إختلف العالم
المسيحي في مجمع خليقدونية سنة451م الى: كاثوليك رومان، أرثوذكس
شرقيين، أرثوذكس بيزنطيين . وفي القرن 16م طرأ البروتستانت الذين
إنقسموا على الكاثوليك حد إعمال حد السيف بإسم مسيح السلام لتتشظى
ريح شكيمة شوكتهم الى مئات الطوائف، ولتصنع الكنيسة الإنجلية صنيع
السلفية المحدثة في الإسلام بدعة تكفير سواها، حتى ودع الغرب الدين
في القرن الماضي، لجهة مذهب"والترليبمان"(الإنسانوية) سنة 1929م
لتجاوز الرب صوب السعادة الإنسانية، ليأتلف المسلمون في دار
التقريب بين المذاهب منتصف القرن الماضي في القاهرة، إقرارا
بجامعية الشيعة والسنة والإحترام المتبادل بإعتماد نهج الحوار
الحضاري في قضايا الخلاف وتفعيل التعاون خدمة للمصلحة العامة التي
تتقدم شرعا على حتى النص في وسطية الإسلام لولا عناد بدعة الرهبنة
السلفية وعالم الإرهاب السفلي السعودي المريب المرتبط بدوائر مسيسة
لسماحة الإسلام ليجري الحديث عن مؤامرة التفريق بين الأديان تحت
عنوان كتاب لمؤلفه د . مايكل برانت يتهم في تضاعيفه وكالة
المخابرات المركزية الأميركية بأنها تعد برنامجا لإبادة المسلمين
الشيعة بحلول ما بعد العام القابل 2010م وهو لناظره قريب، لأنهم
يمثلون الإسلام الثوري الذي يهدد مصالح أميركا في بلدانهم وفي موضع
القلب منها مهد الحضارات والخيرات والمقدسات العراق، حيث تعتقد
السنة بأركان الإسلام الخمسة: الشهادتين، الصلاة، الصيام، الحج،
والزكاة، وبأركان الأيمان الستة: الأيمان بالله وملائكته وكتبه
ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره . وتعتقد شيعة آل بيت النبي
بكل ذلك بزيادة شهادة ولاية أمير المؤمنين علي عليه السلام،
وبزيادة الخمس الى أبناء زوجته فاطمة بنت ابن عمه النبي(صلعم)
وزيادة عبارة"حيى على خير العمل" في الأذان الى الصلاة بدون تكتيف
اليدين خلافا طفيفا لما هو عليه بدء بغسل الوضوء و أذان وصلاة
أخوانهم أتباع السلف الصالح الذين جاء بهم حديث شريف رواه أنس بن
مالك عن النبي:"من سب أحد من أصحابي فعليه لعنة الله والملائكة
والناس أجمعين، ومن عابهم أو لينتقصهم فلا تواكلوه ولاتشاربوه
ولاتصلوا عليه"، وحديث العشرة المبشرة بالجنة منهم ومنهم علي وطلحة
والزبير تقاتلوا! ولايكون القاتل والمقتول في الجنة، إذ دعا المفكر
القطري د. عبد الحميد الأنصاري الى إزالة القدسية عن تاريخ الصحابة
وعموم التاريخ الإسلامي لأنه تاريخ بشر يصيبون فلهم أجران، ويخطئون
فلهم أجر المجتهد، ومن ثم نبذ التعصب الطائفي بين المسلمين وقبلتهم
واحدة ونبيهم واحد ومشتركهم أعظم، كما كتب الشيخ الطوسي في "تلخيص
الشافي": "أن العامي لايجوز أن يقلد غيره، بل يلزمه أن يطلب العلم
من الجهة التي تؤدي الى العلم(لأن الجاهل بالقانونين الإلهي
والوضعي ينذر ولا يعذر) ويقرر السيد ابن زهرة في"الغنية":" لا يجوز
للمستفتي أن يقلد المفتي، لأن التقليد قبيح ولأن الطائفة الشيعية
مجمعة على أنه لايجوز العمل إلا بعلم، و إنما أمر أهل البيت برجوع
العامي الى المفتي فقط، فأما العمل بقوله تقليدا فلا . والفائدة في
ذلك أن يصير له بفتياه وفتيا غيره من علماء الإمامية سبيل الى
العلم بإجماعهم فيعمل بالحكم على يقين". وقال الفتال النيسابوري
في"روضة الواعظين" باب الكلام في فساد التقليد:" أعلم أن حد
