|
قتلى وجرحى, أطفال يصرخون فزعا وهلعا, نساء باكيات لاطمات, رجال يطلقون العنان لدموعهم, بقايا بشر مختلطة بدخان ونار وحديد هذه هي الصورة, والضحايا هم من العراقيين ويوميا تدور الدوائر على مجموعة, والعراقي هو المستهدف, العراق يفرغ من مكوناته المسيحيين , الصابئة المندائيين, واليوم الأيزيديين , لمصلحة من لاأحد يدري!!ما العمل!! ماذا ستقدم الحكومة !!كيف ستحمي هذه المكونات التي هي جزء من تاريخ العراق, وسكانه الأصليين. وأين هي القوات الأمريكية التي أدعت بأنها جاءت لمحاربة القاعدة وهاهي القاعد ة تحصد أرواح العراقيين بشتى السبل, تصول وتجول وتتحرك بحرية!! ماهي الخطط التي ستتبع للحفاظ على مكونات عزيزة تتعرض للانقراض من الأمور الغريبة التي لفتت انتباهي أن هناك تعمية وتغطية وتعتيم على ما يجري في مدينة الموصل وضواحيها (إلاّ ماندر) المدينة التي تضم مكونات مختلفة متنوعة, من أبناء الشعب العراقي من العرب والأكراد والتركمان والآشوريين ومن مسلمين ومسيحيين وشبك وأيزيديين, إنّ هذه المدينة العريقة تعيش ظروفا عصيبة وحالة من الشلل ,وصعوبات حقيقية ولم توجه إليها حملات لتطهيرها من الإرهاب ودعم السلطات المحلية عدا الحملات التي قادها لواء الذئب في السنوات الأولى بعد التغيير, في الوقت الذي تعتبر الموصل مهمة جدا كونها قريبة من الحدود السورية التي تتهم بتسريب عناصر القاعدة وأزلام البعث الصدامي. أما الحكومة فتعتبرها مدينة خارجة على القانون, وأن الغالبية سنية, لذا لاتوجه اهتمامها لإنقاذ أبناء الموصل الشرفاء وما يحيط بها , الذين ذهب الكثير منهم ضحية بسبب ولائهم للوطن ورفضهم للتعصب الديني والعرقي والطائفي, وتحديهم للأرهاب , أو عدم انصياع الكثيرين للانخراط في صفوف القاعدة أو التعاون مع فلول النظام السابق. ومن الناس من هم محاصرون لايستطيعون ممارسة أعمالهم بشكل طبيعي بسبب هيمنة مايسمى بالأمارة الأسلامية, وما يعاني الأخوة غير المسلمين من حملات الإبادة بذريعة تكفيرهم واستباحة دمائهم . ساعة وقوع الحادث تهتز الشوارب والعمائم واللحى وتبدأ المباريات فيمن يقدم استهجانا واستنكارا ليس له طعم ولا رائحة فقط تأدية واجب!! ويكون اسم المستنكر لامعا على المانشيتات, وأحيانا ترتفع درجة الحمية لتدس البد في الجيب, ليقدم السيد فلان أو الحاج علاّن إكرامية أحيانا تكون وهمية تعويضا عن دماء عزيزة لم تسمح الشرائع والأخلاق بسفك قطرة منها, وقد يكون تعويضا عن إحساس بالذنب . وما أن ينتهي الموضوع كحدث بارز حتى ينسى المسؤولون عن أمن المواطن لينصرفوا الى أمور أهم, كيف يحافظون على مناصبهم وينفخون جيوبهم بالسحت الحرام . إنّ من المهازل التي نراها يوميا ونسمع عنها , تبجح المسؤولين عن الأمن بإمساكهم بزمام الأمور خاصة إذا أفلحوا بالصدفة من توفير الحماية لزوار الكاظم أو الحسين عليهما السلام وترى السادة مسؤولي الداخلية والأمن ينطون فرحا وعنفوانا بانتصارهم الميمون يصرحون بالفم المليان عن نجاحهم وتفوقهم, وقيادتهم الفذة . وما تكاد وجوههم التي يحاولون تبييضها بنصر مزعوم حتى تسوّد وجوههم وتلطخ بسخام العار حينما يسقط شهداء أبرياء في مختلف أنحاء العراق من أيزيديين ومسيحيين ومندائيين ومن السنة والشيعة والعلمانيين المؤمنين بأن الدين لله والوطن للجميع , ومن الكوادر العلمية والأدبية والحرفيين .
كلمة أقولها لمن نصبناهم قادة لنا : يامن أقسمتم بالولاء لوطنكم فحنثتم بقسمكم فما ولاؤكم إلاّ لأنفسكم, إنّ إستنكاركم وشجبكم سوف لايحثن الدماء الزكية ولا يعيد الشهداء ولايمسح دموع الأيتام والأرامل والثكالى. ولا يسد رمق الجائع ولايستر عورة العريان, وإن لجانكم التحقيقية التي تحاولون تخدير المكلومين بها سوف تكون كسابقاتها من اللجان التي شكلت ولم تلح في الأفق نتائج تحقيقاتها, أنتم مسؤولون عما حدث ,وما سيحدث! لا تلقوا بشماعة أخطائكم حتى ولو كان التكفيريون من القاعدة والمليشيات, هم الجناة, أمّا أنتم فعليكم واجب الحماية, وتتحملون ذنب التقصير بحق المواطن العراقي المهدور دمه, أنتم الضعفاء سمحتم لأولياء أموركم ممن وراء الحدود من جميع الجهات, أن يستبيحوا دماء أهلكم بذرائع الدين والطائفة والقومية!! كلمة أقولها للمخلصين الحقيقيين من أبناء العراق ممن يريدون إصلاح الأمر وتجنيب العراق التمزق ممن يمتلكون بقعة صغيرة نظيفة في مكان موبوء, تجرءوا, أرفعوا صوت الحق فمهما كانت قوتكم فبالحق ستقوون ستسير الجموع التي غيب وعيها الدكتاتور الأرعن لفترة من الزمان, واستغل بساطتها فيما بعد ممن نصبوا أنفسهم حراسا للدين والفضيلة, لقد بدأت الجماهير تعي هذه الحقائق وهذه الألاعيب!! أطلقوا برنامجكم أنقذوا الوطن !!إن الوقت قد أزف . العار لقتلة الأبرياء من أبناء الطائفة الأيزيدية .
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |