|
مقدمة بواسطة الكاتب:-أننا نعيش ايام سيدنا ومولانا الامام موسى ابن جعفر الكاظم ((ع)) واحب ان اذكر القصة المشهورة في التاريخ عن سيرة الامام حيث ان هناك رجلٌ من المبغضين للامام ع وقد راى بعض اصحاب الامام ان يتعرضوا لذالك الرجل بسبب سبابه وشتمه وأيذاءهِ للامام ع الا ان الامام عليه السلام استنكر ذالك منهم وطلب منهم ان لا يتعرضوا له بشيء، فمشى الامام الى بعض ارض ذالك الرجل وكان الرجل يعمل فيها وقد راى الامام يقدم نحوه فامر الامام ان لا يدوس ارضه وابدى عدم ترحيبه بمقدم الامام موسى ع اليه، ولكن الامام لم ينزعج من ذالك الانسان المبغض له وبدء يلاطفه ويستفسر عن ما يأمل ان يرزقه الله من زروعه فذكر للامام عما يأمل من نتاج زروعه فوهب له الامام قيمة زروعه سلفا تلطيفا وتطيييبا لقلب ذالك الانسان المبغض له، لعلم الامام ان لو قد عرف ذالك الرجل من هم اهل البيت ع لما جهلهم واثرت فيه دعاية الحكام الظلمة وولاتهم الجائرين، وبعد أن شاهد ولمس ذالك الرجل من الامام خلق النبوة والامامة التي ورثها عن جده رسول الله صلى الله عليه واله وسلم وعن ابيه الامام عليا عليه السلام اصبح ذالك المبغض من اشد المحبين والموالين للامام حتى اثار تعجب اصحاب الامام الكاظم ع كيف تحول ذالك المبغض الى موالي وعاشق هكذا يفعل الحوار والانفتاح وكذالك كانت سيرة رسول الله ص مع المشركين ومع المعادين له وكانت سيرة الامام علي ع مع معاوية ومع كل الذين حاربوه فلم يتركهم حتى انهم هم الذين اصروا على الجهل والظلم والعدوان ورفضوا لغة والتحاور وسماع كلمة الحق. الفصل الاول(1) بيان مكتب سماحة السيد حفظه الله حذر سماحة العلامة المرجع، السيد محمد حسين فضل الله، من أن الظروف التي تمر بها الأمة هي من أخطر الظروف وأعقدها، محذراً من الإيحاء الأميركي بأن هناك دولاً تحمل عنوان "السُّنة" تقف في مواجهة آخرين يحملون عنوان "الشّيعة". وأكّد سماحته على ضرورة قيام حوار جدي بين المسلمين بعدما تحولت المؤتمرات إلى مجاملات أو مناكفات، داعياً إلى حوار جدي بين الوهابية والشيعة. وشدّد سماحته على إبعاد مصطلح المقدس عن حركة الحوار، لأن هذا المفهوم ملتبس في حين أن المنطق الذي حركّه القرآن هو منطق الحجة والبرهان... أدلى سماحته بتصريح تناول فيه فشل الحركات والمؤتمرات الحوارية في تعزيز الوحدة الإسلامية... وجاء في تصريحه: شكّل عنوان الحوار ـ مؤخّراً ـ أساساً لانعقاد كثير من المؤتمرات العالميّة، ولا سيّما في مسألة حوار الأديان، وذلك بعد التعقيدات السياسيّة والاجتماعيّة التي انعكست سلباً على علاقة المنتمين للأديان والمذاهب بعضهم ببعض. وإنّنا في الوقت الذي نؤكّد فيه على أهمّية العمل للحوار، وخصوصاً بين الأديان والمذاهب، على المستويين العالمي والمحلّي؛ إلا أنّنا نلاحظ أنّ مفردة «الحوار» دخلت في إطار الاستهلاك السياسي والإعلامي، كما باتت المؤتمرات والندوات التي تُعقد هنا وهناك، تتحرّك في إطار المجاملات والشكليّات، والتي تكون الغاية منها إعلاميّة محدودة، خدمةً لهدفٍ سياسيّ، أو تخلّصاً من بعض الضغوط التي تتحرّك من خلال حركة الصراعات بين الدول على المسرح العالمي. إنّنا، وفي هذه الظروف التي تمرّ بها أمّتنا الإسلاميّة، والتي هي من أعقد الظروف وأخطرها في كلّ تاريخ المنطقة، والتي اندفعت فيها الدول المستكبرة نحو تقسيم الأمّة على أساس مذهبيّ، تبعاً لأغراض سياسية خطيرة تخدم المشروع الصهيوني ـ الأمريكي؛ حتّى بات الإيحاء السياسي، بأنّ هناك دولاً تحمل عنوان «السُنّة» تقف في مواجهة آخرين يحملون عنوان «الشيعة»، وقد يُصوّر الشيعة أنّهم يدعمون ذلك المشروع في موقعٍ، أو يصوّر السنّة أنّهم يدعمونه في موقع آخر؛ في الوقت الذي نجد