكلف توقيعه ( أقول توقيعه فقط ) 15000 ألف دولار في حال أراد المواطن العراقي محطة وقود بعد أكمل كل الإجراءات القانونية وعليكم أن تحكموا على جوقة هذا الحكم...!

كلنا نريد العودة ولكن إلى وطن نظيف بلا احتلال أو لصوص أو خونة..قد نُجبر يوما على عودة مهمتها إزاحة هؤلاء والى الأبد من وجه هذا الوطن الجميل..وجميعا من رياضيين وغيرهم على استعداد أكيد لتحقيق ذلك إن تطلب الأمر..!

 تحية حب للشجاع يونس محمود الذي كان لها في الملعب أو في تصريحاته التي كانت ملؤها حب العراق وبغض للاحتلال وزبانيته ولصوصه..!

افشلوا خططهم الخبيثة..!

أيها الرياضيون عودوا وانتشروا في ارض الوطن وبين ناسه كونوا عنوانا لوحدته وستلقون بالتأكيد حب العراق الغامر لكم أرضا وشعبا..افعلوها بعيدا عن موائد الحكام وبذلك تضربون مثلا لهؤلاء عن حبكم لأطفال ونساء وشيوخ وفقراء العراق الذين كانوا وراء انتصاركم المدوي الباهر الجميل..!

لينهمر الفرح العراقي كالمطر كالندى دوما...!

وأنا أكتب هذه المقالة علمت أن المنتخب توجه إلى دبي.. ورغم كل الألم الذي يعتريني على ذلك ولكني مع شبيبة العراق في رؤيتهم وحرصهم على كون الفرح هو هدية للإنسان العراقي ويجب أن يبقى هكذا..وهو نقد قاس وعنيف ومرعب للذين فتتوا الوطن إلى طوائف وملل وعشائر ولم يقدموا للعراقي أي شيء..للذين جعلونا أكثر شعوب الأرض فقرا وتشردا.. أنا مع حسرة طفل عراقي شاهدته منتحبا بشكل لا يوصف على عدم رؤية المنتخب في بغداد..مع صرخته البريئة:- متى تشبعون.. وأنا أضيف متى تشبعون من دمنا وثرواتنا ولحمنا يا حكامنا الجدد...!

العودة الى الصفحة الرئيسية

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com