قتل العراقيين عمدا .. أبادة جماعية أم ماذا؟!

 

د. أحمد عبدالله

sultan_10002003@yahoo.co.uk

يلاحظ المراقب لمجريات الأمور في العراق أن الأعمال الأرهابية التي تستهدف النيل من عامة الناس وخاصة الفقراء منهم تزداد وتيرتها يوما بعد يوم مخلّفة وراءها المزيد من الشهداء والجرحى والثكالى واليتامى. وبسبب ماتتسم به تلك الأعمال من تخطيط وتنفيذ لابد من الأستنتاج أن وراء تلك الأعمال المشينة أموالا طائلة وعقولا شيطانية لاحدود لوحشيتها، وهو مايؤكد الدور الكبير الذي تلعبه دول الجوار العراقي المجرمة بحق الشعب العراقي، فضلا عن قوى الأستعمار الجديد التي تدعم كل ذلك بطريقة او أخرى.

أن تواصل سيل الدماء البريئة بهذا الشكل اليومي المرعب يدل بجلاء على مدى وحشية الأرهابيين من أتباع القاعدة والحركة الوهابية والسلفية المتشددة والأطراف العراقية ذات المصلحة بالأمر والمرتبطة بها ويدلل على خروجها على تعاليم الأسلام وسماحته وأرتباطاتها المشبوهة بقوى الشر الخارجية لتنفيذ مآربها في ضرب الأسلام في الصميم. أن ماحققته قوى الأرهاب تلك من (نجاحات!!) يفوق كثيرا ماخططت له القوى الكبرى المعادية للأسلام طيلة عقود من السنين. ولايمكن أستبعاد مايحصل من جرائم منكرة بحق العراقيين عن حملات الحقد الدفين التي يشعر بها القريب والبعيد لأبناء هذا الشعب المكافح وماتمور به أرضه من ثروات متنوعة هائلة ومايمتلكه العراقيون من عقول نيرة وأمكانيات لاحصر لها.

وسط عمليات الأبادة الجماعية هذه لابد أن تتجه سهام الأستنكار والشجب لمن يقدم الدعم المادي والمعنوي لأولئك البرابرة القتلة من دول الجوار العراقي المجرمة وأجهزة المخابرات التي تدنس أرض الرافدين في الوقت الحاضر. كما لابد من التنويه الى الجرائم التي يقترفها من يتعاطف مع أولئك القتلة من داخل البلاد بدافع طائفي أو بدافع (عدو عدوك صديقك)، وهو مايتمثل بمواقف بعض القوى السياسية المشاركة في الحكومة الحالية والتي بدأت تتنصل من مسؤولياتها بأسباب واهية سعيا وراء التمكن من الوصول الى مقاليد السلطة على حساب دماء العراقيين وآلامهم. وعلينا أيضا أن نشخص مسؤولية الدولة بأجهزتها التنفيذية والتشريعية عما يحصل من خراب ودمار في البلاد؛ فكيف يقتنع عاقل أن تظل مناطق كاملة في بغداد بأيدي الأرهابيين طيلة سنوات تقترف فيها أبشع الجرائم وتطبق عليها أسوأ التعاليم في ظل قوة أمنية (تتفاخر!!) فيها الدولة فتقول أن تعدادها تجاوز أل 300 ألف فرد (مدعومة!!) بقوات الأحتلال الأمريكي البالغة نحو 150 ألف جندي!! أنه ضعف الأداء الحكومي بأسوأ صوره وأكثرها مدعاة للأستغراب.

أنها علامة الأستفهام التي لابد أن يتنبه اليها العراقيون وأن يدققوا في أحتمال أرتباط مسؤولين كبار في البلاد في مجمل عمليات القتل الجارية في العراق على قدم وساق. ولابد أيضا من اليقظة وملاحظة مايجري من حراك سياسي هذه الأيام ربما يجلب معه تداعيات لاتحمد عقباها في الأسابيع القليلة القادمة.

العودة الى الصفحة الرئيسية

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com