|
في خضم الأحداث السياسية المعقدة التي مافتأت تلم بالعراق منذ سقوط الحكم البعثي المتهريء، عمدت أطراف سياسية ، كنا نظنها وطنية تعمل لصالح البلاد ، الى زعزعة الأمور بهدف الأطاحة بالعملية السياسية برمتها تدفعها دوافع لاتمت بصلة الى الحرص على الوطن والمواطن. وكان من نتيجة التصرفات غير المسؤولة لتلك الأطراف فقدان المزيد من الأرواح العراقية البريئة! منذ أيام بدأنا نسمع نغمة جديدة تعزفها هذه المرة جوقة كتلة التوافق مهددة بالأنسحاب من العملية السياسية، بل أن بعض أطرافها هدد باللجوء الى العمل المسلح وفق ماأدلى به السيد خلف العليان في أحدى تصريحاته المتشنجة على الدوام!! ونسأل السادة المنتفضون في جبهة التوافق عن دواعي ذلك الأمر ومسبباته. فأذا كنتم قد فشلتم بأداء مهامكم في هذه المرحلة الصعبة فلماذا لاتتصرفون مثلما يجري في الدول الديمقراطية الحقة فتسلّمون مقاليد الأمور الى آخرين أقدر منكم على دفع الأمور الى أمام؟ أن مانسمعه من تصريحات من قبل أسماء التوافق المعروفة (د. طارق الهاشمي ود. ظافر العاني ود. عدنان الدليمي والسيد خلف العليان) على وجه الحصوص لاتدل على أحساس بالوطنية الحقة، أنما هو تغذية مفضوحة للمحاصصة البغيضة والطائفية العمياء ومحاولة الوصول الى السلطة باساليب بوليسية وأنقلابات عسكرية وتوجهات أبعد ماتكون عن الديمقراطية التي ينشدها الشعب. أننا ندعو أبناء شعبنا العراقي الأبي الى توخي الحذر الشديد وفتح مآقي العيون جيدا لما يجري من حولهم، داخليا من أطراف سياسية عراقية بدأت تكشف عن نواياها غير الطيبة، وخارجيا حيث تتآمر بعض دول الجوار العراقي المجرمة بحق العراقيين الخطط وتكدس الأموال للأنقضاض على التجربة الوليدة في العراق الحبيب. لاتدعو الأفاعي السامة تخرج من جحورها لتلدغكم وتنفث سمومها القاتلة في أجسامكم. أسمعوا صوتكم العالي للآخرين بشكل واضح لالبس فيه. أما عراقيو الخارج فعليهم مسؤوليات جسام أيضا للتصدي لمن يريد تحطيم العراق سيما في هذه الفترة الحرجة بالذات التي أنطلقت فيها أصوات مجرمة من السعودية والكويت تدعو لهدم رموز الأسلام الدينية البارزة دون أن تتدخل حكومتا البلدين لردع هؤلاء المتخلفين والمشعوذين. ونقول للسادة في التوافق فنقول: خذوا الدرس والعبرة من الفريق العراقي البطل الذي رفع هامات العراقيين عاليا وضعوا أيديكم بأيدي أخوانكم من العراقيين الآخرين ليكون همنا واحد: أنقاذ العراق من المأساة التي جثمت على صدر أبناءه منذ عقود طوال من السنين.
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |