درس بليغ من جاموس للحكام العرب!!

 

ياسر سعد 

yassersaed1@yahoo.ca

على الرغم أن أحدا لا يعرف مصير الجاموس الصغير وهل هو على قيد الحياة أم انه مات عزيزا ومقاوما, غير أن ذلك الجاموس أعطى الكثير من القيادات العربية درسا بليغا في الصمود وفي التصدي. قصة ذلك الجاموس المقاوم عرضت على موقع يوتيوب -والذي أصبح وفي خلال مدة وجيزة من أشهر المواقع على الشبكة العنكبوتية- ويظهر المقطع والذي تابعه أكثر من أحدى عشر مليون مشاهد في البداية قطيعا من الجاموس البري وهو يسير بمحاذاة نهر في إحدى الغابات في جنوب أفريقيا، غير منتبه لمجموعة من اللبؤات واللاتي ينتظرن الانقضاض على أحد أعضاء القطيع. بعد فترة قصيرة تبدأ اللبؤات بالانقضاض على أصغر عضو في القطيع وهو جاموس بري صغير فيما يهرب بقية القطيع ليترك الجاموس الصغير الذي يسقط في الماء خلال عملية الانقضاض عليه يواجه مصيره.

ثم تبدأ اللبؤات في النزول إلى الماء وإحضار الجاموس والذي يقاوم ولتبدأ معركة مصيرية على حافة النهر ما تلبث أن تنتهي بسيطرة اللبؤات على الجاموس. غير أن تمساحا كبيرا يدخل حلبة الصراع من داخل الماء يحاول هو الأخر أن يحظى بالجاموس، ولتبدأ معركة جديدة بين اللبؤات والتمساح على الجاموس الصغير غير المعركة تحسم لصالح اللبؤات ولينسحب التمساح عائدا من حيث أتى.

غير أن المساندة لذلك الجاموس المقاوم تأتي من خلال قطيع ضخم من الجاموس البري والذي هرع لإنقاذ صغيرهم وليبدأ بعض أفراد القطيع في نطح اللبؤات اللاتي أصررن على الاحتفاظ بالجاموس الصغير. لكن شراسة القطيع  وشدة نطحاتهم أجبرت بعض اللبؤات على الهرب وسرعان ما تفرق جمعهن وبدأن في الفرار فيما بدأ أستلم بعض أفراد القطيع المبادرة وبدأ في مطاردتهن. بعد ذلك ظهر الجاموس الصغير جريحا وهو ينضم إلى القطيع بعد أن أفلت من قبضة اللبؤات.

الدرس البليغ والذي يقدمه هذه الجاموس وقطيعة للقيادات السياسية العربية بليغ ومؤثر, فلو اتصف هذا الجاموس بالواقعية السياسية واستسلم لموازين القوة لكان قد أصبح في عداد ضحايا قوانين الغابة والتي لا ترحم الضعفاء ولا تعبأ بأحوالهم كما يحصل على المسرح السياسي العالمي. غير أن مقاومته وعدم استسلامه وانهياره أمام غزو اللبؤات قلب موازيين الموقف. الدرس الأخر كان من القطيع والذي عاد صفا واحدا لإنقاذ صغيرهم ولم يتركوه ما بين التمساح واللبؤات كما تترك الدول العربية العراق الجريح ما بين المطامع الإيرانية والأمريكية. ذلك لإن الذكاء الفطري للقطيع –والذي تفتقده السياسات العربية في مجملها- يلهم افراد القطيع أنهم إن لم يدافعوا عن صغيرهم بهجوم مضاد فإن الدور التالي سيكون على واحد أخرمنهم وهكذا حتى يفنون عن بكرة أبيهم. درس بليغ من جاموس وقطيعه...فهل من معتبر!!

العودة الى الصفحة الرئيسية

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com