المنسيون

 

 

محمد غازي خانقيني

sakar1984@gmx.de

الشيخ بابا علي الملقب (بيدار)

 قبل الخوض في الموضوع أحب أن اشكر الاساتذه ابراهيم باجلان وهدايت احمد واحمد محمد قادر ما بذلوه من الجهد لجمع ما يمكن جمعه من ديوان الشيخ بابا علي، واشكر الاستاذ ابراهيم باجلان بشكل خاص لاهدائه لي نسخه من الطبعه الاولى من تلك الديوان .

 

 شيئا من ديوان وحياة  الشيخ بابا علي (بيدار)  :

 ولد الشاعر بابا علي الملقب (بيدار) نسبة الى  (ال بير يونس) في قرية ( ئاواي كورى) التابعة الى ناحية قورتو الواقعة ضمن قضاء خانقين في سنة 1894، كان والده الشيخ عبدالله بن الشيخ علي الشيخ لطيف  من أحفاد الشيخ سليم هه نجيراني، الذي عاش في حلبجة لفترة من الزمن وبعدها انتقل الى مناطق الجاف وتجول بين مضاربيها ، ثم  اتجه الى مناطق الكوران والباجلان حسب مقتضيات العمل الديني، لأنه كان أماماً وخطيباً في الجامع وأستقر أخيراً في قرية (ئاواي كورى) الذي ولد فيها شاعرنا بابا علي بعد ان تزوج والده فتاة من تلك القرية، وعاش طفولته وشبابه على ضفاف نهر سيروان وبين وديان وجبال مرواري وبان راسبي واخ وداخ وقمم الجبال دالهو وشاهو وبه مو التي تكسها الثلوج في فصل الشتاء، بالاضافة الى التلول الأثرية التي تحيط  بقريته أو مسقط  رأسه، وتعيش في هذه القرية مجموعة من الملاكين الصغار وأنصاف المثقفين والمتعلمين في كتاتيب الجوامع أو ممن درسوا في الصفوف الاولى من الابتدائية وثم تركوها وعادوا الى قريتهم  لظروف الاقتصادية أو لم يطيقو لهم البعد عن القرية . تلقى الشاعر الشيخ بابا علي في بداية تعليمه على يد والده ، ولما بلغ الثانية عشر من عمره أرسله والده الى مدينة خانقين لزيادة العلم والمعرفة الذي يأخذه من المساجد (أنذاك)، فتلقى دروسه على أيدي أشهر المدرسين أمثال الشيخ صالح قرة داغي المعروف بالمدرس في تلك المرحلة .

 ظهر موهبة بابا علي بأتجاه نظم الشعر في وقت مبكر، قام في بداية أعماله الأدبية بتخميس قصائد حافظ الشيرازي وطاهر بك الجاف، وكرس حياته للأدب والشعر، للأسف الشديد لم يتمكن الأستمرارفي دراسته بسبب وفاة والده، فأضطر للعودة الى قريته وأخذ على عاتقه مسؤولية أسرته في كل الامور بدلاً من والديه المتوفي  لكونه أكبر أخوانه، رغم ذلك كرس معظم حياته للعلم والأدب والعمل المثمر لمحاربة الفقر والجهل والبدع والخرافات لأنقاذ المجتمع الفلاحي من الظلم الأقطاعي والأمية والتخلف، كما ساند في قصائده أنتصار القوى الديمقراطية والثورية في العالم على الفاشية والدكتاتورية، وكان قصائده على مستوى عالي من الجودة والمتانة ومتنوعة في الشكل والمضمون وكان في التطور الدائم التي تختلط عنده مشاعر اليأس والأمل معاً والسمه الظاهرة في قصائده هي الألام والمعاناة والشكوى والآمال والمحبة، لذا تستعمل المفردات العربية والفارسية للبحث عن عوالم بهجة وجمال في قصائده الكوردية، وأنه ترك في جميع قصائده التي نظمه من حياته الشعرية أثاراً فكرياً .

 الشيخ بابا علي شاعر من الشعراء المنسين كانت قصائده الثوريه الحماسيه تترد على شفاه الادباء ومحبي الشعر في انحاء كوردستان، وكان من أحد الموهوبين الذين برزو في حينه على الأصعدة والميادين الفكرية المختلفة، وكان يلقي على مساميع أهالي المنطقة أو الديرة من أشعاره وقصائده باللهجة الكورانية التي السائدة شمال مدينة خانقين الى جانب اللهجة السورانية، وكان له دوراً مهماً لتعليم الأطفال القرية القراءة والكتابة وتوسع مع بعضهم في التدريس ، وتأثر بابا علي الملقب بيدار بمجلة (كه لاويز) تأثيراً بالغاً وكان يطلع على النماذج الأدبية والفنية والعلمية المتطورة التي تنشر على صفحاتها.

توفى الشاعر الشيخ بابا علي ليلة الجمعة مصادف 22 تموز سنة 1949 ودفن في مقبرة (أمام سه ربه تي القريبة من قريته ئاواي كورى)، للأسف الشديد بعد وفاته لم يذكر سيرته الشعرية وحياته من قبل المثقفين والكورد بشكل خاص، وأصبح في أعداد المنسيين، وكانه لم يكن شاغل المجموعات والافراد في شعره وادبياته فلم يعودو يذكرونه او يشيدون بماثره .

  هذه أحدى قصائده نشرت على صفحات (كه لاويز). ففي العدد (10) سنه رابعه تشرين الاول 1943 و من اولى قصائده الثوريه

وهي بعنوان (هاوارى نيشتمان)(صرخه الوطن)

 

ناله يه كى زور به سوزدى وا له جه ركم كار ئه كا

تيكه يشتم برده م خاكى وه تن هاوار ئه كا

دادو فريادى له ئيشى سوحبه تى بيكانه يه

ده رده داره بويه ناله ى عاله مى بيزار ئه كا

 

اسمع صرخه مليئه بالعواطف يتفتت لها كبدي

فعلمت انها تربه الوطن ملء الفم تنادي

صراخها وشكواها من يد الاجانب

انها عليله لذا يصم الاذن شكواها من يد الاجانب

العودة الى الصفحة الرئيسية

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com