متى تنتهي معاناة الشعب العراقي؟

 

 

محمود الوندي

abu.zahid@yahoo.com

 قبل الدخول في متاهة هذا الموضوع الشائك والمحزن والمبكي في ان واحد علينا ان نعترف بأن مأساة ومعاناة الشعب العراقي ليست وليدة اليوم, فلوألقينا نظرة بسيطة على تاريخ العراق القديم والجديد سنلاحظ انه مكتوب تلك المأساة الدموية، هناك الكثير من القصص والروايات التي تذكرنا بحجم العذاب والألام والمصائب التي عاشها الإنسان العراقي في العصور السابقة، لكن اليوم وما يحدث لشعبنا من اضطهاد وتهجير وابتزاز واعتداء يضاهي او يفوق ما تعرض له أبائنا واجدادنا من قبل.. لقد طالت هذه الممارسات الملايين في داخل العراق وكل الاطياف العراقية.

 يتعرض المجتمع العراقي الى خطر يداهم جميع أطيافه دون استثناء إن كان مسيحياً او مندائياً او عربياً (من شيعتة وسنتة) او كردياً أوتركمانياً او يزيدياً او أرمنيا، وينتشر بين زوايا الشوارع وساحات المدن والأماكن العامة وداخل المؤسسات والهيئات الحكومية، وحتى داخل أماكن عملهم و بيوتهم،  والحكومة العراقية مشلولة لا تستطيع ان تمد يدها لمساعدة مواطنيها، وقواتها  الأمنية مخترقة من قبل الأرهاب بكل اشكاله وألوانه ، ولا يدخل في برنامجها أمن المواطن، إنها محصورة في دائرة المنطقة الخضراء لا أكثر. لقد بينت جميع المؤشرات على فشل السياسين العراقيين الحاليين في التميز بالوطنية العراقية المطلوبة.

 الوضع العراقي الراهن مأساوي، الأوضاع الأمنية والسياسية والحياتية في العراق شئ لا يحسد عليه، ولا يمكن وصفه إلا بالكارثية وصار نزف الدم العراقي نهراُ ثالثاً مرادفا لنهري دجلة والفرات، والقوي يأكل الضعيف، وتسرح الذئاب البشرية معلنة هيمنتها على المجتمع العراقي.

وحقوق مكونات الشعب العراقي لا زالت مهضومة وهي المعتدى عليها من الاحزاب الإسلامية المتطرفة، واغلبها تمارس سياسة الارهاب عبر ميليشياتها وعصابتها الارهابية، يشعر المواطن العراقي بمعاناة متزايدة من جراء العدوان وانعدام الامن والشعور بالتخلي الحكومة عنه في كافة الممارسات والأنشطة منها الأمنية والخدماتية.

 ويقف وراء هذه العمليات التخريبية في العراق من تفجير واغتيال هم الاحزاب والتيارات الإسلامية المتطرفة، ولا يهمهم شيء الا مصالحهم، لان هدفهم الاساسي سلب الاموال والحصول على الغنائم، واشاعة اجواء الخوف والتوتر لتدمير الانسان العراقي والقضاء على طموحاته، ومفاقمة الاحتقان الطائفي والاجتماعي، وصولا الى اجهاض العملية السياسية وشل الحياة العامة لتحقيق اهداف سياسية معينة. وممارسة سياسة الترهيب لدفع أبناء الشعب العراقي الى الهجرة وتفريغ العراق من مكوناته التي كنا نفتخر بوجودها معنا منذ الاف السنين لتكوين مناطق من لون طائفي واحد عبر التهجير الجماعي القسري لذوي اللون المغاير. لأن هولاء ليس لديهم القـدرة على أستيعاب التغـيرات الحاصلة في العـراق لخدمة المجتمع، بل يتجارون بحياة شعبنا من اجل المنصب والمال ، ويلعبون على الوتر الطائفي لأجل مصالحهم الشخصية والحزبية الضيقة وليس من اجل الانسان العراقي الذي عانى من الويلات عبرعصور التأريخ .
هذه الآلام والمأساة أهلنا وأحبائنا في العراق ايها السادة لا ولن تنتهي بالتصريحات والتهديدات والأستنكارات في بلد ينعدم فيه النظام والقانون ولا وجود للمحاكم والقضاء من مكان او اهمية في دولة اللاقانون يحكمها ، لن تنتهي ما دام رؤوس الإرهاب لا زالوا مجهولي الهوية، لن تنتهي وهناك مصالح أحزاب وزعاماتها مع دول الجوار تغذي منها بالمال والسلاح مقابل تعبئة الناس البسطاء على الفتنة الطائفية والعرقية في العراق ، لن تنتهي هناك تشجيع للعنف الطائفي التي تحدث يومياً وبشكل بشع تدمي القلوب وتدمع العيون لهولها وقسوتها ، هذه الأعمال اللاإنسانية غيرت الكثير من الرؤى والقناعات التي كانت مترسخة في أذهان وأحلام الكثير من العراقيين ، والذين كانوا يحلمون بعراق جديد خال من الفاشية والتسلط وأنظمة الموت والدمار، فإذا بهم يصبحون على كوابيس ووقائع وأحداث مدمرة وتنفذ بوحشية وأبتعادها عن كل الاخلاق الأنسانية وتحصد ما تحصد من الضحايا ليتحول العراق الى أكبر مقبرة بشرية، كما حصلت قبل أيام في منطقة ألبوعاج وراحت عملية تلك الأجرام الخسيسة والخبيثة ألاف من أخواننا الأيزيدين، وبالأضافة الى تفشي حالة الفساد الأداري والمالي الى حد الثمالة، لنرى كثير من العراقيين لا يرى سبيلا للخروج من هذا الوضع سوى بمغادرة البلاد تاركين كل ممتلكاتهم خلفهم والسعي لمستقبل جديد في الخارج. لان الوضع الامني في البلاد لم يتحسن ، بل على العكس سجل تدهورا ملحوظا في مناطق عديدة، لا سيما في بغداد العاصمة
حتى لم يعد ثمة وجود لفعل الدولة ومؤسساتها، وخصوصا الامنية منها، هذا الشعب المسكين يقتل ويشرد ويغتصب أمام أنظارالمجتمع العالمي.

لان الحكومة العراقية فشلت سياستها في تلبية حماية وأحتياجات المواطن العراقي .

العودة الى الصفحة الرئيسية

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com