المثقف الاسلامي .. الحاجة الملحة وضرورة المرحلة

 

فؤاد الفحام

ww.almawood.org

ـ ان ظهور مايسمى (بالمثقف العلماني) واساءته المستمرة للمعتقدات الاسلامية دعت الضرورة لظهوره ..

ـ يواجه الدين الاسلامي ومذهب اهل البيت (ع) هجوما من بعض المدارس الاسلامية والعلمانية الحديثة .. لذلك علينا الرد بالمثل لايخفى على الجميع ان العالم باسره يعيش مرحلة سباق حضاري وتسارع كبير جدا في خطوات التقدم والابتكار على كافة الاصعدة والمجالات حتى لم يبق مضمار من المضامير لم تدخله يد التجديد والتحديث.. وان من الخطا الكبير والشنيع ان تبقى جهة التطور والتجديد قيد (التشميع) لان هذا ما من شأنه القضاء على هذه الجهة عاجلا ام اجلا وليس كما يتصو اصحابه

فالتجديد صفة حضارية خصوصا اذا مابنيت على اسس صحيحة وهذا هو ديدن الحياة منذ اول يوم انشأت فيه ولقد دخل هذا التجديد كما قلنا سابقا كافة المجالات حتى المجالات التي قد لايتصو البعض في يوم من الايام انها من الممكن ان تتجاوزه ولكنها اقتحمته واقصد هنا المجال الديني والاسلامي حيث بدأ ان العديد من المدارس الدينية واللادينية الخوض في هذا المضمار واخذت المدارس التنضيرية الولوج فيه والتحليل والبحث والتقصي . وهنا بيت القصيد كما يعبرون . فنحن لانقف ضد التحليل والعرض والتقصي اذا كان الهدف منه الوصول الى الحقيقة ومبني اساسا على حسن النية او كما يسمى (بالنقد البناء) ولكن المصيبة وجلها تكمن في هذه النقطة فقد ولج هذا المضمار العديد من المثقفين وخصوصا اللااسلامين وبدأ و بالتنظير والتحليل حسب الاهواء والامزجة وما تمليه عليهم رغباتهم وميولهم وانتمائتهم السياسية والايدولوجية متذرعين بحجج واهية عديد منها الخروج عن روح البحث الروتيني والخروج ايضا عن جانب التعصب الديني والطائفي والنظر الى الامور بمعيار وسطي معتدل ولكنهم مع الاسف وقعوا في مطبات عديدة يمكن تسميتها بالكوارث الجمة لانهم لم يعتمدوا اسس البحث الواقعية بكل اتجاهاتها واركانها بل اعتمدوا على منظار واحد فقط هو مدرسة الاستقراء الفكري مستشكلين في ذلك على بعض رموز المدنية والتي يعتبرونها متقولبة في اطار جامد لايعتمد البحث والتقصي بقدر مايعتمد على الرواية والنقل والحديث .

نحن نقول وفق نظرية (خذ ما يعجبك واترك ما لايعجبك) نحن نتفق على ان المدرسة الدينية قد وقعت في بعض الاخطاء لانها بالاساس ليست بالمدرسة المعصومة بالاضافة الى ان مناهجها مازالت تعاني من القصور في العديد من المجالات الاكاديمية الحديثة وعدم مواكبة العصر في العلوم الحديثة فبدت بالتالي متقولبة في اطار واحد لايساير الزمن الحالي واذا مابقي الحال عليه حول اسس العمل الاسلامي والنظرية الاسلامية فنحن الى الان نفتقد الى هذا العنصر المهم متصورين ان العمل الاسلامي مقتصر على جهة معينة..! هنالك مثل يقول (شبيه الشيء منجذب اليه) فهناك مبدا يقول بالحوار الطبقي او الفئوي فكل فئة تنجذب الى فئتها وكل طبقة تحب ان تحاور طبقتها وهذه عادة العرب والمسلمين ونحن عرب ومسلمين فلا يمكن تجاهل ذلك . فهناك مع الاسف العديد من المدارس الدينية للمذاهب الاخرى وفي دول اخرى قد سبقتنا في هذا المضمار فأنشات جامعات اسلامية للدراسات الحديثة بكل عناوينها الاسلامية والقرأنية والعلمية الحديثة فمن يتصفح كتبهم ومؤلفاتهم ومباحثهم وخصوصا على الانتريت يلاحظ الفرق الهائل بين حجم ونوع كتاباتهم وكتاباتنا ساعدهم في ذلك الشهادات العلمية الحديثة التي تؤهل الطرف المقابل لمقبولية اراءك ومعتقداتك وهذا مما يجب دراسته والتمحيص فيه .

ان ظهور فئة مايسمى (بالمثقف العلماني) او مدارس الاستقراء الفكري وولوج هذه المدارس بالدراسات الاسلامية وما وقعت فيه من اخطاء مقصودة او غير مقصودة جعلت من الملح جدا ظهور الند لها وهو المثقف الديني الذي يستطيع كذلك بما يمتلكه من دراسات اسلامية حديثة مقارعة اصحاب هذه المدارس بما يتبنونه من افكار هدامة ومشبوهة وفي بعض الاحيان قد تكون مسيئة الى الاسلام والمسلمين بل وحتى اى رمز الاسلام رسول الله (ص) والى ائمة اهل البيت (ع) وهم قد يقدمون افكار ورؤى واطروحات قد تخدع القارئ ولكن استخدام اسلوب القاء الحجة بالحجة والفكر بالفكر بالاعتماد على الاسلوب الحديث في الحوار والمناقشة يفضح هذه الافكار والرؤى التي يحملونها. فلذلك نحن ندعوا الى دعم وتشكيل هذه المدرسة (مدرسة المثقف الاسلامي) وهي مدرسة موجودة كما قلنا سابقا في باقي الدول الاسلامية وباقي المذاهب الاسلامية ولكنها غير موجودة عندنا.. حيث انه بالامكان افتتاح هكذا مدارس دينية واسلامية بجهد دولة او محاقفظة او حوزة او غيرها من الجهات لتخريج دفعات من الاساتذة المختصين بالعمل الاسلامي والفكر الاسلامي وفق الدراسات الحديثة لمواجهة المدارس الاسلامية والعلمانية الحديثة والتي يمكن ان نذكر ابرز رموزها مثل (طه حسين ـ عباس محمود العقاد ـ علي الوردي ـ حسن العلوي وغيرهم) التي لاتحبذ محاورة المدارس التقليدية لعدة اوجه تعتمدها هي وعلينا احترام هذه الاراء . انها دعوة نوجهها للجميع او من يهمه الامر .

 العودة الى الصفحة الرئيسية

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبعوالنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com