|
حين تصنّف دول العالم الى دول متقدمة وأخرى متخلفة فأن الوضع الصحي يأخذ أولوية خاصة لكونه يتعلق بسلامة المواطن وتأمين أحتياجاته الصحية من سائر الأوجه. ولكم أبدى الكثيرون منا ممن زاروا الدول الغربية أعجابهم الشديد بتلك الدول (الكافرة!!)، مثلما يحلو للبعض الجاهل تسميتها، لأهتمامها الشديد بالنساء الحوامل وبما يبدونه من اهتمام بالغ اثناء الولادة وما بعدها، فضلا عن المتابعة المستديمة للشأن الصحي للناس، علما أن الأمور هناك في تحسن مستمر مع التقدم التكنولوجي المتواصل. ماساة الوضع الصحي في العراق أننا كلما عدنا الى الوراء وجدنا أن وضعنا أفضل بكثير مما هو عليه الحال لاحقا، وهو أمر يدعو للأسى والألم!!هذه الأيام تشهد المستشفيات والمؤسسات الصحية الأخرى في العراق مآس حقيقية، فالكهرباء تكاد تكون معدومة في الردهات وغرف الأطباء والممرضين والنظافة اصبحت حلما بعيد المنال وتجهيزات المرضى من أسرة وأفرشة ومستلزمات أخرى تذكرنا بدول ماتزال تعيش في القرن الثامن عشر! كما ظلت الكثير من المستشفيات بمنأى عن الأجهزة الحديثة. ولعل من اهم أسباب هذا التخلف المريع في المجال الصحي هو وجود أشخاص غير كفوءين على رأس الوزارة والمديريات العامة سيما وأن المبدأ الذي يتم تعيين الوزير بموجبه يستند الى المحاصصة الملعونة وليس الكفاءة والقدرات الشخصية. كما أن المواطن العراقي يستغرب كثيرا لعدم توفير مولدات كهربائية مناسبة من قبل المحافظات للمستشفيات الموجودة فيها. مطلوب من الدولة ان لاتضيع ساعة واحدة دون الألتفات الى الواقع الصحي المتردي جدا في العراق. لقد نقلت وسائل الأعلام مؤخرا سعي الدولة لبناء خمسة عشر مستشفى حديث في سائر المحافظات وهو أمر يدعو للأرتياح الشديد رغم أننا تعودنا الكلام الكثير والفعل القليل! لامجال لتأجيل هذا الأمر أبدا. عليه ندعو السيد رئيس الوزراء لمتابعة الأمر شخصيا وتكليف السيد وزير الصحة لوضع خطط أسبوعية او شهرية للمتابعة والتنفيذ فالمواطن العراقي عانى الكثير وتحمل ماتنوء به الجبال وهو بذلك يحتاج الى ثمرة تضحياته الجسام بأقرب فرصة ممكنة. وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون.
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |