|
يبدو ان احتمالات ترشيح الدكتور اياد علاوي لرئاسة الوزراء في حالة اسقاط حكومة المالكي أكثر من باقي اسماء المرشحين, وهم الدكاترة ايضاً, ابراهيم الجعفري, مهدي الحافظ, وعادل عبد المهدي, كما ذكرتهم وسائل الاعلام اخيراً. وذلك لما عرف عن علاوي من عدم طائفية, ومرونة في التعامل أمنت له قناعة من مختلف المكونات العراقية, ووضعته كشخص يمكن الاتفاق عليه قي ظل تصاعد اغلاق المنافذ لسير العملية السياسية. ولعل تحركاته الأخيرة التي وصفت بالتآمر من قبل "الائتلاف" و"الكردستانية" نتيجة بحثه اللجوج عن الطريق الاسرع لعودته لرئاسة الوزراء, النقطة الأسوء في المؤاخذة عليه. الا انه يستطيع تجاوزها بما عرف عنه من دهاء وخبرة سياسية. وسبب آخر وهو الأهم, انه الأنسب لترشيح الامريكان, وباقي الحكومات العربية, اضافة لما يستند عليه كرئيس للقائمة "العراقية" الوسطية . والدكتور ابراهيم الجعفري والأمثلة تضرب ولا تقاس. يقال ان احد البقالين كان له حصان, يحمله بأكياس ملح من احد الممالح خارج المدينة, وعندما يقترب من المدينة يوجد نهر صغير, يحاول البقال ان يسيره فوق الجسر, الا ان الحصان يأبى ويعبر النهر سباحة, وتفقد حمولة الملح نصف وزنها. وقد احتار البقال بأمره, وسأل احد الخبثاء عن طريقة يعالج بها امر الحصان, فأجابه: أن يحمله مرّة واحدة قطن, وعند خروجه من النهر سيشعر بثقل الماء الذي تشرب به القطن وسوف لن يسير الا على الجسر, وهذا ما حصل. ويبدو ان أخراج الجعفري من رئاسة الوزراء كان بسبب حمله القطن, لأنه عاد للقائمة "الكردستانية" وأكد لهم انه مع التطبيق [الفوري] للمادة 140 الخاصة بكركوك, وهو المسؤول عن اعاقتها يوم كان رئيس وزراء ويعبر النهر سباحة. واخذ يغازل القوائم السنية "البعثية" وهو المسؤول مع وزير داخليته السيد بيان جبر عن تعشيق قوات الشرطة والأمن الداخلي بمليشيات بدر وجيش المهدي يوم كان يعبر النهر سباحة ايضاً. اضافة لفقدانه القاعدة الحزبية بعد ان تمكن المالكي من ازاحته عن رئاسة الحزب. والذي يجب ان لايغيب عن باله ان الامريكان هم الذين فرضوا استبداله. أما " اليتيم" مهدي الحافظ الذي فقد اهله تباعاً, وهو لا يدرك جيداً ان التياتم وحده لايكفي للدخول تحت ظل المرجعية الشيعية للحصول على الصدقة التي توزع على اليتامى وابناء السبيل, وهذه الصدقة ليست هي الكفيلة بالفوز في رئاسة الوزراء, وهو لايمتلك اي سند من المكونات العراقية. ويبقى عادل عبد المهدي المرشح الاقوى لمنافسة علاوي, الا ان عدم تمكن العملية السياسية من تجريب شخص آخر محسوب على "الائتلاف" وبالذات " المجلس الاعلى" الذي يعتبر الذراع الاقوى في الجسد الشيعي, سيميل الكفة لصالح علاوي, رغم كل النقاط الايجابية التي يمتلكها عبد المهدي. المشكلة ليست في هذه الوزارة او غيرها, المشكلة كما يقدرها العراقيون هو تعديل توجهات الكتل السياسية, وجعلها تصب في اولوية المشروع الوطني القاسم المشترك لكل العراقيين. وما لم تتمكن قائمة "الائتلاف" من تخفيض سقف البناء الطائفي, وانهاء جرائم المليشيات الشيعية, وتقنع الآخرين بالفعل بأنها ضد الافتراس الايراني للعراق. وما لم تكف القائمة" الكردستانية" عن ممارسة نهج التذاكي, والميل لتقوية المكونات الطائفية على امل الاستحواذ على الظرف المناسب الذي تعتقد انه يقربها من " الاستقلال " , او المحافظة على بقاء الاقليم اقوى من الحكومة المركزية, واستثمار هذه القوة للتحكم بالتوجهات العامة. وما لم تندمج "التوافق" بالعملية السياسية وتنهي علاقتها بالقتلة والمجرمين من البعثيين والسنة التكفيريين, فأن اجتماع "القمة" المنتظر - والذي سيكون الفرصة الاخيرة كما يعتقد – بين رؤساء الكتل الرئيسية لن يسفر عن اية نتائج ايجابية, وسيثبتوا للعالم عدم تمكنهم من ادارة العملية السياسية. وهذا ما تريده سلطات الاحتلال الامريكي بعد ان عجزت منهم, لسلب المساحة التي وفرتها لهم الانتخابات, ويمنح الامريكان حرية اكثر في اختيار البدائل التي تراها اقرب لمشروعها, واولها اسقاط حكومة المالكي.
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |