ألبركات المغدورة في صراع الفصائل الشيعية

 

عزيز العراقي

ziziiraqi@yahoo.se

عندما أعلن السيد الشهرستاني وزير النفط الحالي على انه مكلف مع خمسة آخرين من قبل آية الله العظمى السيد علي السيستاني لتشكيل قائمة "الائتلاف" من مختلف الاطراف الشيعية للدخول بها في الانتخابات العامة. اعتقد الكثيرون ان السيد السيستاني زج بنفسه في نسيج سياسي ظاهره ديني شيعي , ويحاول استنفاذ حدود الممكن من تأثير المرجعية في الحفاظ على المكاسب المذهبية التي حققتها الجماهير الشيعية اثر سقوط النظام المقبور ,  وباطنه زعامات تمرست بكل انواع العمل السري, ولا تتورع من استخدام كل الوسائل في الصراع فيما بينها او مع الآخرين. اضافة لما تمنحه المخابرات الايرانية لبعض هذه الاطراف من عناصر قوة نتيجة التواصل التنظيمي والتوافق المصلحي معها .

 ان محاولة سحب تطور ظروف الثورة الاسلامية في ايران لتكون الأطار الذي تتحرك به الموجة الطائفية العالية اثر سقوط النظام , دون الأخذ بباقي مكونات المرحلة,  واولها الفارق في تاريخ السيد الخميني والسيد السيستاني في تحريك مكونات التغيير, وبعدها السلطة الحاسمة التي وضعت بيد السيد الخميني. اما في العراق فلا تزال السلطة بيد الامريكان, ورغم ذلك فالأنتخابات وضعت "الائتلاف" الشيعي المبهور ب" الانتصار الساحق " امام استفحال نزعات الزعامة, وكل يدعي انه صاحب الفضل في تحقيق هذا"الانتصار الساحق". وركن السيد السيستاني كمحراب يجري التوجه له لأخذ البركات عند كل احتياج لتمرير مشروع آخر. بعكس السيد الخميني الذي جمع بيديه المرجعية الدينية وسلطة الدولة , وتمكن من توحيد خطواتهمالصالح استقرار النظام الطائفي الايراني .

السيد السيستاني الانسان المسالم , والاب الرحيم على ابناء قائمة "الائتلاف", والذي لم يبخل عليهم بالتوجيه, ومنح البركات لهم ولكل العراقيين. خذل من كل ابناء قائمة"الائتلاف" حينما فشلوا في تسيير العملية السياسية وايصالها الى بر الامان, وانشغلوا بصراعاتهم الداخلية لتوسيع مساحات نفوذهم .

لقد رفض السيد السيستاني طلب الدكتور عادل عبد المهدي القيادي في "المجلس الاعلى " ونائب رئيس الجمهورية المنشور في صحيفة "الحياة" يوم 20070630لغرض الحصول منه على تأييد [ربما شخصي] لترشيحه عند استبدال السيد رئيس الوزراء نوري المالكي , بدعوى انه فشل في اداء مهامه الوظيفية . وأكد السيد السيستاني من خلال هذا الرفض ان المشكلة الحالية هي بسبب اخفاق "الائتلاف" بأكمله وعجزه عن ادارة شؤون الدولة. وفي "صوت العراق" يوم 20070801 ان رئيس الوزراء العراقي السابق الدكتور ابراهيم الجعفري, والقيادي في حزب "الدعوة" ايضاً, أطلق حملة من داخل "الائتلاف" الحاكم ضد المالكي لأزاحته من منصبه, بدعوى انه فشل في اجراء المصالحة الوطنية . وعرض برنامجه على السيد السيستاني  الذي لم يبد حماسة له .

 من المؤلم ان تصل قائمة "الائتلاف" لهذا الحطام رغم كل الدعم الذي حصلت عليه من المرجعية والجماهير , والذي لم تحصل عليه قائمة أخرى . ومن المهازل التي رافقت نشاطها ان تجد الصراع الدموي بين الصدريين والمجلس في محافظة, وتعاون في محافظة أخرى, وكذلك الحال مع حزب "الفضيلة" وباقي الاحزاب والمنظمات الاخرى. أي ان الموقف لأي حزب لايخضع لرؤيا سياسية موحدة, بل لمصلحة زعماء المنظمة في هذه المحافظة او تلك. وهذا ما حذر منه الكثير من المراقبين عند تشكيل القوائم في التحضير للأنتخابات, كون توجهات المرجعية لايمكن ان تمنع طموحات وتطلعات القيادات السياسية وزعماء المليشيات.

العودة الى الصفحة الرئيسية

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com