|
لايمكن بأي حال من الاحوال انكار الدور التنويري الذي يلعبه المثقف في مجالات الحياة المختلفة للجماهير وبالاخص الدور التوعوي الذي من المفروض ان يلعبه ذلك المثقف في تنظيم حركة الجماهير ووضعها على المسار الصحيح وترسيخ ثقافة المطالبة بالحقوق ورفض الظلم والاستبداد السياسي وارساء دعائم الديمقراطية الحقة في المشاركة العادلة للشعوب في ان تقول كلمتها للوصول الى مرتبة يكون فيها الشعب هوصانع القرار السياسي من خلال ممثليه في البرلمانات والحكومات المنتخبة..لاأن يجلس المثقف في برجه العاجي بعيدا عن الجماهير او يسخر فكره وقلمه لصالح حزبه الذي ينتمي اليه اوان يستسلم لضغوط الحكومة ليكون مادحا لها على الرغم من علاتها فالجماهير العربية اليوم هي احوج الى المثقف الداعية التنويري الناقد الذي يفرز الحقائق ويبينها للناس.. صاحب الدورالمشرق في الحياة من اجل القضاء على الهوة الكبيرة بينه وبين الجمهور حتى اذا سلمنا بالممارسات السلوطية للحكام على المثقفين ومايتعرضون له من اضطهاد سياسي في حال المعارضة والتصدي والوقوف الى جنب الشعوب والمطالبة بحقوقها في وضح النهارمتعالين على مغريات السلطة ومايمكن ان تقدمه لهم على حساب قضايا الشعوب العادلة والتي تجعل منهم لو استسلموا لتلك المغريات مثقفي البلاط اوالذين يسوغون للحكام مايقومون به من ممارسات وافعال كالاستحواذ على السلطة وتقييد الحريات وتهميش واقصاء كل صوت معارض..فهل يجد الشعب العربي اليوم المثقف الناقدالحقيقي ويشهد تصحيحا لمسار الثقافة والمثقف؟
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |