دهاء المالكي

 

 

سعد البغدادي

saadkeion@hotmail.com

 البعض يعتبر ان تحركات رئيس الوزراء الاسبق الجعفري وقبله علاوي طريق صحيح في ظل الحراك السياسي, فالرجلان يطمحان بالعودة الى الواجهة الاعلامية , وبريق الاضواء والصحافة, فعملهما اذن في ظل التعددية السياسية لاباس به ولا محاذير عليه .

 فمجرد بروز ازمة سياسية تواجه حكومة المالكي حتى ينبري الرجلان الى تكثيف نشاطهما المكوكي للاطاحة برئيس الوزراء الحالي نوري المالكي, وان كان على حساب المصلحة الوطنية او الحزبية ,فالدكتور علاوي لم يتواني ان يجتمع مع مخابرات دول اقليمية وعربية لاسقاط المالكي بل انه لم يجد حرجا في ان يجتمع مع شخصيات كردية ساهمت في قمع الكورد, والرجل لم يجد غضاضة بعد ذلك في ان يصرح علنا انه يهدف الى اسقاط المالكي والجلوس محله باعتباره ممثلا للعلمانية الصاعدة في العراق, على حساب ما يسميه الطائفية, اما الدكتور ابراهيم الجعفري فانه ذهب ابعد من علاوي ,ربما لانه يعتقد ان فرصه اكبر من علاوي,فعضد تحالفه القديم مع التيار الصدري بعد ان تصور ان الخلاف بين المالكي والتيار خلافا ستراتيجيا, واعاد صلاته مع الاكراد بوعود حول المادة 140 وكأن المالكي هو من يعطل هذه المادة؟ اما تحالفه مع السنة فهو مصداق لمقولة تشرشل لاعداوة دائمة ولاصداقات دائمة انما مصالح دائمة.

 وعدهم برئاسة الجمهورية, وجردهم من السلطة التشريعية التي منحها للاكراد.

كذلك فانه بدء تحركا على حزب الفضيلة والمستقلين لكسب ودهم حينما يطرح نفسه بديلا عن الجعفري,

 تحركات الساسة العراقيين بعيدة جدا عن الواقع العراقي وهي تذكرنا لماذا فشلت المعارضة العراقية طيلة ثلاثين عاما من هزيمة نظام البعث، لانها تحركات تحكمها الفردية والانانية وليس المصلحة العليا للبلد

 كان من الممكن ان يبقى علاوي داخل العراق ويكون عنصر فاعلا مع كتلته الكبيرة للضغط على الحكومة , بتغير مسارها وتصحيح جملة الاخطاء, بدلا من التامر عليها مع دول اقليمية داعمة للارهاب, وممول رئيس لجميع الاعمال الارهابية التي تحدث في العراق. كان بامكان الدكتور علاوي ان يقنع الشعب العراقي بطريقة اخرى ربما تكون اقرب الى الوطنية بدلا من اقناع دول الجوار بطائفية الحكومة. كانت الفرصة كبيرة جدا امام رئيس كتلة العراقية, لكنه فقدها وربما هذا ايضا من دهاء المالكي الذي مارس سياسية التسقيط الفكري لكل مناوئيه وهو القائل :سيسقط من يفكر في اسقاطي.

اما الجعفري فانه خسر كل رصيده الحزبي بعد ان التف المالكي على الحزب من داخل الدولة, ولم يترك له حيزا للمناورة, سوى ذلك الحيز المتهم بالخيانة للمبادئ والحزب والذي يتم تداوله في اروقة الحزب ولو على نطاق ضيق, اما تصريحات فالح الفياض حول الجعفري وامكانية عودته فهي مجرد ضرب من الحظ, فلا المالكي يستسلم بسهولة ولاالسنة يريدون عودته ولا الاكراد يرحبون به, في حال سقوط المالكي في ايلول كما يطمح الطامحون فمن المؤكد ان دهاء المالكي سوف يمنع الوجوه القديمة للعودة, ولا يمكن ان نتصور ذلك سهلا

 فالرجل منتخب لمدة اربع سنوات ,واسقاطه بالطريقة البهلوانية سينعكس سلبا على مجمل العملية السياسية خاصة وانه حليف قوي, وقوي جدا للقوى الفاعلة في الساحة العراقية.

العودة الى الصفحة الرئيسية

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com