|
عن السويد والشيخ الدكتور محمد العريفي وبعر الإبل
مثنى حميد مجيد euphrates53@hotmail.com زعم الشيخ الدكتور محمد العريفي في برنامجه الفقه الميسر الذي يبث من قناة قطر، في مقارنة له بين أخلاق المسلمين وأخلاق أهل الكفر ولاإنسانيتهم في التعامل مع المرضى، المقصود هنا الشعب السويدي، زعم لإثبات ذلك أن أحد المرضى يجهز يوميآ بزجاجة خمر يحتسيها للتهوين عن إحباطه بسبب المرض وفقدانه الأمل ولأنه ، نظرآ لكفره، ليس كالمسلم تغفر ذنوبه طرديآ مع إشتداد مرضه.وأدعى الشيخ أنه عرف ذلك خلال عيادته مع رهط من أتباعه الى مريض لهم يرقد في احدى المستشفيات السويدية.ومن المؤكد، أننا هنا لا نعتب على الشيخ نعته للشعب السويدي بأهل الكفر ولا نناقشه في صحة ما ذكره توكيدآ وتسهيلآ لفقهه الميسر، لكننا بالتأكيد نعتب على المريض الذي زاره الشيخ ونطالبه بتوضيح الأمر ورد الإساءة عن شعب إحتضنه ومنحه الجنسية أو الإقامة ويتنعم يوميآ بخيراته فالمسلم الحقيقي لا يرد الجميل بالقبيح ولا الإحسان بالجحود ولا التكريم بالإساءة.نعاتبه لأنه أعرف بالسويد والسويديين من العريفي ولأننا نفترض أنه ينشد مرضاة الله وليس الشيطان. أما الدكتور العريفي فهو لا يمكن إلا أن ينتمي الى أمة يجب أن تنقرض أو في سبيلها الى الإنقراض قريبآ بفعل عجلة التطور والإنقلابات الكبرى التي لا تحفل حتى بإيجاد قبور لأمثاله، فجزيرته العربية بدويلاتها وفي مقدمتها مستعمرة قطر، ستتحول لا محالة في العقود القليلة القادمة الى متحف طبيعي لأمثاله ممن تقشعر عيونهم وتعمى من رؤية النور لإدمانها ظلام الكهوف والتخلف فلم يعد لها سوى ترويج الجهل والقبح والخرافة وسموم الإرهاب في المنطقة والعالم.ولذلك من العبث الإنشغال في رد سفاهة صبيانية لغلام مثل الدكتور العريفي يدعي العلم والفقه ويتطاول على شعب لولاه لما إستطاع الظهور في التلفزيون ولكان الان يضرع الصحراء على ناقة أو مقتفيآ بعر الإبل وليس بما يتنعم به الان من تلفون محمول أو كومبيوتر أو طائرة فارهة تنقله الى السويد ليدجل وينافق برخص على شعبها المسالم الأمين. ومع ذلك ، وإحترامآ لمشاهدي برنامجه و إنارة للحقيقة سأكتفي بمخاطبته قائلآ، هل تعرف يادعي الإسلام أن المدارس السويدية تخصص يومآ من كل عام لتلاميذها كي ينتشروا في أنحاء كل مدينة أو قرية ، في الساحات العامة والطرق والمترو، لجمع التبرعات من الناس لضحايا الحروب والمجاعات في العالم فيندفع التلاميذ بكل براءة الطفولة وشرف المهمة وإنسانيتها يسألون المارة والعابرين ، شارحين وموضحين وجامعين من المال كل وما يستطيعه أحدهم ليعود الى معلمه فرحآ وفخورآ بما جمع ولينمي في نفسه بذرة الخير والجمال والمحبة للإنسانية.هل تعتقد ياعريفي أن شعبآ يربي وينشيء أطفاله على هذه القيم النبيلة التي تشكل جوهر الإسلام الذي تنتحله وتدعية زورآ ودجلآ هو شعب كافر وتضرب به المثل عن أهل الكفر.هل تفعلون هذا مع أطفالكم في جزيرة العهر والظلام والجهل والخرافة أم أنكم، بدلآ من ذلك، تحشون وتلوثون أذهانهم الغضة الطرية بكل ماهو دنيء وعنصري وكافر وبذيء ضد الأمم والشعوب والأديان والمذاهب الأخرى؟ لا أشك أنك جئت الى السويد في مهمة وسخة لتقديم الرشوة الى بعض ضعاف النفوس من اللصوص وباعة المخدرات والحثالات ممن فشلوا في الإندماج بالمجتمع السويدي وإكتساب أخلاقه وقيمه ومستواه الحضاري الرفيع الذي وفره وعرضه بممنونية وكرم عليهم كي تهديهم الى صراطك الأعوج وفقهك الأعرج وفكرك الظلامي ولذا لايسعني إلا أن أدعو، ومن باب الوفاء لهذا البلد الأمين ، إخوتي العراقيين وعامة العرب والمسلمين الى رصد أمثالك ومعرفة وتقصي الأسباب الحقيقية التي تكمن خلف مثل هذه الزيارات المشبوهة فشخص مثل العريفي لا يمكن إلا أن يترك خلفة الرائحة النتنة حيث ما حل أو رحل وغرض مثل هذه الزيارات يقع ، بلا أدنى ريب ، ضمن جهود قوى الظلام في إيجاد ركائز تنظيمية لها تصب في خدمة الإرهاب والإساءة الى هذا الشعب المضياف الذي أكرمنا وقدم لنا كل سبل وأسباب المساعدة الإنسانية وأحتضننا في عز مأساتنا وتشردنا وفي وقت لم نحصل فيه من أمثال العريفي على غير فتاوى الجهل والتكفير والقتل والعراق الجريح شاهد على جور هؤلاء وظلمهم . لقد كان محمد ـ ص ـ رجلآ قبل أن يتلقى الوحي ليكون نبيآ ، وحين صار نبيآ قال إنما أتيت لأكمل مكارم الأخلاق وقال إن كلمة الحق هي أقصى الجهاد فإن كان العريفي رجلآ فليقل كلمة الحق هذه بحق القواعد الأمريكية الجاثمة في مستعمرة قطر ومن برنامجه بالذات هذا إذا لم يكن غلامآ يدعي الفقه و مكارم الأخلاق ويغش مشاهدية ويموه حقيقته عليهم متظاهرآ بما ليس فيه وإلا فهو من أشباه الرجال الذين لا عتب عليهم ولا حرج.
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |