الرصاص عبر التاريخ وحتى اليوم

 

 

توما شماني– تورونتو/ عضو اتحاد المؤرخين العرب

tshamani@rogers.com

 شخبطة على الحائط

ايتها الامهات اخلعن قطع المغناطيس من اللعب وارمينهن في المزبلة بسبب مذاقه الحلو ادخلوه في ملبسات الاطفال وكانت فضيحة كبرى حتى منع في 2004

 مادة الرصاص أخذت تدور على السنة الناس خاصة الامهات بسبب ادخال مادة الرصاص في الاصباغ التي تطلى بها لعب الاطفال الأبرياء التي تصدرها الصين للعالم. اصبحت الصين اكبر ملوثة للعب الاطفال، كما ادخلوا مادة الميلامين في تسميم اغذية الكلاب والقطط، كما ادخلوها في الكثير من المواد الزلالية (البروتينات) الغذائية الاساسية الخاصة بالانسان. وليس هذا فقط بل ان مصانع الصين ادخلوا مادة (منع تجمد الماء) في السيارات ادخلوها في معاجين الانسان، وفي آخر الانباء ان احدى شركات تصنيع الادوية انتجت وصدرت موادا غير فعالة لمرضى السكر حيث وضعت في رقع محتويات المنتجات اسماء عقاقير غير موجودة حقيقة. والواقع ان العديد من الاقطار تبتاع المواد الاولية المسممة من الصين ثم يصنعونها في مستحضرات كثيرة بعضها مسمم للانسان ويصدرونها للعالم. السبب لهذا التسيب الصناعي هو ان الصين لاتضع رقابة صناعية او صحية على المصانع التي تنتج المواد الخاصة للانسان ولم تعترف الصين بهذا الواقع السيء لكنها ادركت الآن مسؤوليتها فاغلقت ما يقرب من الالفي مصنع كما انتحر واحد من اصحاب المصانع الكبيرة لانه ادرك مدى الاجرام الذي اقترفه.

 الذي اود اقوله للامهات ان تسميم العاب الاطفال مسألة خطيرة جدا، الا ان الاخطر الاكبر يتأتى القطع المغناطيسية المتواجدة التي في اللعب، لذا ينبغي خلع هذه القطع المغناطيسية ثم رمثها في سلال الزبالة لان الكثير من الاحداث السيئة قد حدثت لاطفال ابتلعوا هذه القطع المغتاطيسية فكانت النتائخ مأساوية تثير الدموع.

 الرصاص عرفه التاريخ منذ وجد التاريخ، اذ وجد تمثال بيزنطي صغير مصنوع من الرصاص قبل 7000 سنة. وفي العصر البرونزي مزجوه مع الزرنيح، كما ورد ذكره في سفر الخروج في التورات، واستخدم في اشياء عديدة منها تزويق الفخار بالرصاص، وقد استخدمه البابليون والآشوريون في البناء، وصنع الصينيون منه نقودا قبل 4000 سنة وكذلك اليونانيون والرومانيون واستخدم المحاربون القدامى الرصاص كطلقات ولا نزال نحن نسمي الطلقات النارية بالرصاصات. والرصاص من اوائل المعادن التي اكتشفها الانسان واستخدمها فالرومان القدماء استخدموا الرصاص في انابيب نقل الماء وفي طلي الحمامات واسموه باللاتينية (بلمبم). وفي العصور الوسطى استخدم في التسقيف والخزانات والتماثيل والزينة خاصة في النوافذ المزججة. الرصاص ليس كالحديد، فقد استخدم في كثير من الصناعات والحاجات لسهوله تشكليه بقليل من الحرارة.

 في العصر الروماني استخدم صانعوا النبيذ الاواني المصنوعة من الرصاص او النحاس المطلي بالرصاص، لان استخدام النحاس كما قال كولوميللا احد صانعي النبيذ (النبيذ يؤدي بالنحاس الى اعطاءه طعما غير مقبول بينما الاناء الرصاصي يظيف مذاقا اعلى للنبيذ والطعام). وفي القرون الوسطى استخدموا اسيتيت الرصاص الذي اسموه (سكر الرصاص) في النبيذ والاطعمة الاخرى لانها تعطي الطعام مذاقا سكريا. بعد ان كان الرومان قد ادخلوه في اوعية الطعام وانابيب الماء ومواد التجميل والنقود والاصباغ، نتيجة ذلك حدثت حالات غامضة من الاعتلالات فشكوا بانها من الرصاص الا انهم لم يكفوا عن استخدام الرصاص لصعوبة ايجاد البديل وكعادة قائمة بينهم والذي يظنه المؤرخون ان كثيرا من افراد الطبقة العليا من الرومان قد ماتوا من آثار الرصاص. ويرون ان يوليوس قيصر لم يخلف الا ولدا واحدا رغم انه كان يتمتع في الحياة مع النساء قدر ولعه بالنبيذ. اما القيصر اوغسطينوس فقد كان عاقرا وكان الرصاص السبب في سقوط الامبراطورية الرومانية.

 كان هناك في روما القديمة نوع من النقرس او التهاب المفاصل يعرف بـ (نقرس ساترن) وساترن عندهم الشيطان المصاب بالغم والكسل الذي أكل اطفاله، ويعلل الاطباء الآن سببه الى ارتفاع حامض اليوريك في الدم. في القرن الخامس عشر كان للرصاص طفرة اذ استخدم مع اكتشاف غوتنبرغ في الطباعة، اذ كان لكل حرف كيانا يصفة العامل لتشكيل الكلمات والجمل وكانت هذه المهنة قائمة في الستينات في العراق حتى ظهر اللاينوتايب الذي يصف الحروف سطرا سطرا وبالرصاص ايضا لسهولة تسييله. واستخدم الرصاص بشكل واسع في القرون الوسطى في الكنائس لتشكيل لوحات من الزجاج الملون ماتزال قائمة حتى اليوم.

 استخدم الرصاص منذ القدم في عهد الفراعنة وفي اليونان للحصول على اللون الابيض في الرسم والزخرفة والطلاء وهو من اول الالوان التي عثر عليها الانسان وكانوا يملأون الجرار المصنوعة من الرصاص (بالخل) الحامضي القوام ويضعون الجرار تحت كومة من مخلفات البقر وكانت المصدر الوحيد لدى القدامى للحصول على الحرارة، فيتحلل الرصاص الى مسحوق ابيض يستخدمونه كمادة مهمة في الاصباغ البيضاء التي يستخدمها الفنانون في رسومهم لانها تقاوم الزمن. والاهم ان استخدام الرصاص في انابيب المياه امر لم يعد السكوت عنه لان الرصاص استخدم لطلي الانابيب الحديدية من الداخل كي لا يصيبها الصدى في جميع انحاء العالم ولقرون من الزمن، وحتى في العالم الحديث اي منذ ان بدأ عصر الصناعات من 1900 اذ اصبح شريعة في تبطين الانابيب المائية بالرصاص ولكن ظهرت طريقة استخدام الانابيب النحاسية ومع ذلك فانهم كانوا يوصلون الانابيب النحاسية بمعدن الرصاص في اماكن الاتصال. ويرى العارفون ان السبب الرئيسي لتلوث المياه البيتية في الولايات المتحدة الامريكية، آت من الرصاص وحتي هذا اليوم.

 ومن الطبيعى ان هذه الدراسة امريكية ولكنها تنطبق على كل مياه الشرب في العالم. ان اهم اسباب تلوث المياه هو الصدأ وهو تفاعل بين الماء والاوكسجين الذي في الرصاص مع قلة الحموضة وقلة الاملاح في الماء يحدث الصدأ في الانابيب وبالاظافة الى ذلك فان دفن انابيب الماء مع بعض الاجهزة الكهربائية كاسلاك التلفون في الارض يزيد من معدل الصدأ بتسرب التيار الكهربائي بالقرب من الانابيب وبذلك يزداد الصدأ والتآكل. ان المياه المنقات لاتعد ملوثة بالرصاص بل تأخذ التلوث من الانابيب. ولمعرفة مدى تلوث الماء البيتي بالرصاص ينبغي اجراء اختبار له وهذا لايمكن التوصل له الا بالاتصال بالجهات الصحية. والمعروف ان البيوت الجديدة تتحمل اكبر عبْ من التلوث بالرصاص، والتلوث يقل في البنايات القديمة لانه مع قدم المدة تجعل بواطن انابيب الماء مطلية ببقايا الاملاح لذا فان هذه الاملاح تغدو عازلة وان عملية اكتساب بواطن الانابيب بالاملاح ياخذ من الزمن على الاقل 5 سنوات حتي يتكون هذا العازل لهذا فان البنايات الاقل عمرا من 5 سنوات تحمل اعلى تركيز من التلوث الرصاصي.

 الواقع ان اكثر الرصاص يستخرج الآن من الرصاص الموجود في بطاريات السيارات المرمية. امام كل هذا البلاء من الرصاص الذي لا نستطع التخلص منه لانه كما يبدو بلاء لابد منه واذا كنتم في شك من ذلك فافحصوا نموذجا من الماء لدى مختبر موثوق. واذا اردتم شرب الماء من الحنفية فعليكم فتح الحنفية ليجري الماء منها بعض الوقت، ثم املأوا القدح واشربوا منه. واذ لم تستخدموا الحنفية لست ساعات او اكثر فافتحوا الحنفية لفترة اكثر حتى يأتي البارد، اما في كندا فان الماء البارد يتدفق بعد لحظة من فتح الحنفية، وهذا ليس حلا بل شرا لابد منه. من خلال التحريات في التاريخ وجد ان الموسيقار بتهوفن حدثت له الوفاة في 1827 بسبب التسمم بالرصاص وكان عمره 57 سنة آنذاك، ويرى الخبراء انه تدهورت صحته، اذ اصيب بمشاكل في هضم الطعام وآلام البطن وقد اعتنى ببتهوفن 30 طبيبا دون جدوى ومن خلال فحص شعرة منه كيماويا في معهد ابحاث الصحة في الولايات المتحدة الامريكية في عام 2000 ظهر انه تسمم بالرصاص. التسمم بالرصاص يؤدي صحيا الى تدمير الاتصالات العصبية خاصة في الصغار ويسبب اضطرابا في الدم والدماغ.

 في العصر الروماني استخدموه تحت اسم (سكر الرصاص) لاغراض غذائية كثيرة ومنه كان يصاب بعض الناس بالبله وتدني وظائف الدماغ. بسبب مذاقه الحلو ادخلوه في وقت حديث في صناعة الحلويات كالملبسات وكانت فضيحة كبرى منع اثرها استخدامة في مثل هذه الصناعة لان الاطفال في كاليفورنيا اعتادوا اخذها ثم منع في عام 2004. استخدم الرصاص في تزويق اقداح الشرب وكانوا يضعون فيها عصير الفاكهة فيصابون بالمغص. الرصاص له تاريخ سيء في التسمم يؤدي صحيا الى تدمير الاتصالات العصبية خاصة الصغار ويسبب اضطرابا في الدم والدماغ. وفي العصر الروماني استخدموا (سكر الرصاص) لاغراض غذائية كثيرة فسبب امراضا منها البله وتدني وظائف الدماغ وبسبب مذاقه الحلو ادخلوه في صناعة الحلويات كالملبسات وكانت فضيحة كبرى منع اثره استخدامة في مثل هذه الصناعة التي اعتاد الاطفال في كاليفورنيا التللذ به ثم منع في عام 2004. الرصاص كان قائما منذ 7000 سنة وحتى يومنا هذا المدجج بأعلى انواع التقنيات، وكما يبدو اننا لم نستطع التخلص من فعل الرصاص الشرير ويبدو من دلالة اسمه انه رصاصات موجهة للكبار والصغار والاصحاء من الناس، ورصاصات موجهة للعلم والتقنيات التي مازالت قاصرة عن تنظيف مياه الشرب من اثر الرصاص على البيئة من انسان وحيوان، اننا نعيش عصر اللا عصر الشارد الى الامام دون ظابط ولا بوصلة. 

العودة الى الصفحة الرئيسية

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com