ليس كُل من يـُنتخب يصلح لحكم العباد والبلاد ..!!!

 

 

جلال جرمكا/ كاتب وصحفي عراقي/ سويسرا

عضو ألأتحاد الدولي للصحافة وعضو منظمة العفو الدولية

tcharmaga@hotmail.com

حتى لا أتهم بالأفكار الرجعية والشوفينية وحبي للأنظمة الشمولية ، لابد أن أقول :

لاتوجد حالة أعظم وأسمى وأجمل وأنبل من الديمقراطية وعملية ألأنتخابات الحرة النزيهة... ألأنتخابات ـ عرس ديمقراطي ـ يتمناها كل أنسان حر شريف ... ولكن ككل ألأشياء هنالك شواذ في بعض الحالات !!.

من خلال ألأنتخابات يصل بعضهم الى رئاسة الدولة أو الحكومة ، وبين ليلة وضحاها تراه غير ذلك الشخص الذي ملأ الدنيا بـ (سوف) وكلها من أجل الشعب والوطن وأسعادهم.. ولكن للأسف الشديد.. ألأقوال شىء وألأفعال شىء أخر ... !!.

في أعتقادي هنالك عدد من ألأسباب التي تجعل من هؤلاء أن ينقلبوا بمقدار 180 درجة .. ومن أهم ألأسباب التي شخصتها وبالأمثلة الواقعية على أرض الواقع هي :

1 / قابلياته وأمكانياته ونسيان الوعود :

الرجل يريد أن يعمل وأن يثبت لأبناء الشعب بأنه صادق في أقواله ، وأنه جاء من أجل مصلحتهم وتحسين أوضاعهم .. ولكن ما العمل؟؟ هذه هي أقصى أمكانياته/ لايكلف الله نفساً إلا وسعها .

لنا في هذه الحالة العديد من ألأمثلة ولكن ألأقرب ما حصل قبل سنوات قريبة في أكبر دولة أسلامية في العالم/ أندنوسيا ...

نعم لقد رشح أحد رجال الدين (عبد الرحمن وحيد) نفسه لخوض ألأنتخابات الرئاسية.. لقد فاز فوزاً ساحقا وذلك في/ أكتوبر ـ 1999ولأكثر من سبب :

ـ أنه رجل دين كان يملك العديد من المدارس وله علاقات واسعة مع الشباب من خلال المدارس والجوامع .

ـ كان كثير الظهور من على شاشات التلفزة ..

لهذان السببان وأسباب أخرى يفوز برئاسة البلاد ... الى هنا والحالة أكثر من طبيعية.. الرجل رشح وفاز بالأغلبية !!!.

ولكن الذي غير طبيعي هو :

الرجل كان ـ ضرير ـ .. صحيح أن الضرير أنسان.. ولكن واجبات الرئيس وأعماله والبروتوكولات والمراسيم تتحتم أن يكون بصحة جيدة .. وإلا ليس مانعاً من كونه ضريراً في أي مجال من مجالات ألأخرى عدى رئاسة الدولة .. فتلك مسؤلية كبيرة وخطيرة في أن واحد .

منذ اليوم ألأول بدأت ألأنتقادات صوبه.. على سبيل المثال :

في العديد من المشاهد وأثناء حضوره مراسيم عديدة.. كان غارقاً في النوم.. والعديد من المرات كاد أن يسقط من مكانه لولا يقظة مرافقيه.. كل هذا حصل وشاهدناه من على شاشات التلفزة .. وكذلك أحراجاته في أستقبال وتوديع الرؤساء..!!.

عدى هذه وتلك كان ـ كما يرون عنه ـ كثير النسيان.. وأهم هفوة هي عندما أمر بتعيين (هنري كيسنجر) الوزير ألأمريكي ألأسبق بمنصب مستشاره السياسي وبراتب خيالي!!!.

وألأغرب في هذا الرجل ـ المتدين، أنه أتهم بالفساد المالي.. وحينها أحيلت قضيته الى البرلمان.. وقد قرأنا في حينه مايلي: (توصلت اللجنة البرلمانية المكلفة بالتحقيق بفضيحتين

ماليتين بقيمة ملايين الدولارات وبسؤ أستخدام السلطة والكذب على الشعب والضلوع في ماوضعته بنوع جديد من الفساد والتواطؤ ومحابات ألأقارب داخل القصر الرئاسي..) .