فيه أنّ السُنّة والشيعة في العمق ينطلقون من حالة الرفض للاحتلال وكلّ مشاريعه التي يُراد لها أن تتحرّك في المنطقة.. إنّنا في هذه الظروف، نشعر بضرورة العمل لحوارٍ إسلاميّ إسلاميّ، لا يبقى في الأبراج العاجيّة، أو يستهلك نفسه في إطار الشكل والمجاملات أو الحركة الإعلاميّة، بل يتحرّك على المستوى الميداني في شكلٍ فاعلٍ مُنتج، في حركة المفكّرين والمثقّفين، السنّة والشيعة، بحيث لا يأتي الحوار استجابةً لحاجات سياسيّة ظرفيّة ترتبط بحركة الأنظمة أو السياسات الدوليّة، بل ينطلق من الحالة الثقافية الفكريّة التي ترى في الحوار حركةً في الانفتاح الثقافي والفكري الذي يرتكز على الروح العلميّة والموضوعيّة. وإنّنا إذ نؤكّد على ذلك، نرى بأنّ أيّ نجاحٍ لحالات الحوار الإسلامي الإسلامي لا يُمكن أن يتحقّق ما لم تتوفّر الأمور التالية: أوّلاً: توفّر النيّات الصادقة التي ترتكز إلى المنهج القرآني في الحوار، والذي بيّنه قوله تعالى: {وَإنَّا أوْ إيَّاكُمْ لَعَلَى هُدىً أوْ في ضَلالٍ مُبِينٍ}[سبأ:24]، والذي تغيب معه الذاتُ المحاوِرة؛ لتحلّ محلّها الروح الحواريّة التي ترى بأنّ الحقيقة هدفٌ للمحاورين، وأنّ الحوار يمثّل حركةً في البحث المشترك عنها. ثانياً: أن يشكّل الحوار أولوية إسلاميّة عامّة تشمل جميع المذاهب دونَ استثناء، بما فيها تلك التي تدخل العلاقات فيما بينها في سلسلةٍ من التعقيدات العقيديّة التي تصل إلى درجة التكفير أو التضليل. وعلى هذا الأساس فإنّنا نؤكّد على ضرورة أن يتحرّك الحوار الجدّي بين المُسلمين الشيعة ـ بخاصّة ـ وبين التيارات السلفية، وخصوصاً الوهابية التي تتحرك بعض آرائها الاجتهاديّة في شكلٍ حادّ، سواء بالنسبة للشيعة أو لبعض السُنّة، ممّا يُمكن أن تخفّ حدّته من خلال الانفتاح الفكري والثقافي المرتكز على أساس قوله تعالى: {فَإنْ تَنَازَعْتُمْ في شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إلى اللهِ والرَّسُولِ}[النساء: 59]، بحيثُ يكون كتابُ الله وسُنّة نبيّه الميزان في حركة الحوار حول القضايا الخلافيّة. ثالثاً: أن يتحرك الحوار بشكل مفتوح، فلا تحول أية مقدسات مذهبية دون انطلاقه؛ فمن حق أي طرف مناقشة كل شيء، لأنّ الحوار المُنتج والجادّ هو الحوار الذي يتحرّك من دون حواجز مسبقة، وإنّما يتحرّك على هدى قوله تعالى: {قُلْ هَاتُوا بُرهَانَكُمْ إنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ}[البقرة: 111]؛ وهذا هو الذي تحرّك به القُرآن، في تعامله مع القضايا التي كان يطرحها المشركون أو غيرهم، حيثُ تناول القُرآنُ كلّ ما كان يصدُر من اتّهامات للنبيّ (ص)، في شخصه أو رسالته؛ بل أجاب عن التصوّرات الخاطئة والمسيئة التي تعلّقت بالله سبحانه وتعالى، بكلّ موضوعيّة، مع أنّ كلّ ذلك يدخل في المقدّس عند المسلمين جميعاً؛ فما بالُك بما دون ذلك من القضايا؟! وربّما يجدر بنا هنا الدعوةُ إلى إبعاد مصطلح «المقدّس» من حركةِ الحوار؛ لأنّ هذا المفهوم ملتبسٌ في دلالاته، في حين أنّ المنطق العلميّ الذي أكّده القُرآن، وتحرّكت به الرسالات جميعاً، هو المنطق الذي يحرّك مصطلحات الحجّة والبُرهان والدليل. رابعاً: من خلال النقطة السابقة، نرى بأنّ الصراحة العلميّة ينبغي أن تأخذ مداها في جلسات الحوار الإسلاميّة، من دون حرجٍ في إثارة أيّ من المواضيع الخلافيّة، ضمن ترتيب الأولويّات التي لا يعيش معها الحوار غيبوبةً فكريّة بالنسبة إلى الواقع، بل يتحرّك الواقع والفكر جنباً إلى جنبٍ، في سبيل أن يكون للحوار صداه في الواقع، وحركته الواقعيّة في ساحة الفكر. خامساً: من الضروري الانتقال من الحوار المنطلق ممّا كتبه الماضون، من هذا المذهب أو ذاك، إلى الحوار بين المفكّرين