التقليد هو قبول الغير بلا دليل وحجة، فإذا ثبت حده فهو باطل، لأنه
قبل النظر لا يعلم المحق من المبطل . وقد قال الله تعالى:( لئن
إتبعت أهواءهم بعد الذي جاءك من العلم أنك إذا لمن الظالمين -
بتشديد لام القسم في لمن) . وقال أمير المؤمنين علي عليه
السلام:"من أخذ دينه من أفواه الرجال أزالته الرجال ومن أخذ دينه
من الكتاب والسنة زالت الرجال ولم يزل". وقد إختلف القدرية
والجبرية والمرجئة والمعتزلة والشيعة من جهة والأشاعرة حول الإتحاد
بين الذات والصفات الذاتية بقول الأشاعرة بوجود صفات كمالية زائدة
عن الذات مفهوما ومصداقا . وحول رؤية الله في الآخرة وقدم القرآن
الذي تمحور حول مخلوقات الله الموصلة الى عظمته وينتهي بالناس التي
يذكرها 234 مرة ومفردة الإنسان يذكرها 90 مرة وبشر 37 مرة وعباد
أكثر من مائة مرة وبني آدم 8 مرات . إختلف الأحناف والحنابلة
والشافعية وإختلفت الشيعة مع أصل مدرسة التشيع(الصدوقين رضي الله
عنهما) الإخبارية في كربلاء: صحة أحاديث و روايات الكتب الأربعة:
الكافي للكليني ت 329 هـ ، وفقه من لايحضره الفقيه للصدوق ت 381 هـ
، التهذيب و الإستبصار للشيخ الطوسي ت 460 هـ . وطرأ التيار
الأصولي منذ فقط 4 قرون لاغير تجاوز قطيعة الأخبار فقتل الأصوليون
في رواق الحضرة الكاظمية سنة 1816م الشيعي ميرزا محمد الأخباري،
وسلمت جثته للغوغاء للتمثيل بها. والشيعة الشيخيون قاتلوا آل
طالقاني والخالصي المتوفى سنة 1963م ثم ظهرت الوهبية منذ قرن واحد
من الزمن لتهاجم كربلاء ليكون قطع الورايد و لا قطع العوايد ختام
هذه التوطئة قوس قزح لمعضلات المذهبية الدينية العربية، لتباهى
الأمم! لأن إهمال ما يجلبه هذا التنوع من المعضلات يعرض الأمن
لأخطار جدية .
وإذا كان سهلا على بعض الدول في الماضي التغطية على بعض مشاكلها
الداخلية ذات الجوهر الديني وكسب دعم أحد المعسكرين اللذين كانا
قائمين، فإن ذلك ما عاد ممكنا في عالم القطب الواحد الذي إنفرد
ليملأ الأرض قسطا وعدلا لركوب الفروج السروج بغياب شروط ظهور
الشيوعية!، ليبدي استعدادا متزايدا لاستخدام مشاكل الدول الصغيرة
والضعيفة سلاحا لتمرير أهدافه التوسعية السياسية والاقتصادية
والعسكرية والثقافية، وإجبارها على تبني سياسات لا تخدم سوى أهدافه
التوسعية والعدوانية.
إذ قام الرئیس الأميرکي جورج بوش بإنشاء لجنة لدراسة ظاهرة "الإمام
المنتظر" وذلك خلال لقاء جمعه مع عدد من رجال الدين والنخب المسلمة
في الولايات المتحدة الأميركية. أعلنت ذلك وسائل الإعلام الإيراني
و قالت ان اللجنة التي يشرف عليها جورج بوش بنفسه، تتألف من خبراء
في الإسلام وشؤون الشرق الأوسط في وزارة الخارجية الأميرکية وعدد
من عناصرالاستخبارات الأميرکية " السي آي إي" ونخب من الجالية
المسلمة في الولايات المتحدة. و تعرف الرئيس الأميرکي خلال لقائه
برجال الدين والنخب المسلمة بالتعرف علی فلسفة الإمام المنتظر.
وطلب الرئيس الأميركي من هذا أعضاء اللجنة أن يزوده بمعلومات حول
الإمام المنتظر ومعتقدات المسلمين في هذا الصدد. وقال الرئیس
الأميرکي في هذا اللقاء الذي تم قبل أيام: "أن هذا الإمام يجب أن
يتمتع بميزة خاصة کي يفدي المسلمون أنفسهم من أجله". وقد أبدى نائب
الرئيس الأميركي ديک تشيني عن معارضته لهذه اللجنة.