 بالله عليكم :

هل يصلح هكذا شخص لرئاسة الدولة .. وأية دولة؟؟؟ أندنوسيا ذات 250 مليون نسمة !!.

المهم في المسألة ..أين وعوده.. كلامه؟؟ حبه لأبناء شعبه؟؟ كلها شعارات زائفة ...!!.

تتجمع عليه السلبيات.. وحينها تجتمع المحاكم العليا من جهة والبرلمان من جهة ويقصى من رئاسة الدولة !!!... في30 / 5/ 2001 تم عزله وتعيين نائبته السيدة/ ميكَاواتي سوكانرو بدلاً عنه ...لم يحكم البلاد سوى سنة ونصف تقريباً في الوقت الذي كان من المفروض أن يبقى رئيساً لغاية / 2004 !!!.

2 / أنشغاله بأمور خاصة وملذات والفساد ألأداري والرشاوي !!:

ولنا في هذه النقطة مثالاٌ أخراً وحدث قبل سنوات ..، وهو الرئيس الفلبيني المنتخب ( جوزيف أسترادا )...

الرجل هذا كان ممثلاً سينمائيا يؤدي أدوار (ألأكشن) لذلك كانت له شعبية غريبة.. حيث كانت صوره وأفلامه تملأ البلد..أنه وبأختصار كان (فتى الشاشة وشباك التذاكر) !!.

فجأة يعلن نفسه كمرشح لرئاسة الدولة الفلبينية !!!...ويفوز في ألأنتخابات ويصبح رئيساً للبلاد في 30 / حزيران / 1989 ولغاية 20/ كانون الثاني / 2001 !!!.

هذا الرجل جاء الى الحكم عبر أنتخابات حرة ونزيهة.. وقد حصل على رقم مذهل من ألأصوات.. طيب اليس من المفروض أن يكون عند حسن ظن أبناء شعبه ويعمل لصالحهم؟؟ أم ماذا ؟؟.

في حينها كتبت الصحف العديد العديد من المقالات وألأنتقادات.. لنقرأ :

[[ساد شعور عارم بين أوساط المواطنين العاديين في الفلبين بأن السيد استرادا كان طرفا في صفقات تجارية غير مشروعة زادت من ثروته وأفادت أصدقاءه وشركاءه الذين عملوا معه في الخفاء. وانتاب الشعب الفلبيني شعور بالحقد والكراهية لممارسات الرئيس المنافية لأصول الإدارة السليمة مما ألحق الضرر بالاقتصاد وتسبب في فقدان أعداد كبيرة من أفراد الشعب لأعمالهم ووظائفهم. كما انتاب العاديون منهم الشعور بالاستياء لاعتراف الرئيس استرادا باتخاذ عدة عشيقات. كان بعضهن شريكات له في أعماله التجارية. وقيامه بالإنجاب من أربعة نساء. بذلك أحس أبناء الشعب الفلبيني بأن السيد استرادا شوه صورة منصب الرئيس وحط من شأن البلاد في أنظار المجتمع الدولي. هذه هي المشاعر التي دفعت بجموع الملايين من الشعب الفلبيني إلى الشوارع استجابة لدعوة أحزاب المعارضة إلى استبعاد السيد استرادا عن الحكم.]

.للأسف الشديد تبين أن ألأخ الرئيس / حرامي ومغامر ومقامر.. لقد نسى كل الوعود التي قطعها لناسه وأبناء شعبه!.. اليس من العجب!!؟؟.

وعلى غير ما يحدث في كثير من بقاع الأرض حيث يمارس العنف عند التظاهر، لم يبد على الجماهير التي تجمعت في شارع ايبيفانو دي لوس سانتوس مظاهر الغضب أو العنف وقد بدوا في كثير من الأحيان وكـأنهم في حفل كبير تحييه فرق موسيقى ''الروك'' وحزم ضوئية من أشعة الليزر تضيء سماء المدينة ليلا بعبارة '' اشهر استقالتك'' كما كان هناك العاب نارية ولم يكن لقوات الشرطة حضور بارز وتضطهد الجماهير كما تفعل في مناطق أخرى من العالم بالضرب أو المضايقة. وفي يوم الجمعة 19 يناير عندما انضمت قيادة الجيش بمن فيهم وزير الدفاع إلى جموع المتظاهيرين وسادتهم مشاعر الفرحة العارمة واحساس متزايد بتسارع الأحداث،وفي المساء بدا أن كل شيء أو شك على النهاية عندما قدم معظم أعضاء حكومة استرادا استقالتهم وباشرت نائبة الرئيس السيدة جلوريا ماكاباجال أرايو بتوقيع المستندات التي تكلفها بمنصب القائد الأعلى الجديد مانحة استرادا مهلة تنتهي الساعة السادسة من صباح اليوم التالي لتقديم استقالته. بلغ هذا الفصل الدرامي نهايته في الساعة الحادية عشرة من صباح السبت. في تلك الساعة ومن خلال التفسير الذي قامت به المحكمة العليا لدستور البلاد الصادر عام 1986 تم الإعلان بأن منصب رئيس البلاد أصبح شاغرا مما مهد الطريق للسيدة ماكاباجال أرايو لتأدية اليمين الدستورية لتتولي مقاليد الحكم في البلاد.

نعم لقد عـُزل الرئيس ( أسترادا) الذي سرق المليارات خلال تلك الفترة القصيرة من حكمه وأبناء شعبه يعيشون (ألأغلبية) تحت خط الفقر!!!.. يالها من ديمقراطية.. وأنتخابات مضحكة !!!!.

بالمقابل لدينا حالات عكسية بمقدار 180 درجة :

هنالك من جاء بأنقلاب عسكري الى الحكم ومع ذلك ووفق (البيان/ رقم واحد) الذي أذيع من خلال محطات ألأذاعة والتلفزيون..قد التزم بوعده وعهده وسلم الحكم الى المدنيين .. وألأمثلة الحية:

1 / الفريق/ عبد الرحمن سوار الذهب، الذي أطاح بالدكتاتور السوداني/ المشير جعفر النميري..لم يبقى في رئاسة الحكم إلا مدة قليلة.. حينها سلم الحكم الى الفائزين في ألأنتخابات وأبتعد عن ألأضواء والهرولة وراء المال والشهرة.. وبذلك دخل التأريخ من أوسع ألأبواب وبقى ويبقى كبيراً في نظر المجتمع السوداني لابل العالم !!.

2 / العقيد/ أعلي محمد الفال، الذي أطاح بالدكتاتور الموريتاني/ معاوية ولد طايع .. نعم لقد وفى بوعده وسلم الحكم الى الرئيس الفائز.. وعاد الى بيته ومعسكره بعيداً عن ألأضواء وكرسي الحكم والبروتوكولات الرئاسية وجمع ألأموال على حساب تجويع الشعب!!!.

مربط الفرس /

هنا قصدي واضح.. الرسالة واضحة.. أكرر وأقول :

ليس من الضروري كل من فاز في ألأنتخابات بأمكانه أن يسيٌر أمور البلاد والعباد.. ولكن المعضلة أن المسألة بحاجة الى جرأة وشجاعة بالأعتراف في الواقع !!! .. اليس كذلك؟؟؟؟.

رسالتي الى قادة العراق... هل كلامي صحيح ؟؟ أم أنا وغيري من المتأمرين والجواسيس والحاقدين على أنجازاتكم العظيمة المباركة الجبارة و تغتقدون أننا من بقايا النظام السابق ومدفوعين من دول الجوار ونعمل على هدم ما بنيتموه (هم شبنوا حتى نهدمها) ؟؟؟؟.

للرد ...... لاتعليق !!!...للشعب كلمته .. ألأيام بيننا !!.

بس بروح أبوك كَبل ماتروح ... فرد سؤال.

ـ أسأل..

يعني تريد ألأخوة اللي بالحكم يظهرون على شاشات التلفزيون ويعترفون بفشلهم ..؟؟.

ـ وليش لاء..؟؟

 أنت تحلم.. أخوية كرسي الرئاسة تغير أكبر وطني وغيور.. ألأمثلة بالعشرات..

ـ والحل..؟؟

الحل... الحل ... ؟؟؟ ... خليها على الله ..

ـ بس هذه أسم أغنية لفريد ألأطرش !!

وأسم مسرحية أيضاً.. وفلم كمان..

ـ يعني صرنا فلم...؟؟

طبعاً فلم هندي وأكثر ...

العودة الى الصفحة الرئيسية

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com