الإسلاميّين المعاصرين؛ لأنّ كثيراً من الأفكار تجاه الآخر فرضتها تعقيدات حركة التاريخ في الماضي، أو ذهنيّات الذين عاشوا فيه، ممّا بات الحاضر يختلف في نظرته الاجتهاديّة عنه؛ فإنّنا لا نرى قداسة لفكر الماضين مهما بلغ شأنُهم، وإنَ إبقاء الحوار في دائرة ما أنتجه الماضون لن يؤسّس لحركة حوار جادّة حيّة، بل يجعل الحوار يدخل في دائرة تسجيل النقاط من قبل كلّ فريق على الآخر، ويأخذ الحاضر إلى أجواء التاريخ، من دون أن يحمل الحاضر ـ في عناصره التاريخية أو الاجتهادية ـ أيّ واقعيّة لذلك كلّه. سادساً: الابتعاد عن حالات المناكفات، وتسجيل النقاط المذهبيّة لهذا الفريق أو ذاك على الآخر؛ وهذا ما يفترض دراسة الجدوى من التغطية الإعلاميّة لحركة الحوار، ممّا يُمكن أن يحوّل الحوار إلى حالة إثارةٍ عصبيّة، تثير الشارع الإسلامي مذهبيّاً، بدلاً من أن تواكبه فكريّاً. وعلى هذا الأساس، يُصبح من البديهي القول أنّ جدّية أيّ حوارٍ إسلاميّ إسلاميّ، في العلاقة بينه وبين الشارع الإسلامي، تحدّدها مُنتجاتُ الحوار، لا حركته التي تحمل الكثير من عناصر الإثارة، مهما كانت موضوعيّة وعلميّة؛ لأنّنا نعرف أنّ حركة التعقيدات التي يُمكن أن تنفذ إلى الساحة الشعبيّة يُمكنها أن تعطّل أيّ حوار، مهما كان جادّاً. سابعاً: على أساس النقطة السابقة، نرى أنّ من أهمّ عناصر فشل المؤتمرات الحواريّة السابقة، أو محدوديّة نتائجها في كسر الجليد المذهبي أو تخفيف الاحتقان في صورة مؤقّتة، تمثّل ـ بالإضافة إلى افتقادها المستوى الأعلى من الجدّية ـ في عدم نزول النتائج الإيجابيّة لتلك الحوارات إلى الشارع، بحيث يُعمل على تحويلها ـ من خلال آليّات التثقيف الشعبيّة ـ إلى ثقافة إسلاميّة جديدةٍ، تضع الاختلاف مع الآخر في إطار الاجتهاد ضمن الإسلام، لا مقابله. ومن هنا، فإنّنا نرى أنّه لا يجوز أن تبقى الازدواجيّة في حركة الحوار الإسلامي الإسلامي، بين القناعة التي تشكّلها المؤتمرات، وبين الثقافة التي تنزل إلى المستوى الشعبي. وهذا ما يفترض أن يُعاد تقويم كلّ حالات التثقيف التي يمارسها الدعاة والمثقفون الذين يقفون في حلقة وسيطة، بين القيادات الحواريّة الإسلاميّة وبين الحالة الشعبيّة؛ لأنّنا قد نشعر بأنّ هناك بوناً شاسعاً بين نظرة تلك القيادات إلى الآخر في الإطار الإسلامي، وبين نظرة من يمارسون الوعظ والإرشاد مما لا يزال يخضع للتكفير والتضليل بناءً على أمورٍ باتت من مطويّات الزمن. إنّنا نشعر بأهمّية وحساسيّة هذه النقطة بالذات؛ لأنّ أيّ حوارٍ على المستوى الإسلامي، لا يُمكن أن يؤسّس لنقلة نوعيّة، ما لم يشكّل الحوار مناخاً عامّاً، تنخرط فيه المستويات القياديّة بالمستويات الشعبيّة؛ لأنّ ذلك هو الذي يخفّف الضغوط المتبادلة فيما بينها. وأخيراً: إنّ الاستكبار العالميّ كلّه قد برز إلى الإسلام كلّه، في حملةٍ متعدّدة الجوانب والأهداف، لا تقتصر على الجوانب السياسية والأمنيّة فحسب، بل تؤسّس لحركة تشويه ثقافية وفكريّة تُدخل المسلمين جميعاً في ضبابيّة المفاهيم، بحيث يسهل على المستكبرين والظالمين النفاذ إلى عمق الوجدان الإسلامي من خلال التأسيس لانقسامات ترتكز إلى الفهم الملتبس للآخر الذي يوضع في دائرة الكُفر أو الضلال أو الشرك، ويكون حالنا انعكاساً للحديث الشريف: «يوشك الأمم أن تداعى عليكم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها. فقال قائل: ومن قلّة نحن يومئذٍ؟ قال: بل أنتم يومئذٍ كثير، ولكنّكم غُثاءٌ كغُثاء السيل، ولينزعنّ الله من صدورِ عدوّكم المهابة منكم، وليقذفنّ في قلوبكم الوهن، فقال قائل: يا رسول الله، وما الوهن؟ قال: حبّ الدنيا وكراهية الموت)
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |