|
يتعرض العراق يومياً إلى سلسلة من الإنفجارات القاتلة بواسطة السيارات المفخخة والطرق والأساليب الجهنمية من قبل الإرهابيين والوحوش البشرية المفترسة بشكل عام ويتعرض المسيحيون والصابئة المندائيون والإيزديون في الجنوب والبصرة وبغداد ومناطق الوسط والموصل وأماكن أخرى إلى القتل والإبادة بشكل خاص. لقد أصبحت الجريمة السمة الرئيسية المميزة للأحداث في العراق، وانّ مسلسل هذه الجرائم البشعة لا ينقطع، ففي كل يوم نسمع وقوع جرائم وحشية مرّوعة هنا وهناك وإنّها من إفرازات وسموم الإرهاب الطائفي والحقد الشوفيني على الناس الأبرياء، ويقوم بمثل هذه الجرائم المشينة والأعمال القذرة عادة السلفيون والتكفيريون والصداميون بمساعدة لوجيستية ومخابراتية من الدول المجاورة للعراق ذات الأنظمة الدكتاتورية والشوفينية والرجعية بهدف زعزعة الأوضاع المأساوية للعراقيين أكثر فأكثر. يعلم أصحاب الضمائر الحية والناس الشرفاء بأنّ هؤلاء المجرمين الجبناء ومصّاصي الدماء قد لجأوا إلى الأعمال الوحشية الهمجية منذ سقوط نظام صدام حسين الدكتاتوري إلى قتل العراقيين عرباً وكورداً وقوميات عموماً وقتل المسيحيين والصابئة المندائيين والإيزديين خصوصاً، وهم بعملهم المزري ونشاطهم المشين وفكرهم الظلامي يريدون دخول جنات النعيم، ويحاولون في نفس الوقت إيقاع أكبر عدد من الخسائر البشرية، والتأثير على النسيج الإجتماعي وتفكيك الروابط بين أبناء وقوميات العراق المتآخية، وسيراً على ديمومة جرائم السلفيين الأوباش والتكفيريين الظلاميين والصداميين الأنجاس قام عدد من المشعوذين والضالين في يوم الثلاثاء المصادف 14/8/2007 بتفجير أربع سيارات مفخخة في تل عزير وسيبا شيخدري في قضاء شنكال (سنجار) مستهدفين الإيزديين المسالمين، ونتيجة لهذا الحادث الآثم والجبان سقط اكثر من ثمانمائة شخص بين شهيد وجريح. انّ إستهداف الإيزديين يدخل ضمن مخطط دنيء ذو أبعاد إجرامية وسياسية، إذ انّ ما حدث يعتبر كارثة إنسانية كبيرة ومجزرة مروّعة من جرائم الإبادة الجماعية التي لا تقل خطورة عن عمليات الأنفال القذرة السيئة الصيت التي إجتاحت كوردستان كداء الكوليرا في عهد الدكتاتور المقبور صدام حسين، ففي الأمس كان صدام ونظامه الساقط يدير قتل العراقيين من العرب والكورد والتركمان وأبناء القوميات الأخرى، وبعد سقوطه ورميه إلى مزبلة التاريخ يقوم أيتامه وأزلامه الذين يتسّترون تحت عباءات مزركشة وأسماء لامعة مختلفة بتنفيذ الجرائم بحق جميع العراقيين وبالأخص الذين ينتمون إلى الديانات المسيحية والمندائية والإيزدية. انّ أستمرار الزمر الضالة من الوهابيين السلفيين ومن السائرين على نهج صدام الإجرامي في إستهداف أرواح المواطنين الأبرياء، والإيغال في جرائمهم الإرهابية يريدون إنفراط اللحمة الأخوية بين أبناء القوميات المتآخية، كما يريدون تمزيق الوحدة الوطنية بين أبناء الديانات السماوية المختلفة للوصول إلى أهدافهم القذرة بدخول جنات النعيم على أشلاء ضحاياهم من الناس العزل. تلقت الجماهير العراقية عموماً وجماهير كوردستان خاصةً أخبار الهجوم الهمجي من قبل الإرهابيين الحاقدين على الأخوة الإيزديين في قراهم ومدينتهم شنكال بالحزن والغضب والإستنكار، كما تلّقى العالم هذا النبأ المفجع كوقع الصاعقة لكونه عملاً جباناً ومداناً بكل المقاييس، والذي يحمل في طيّاته حقداً دفيناً بحق هذه الشريحة الآمنة والمسالمة على مر التاريخ. انّ الإيزديين شأنهم شأن السومريين والمندائيين وأبناء الرافدين هم من الطوائف الدينية الأصيلة التي عاشت في كوردستان منذ بداية التاريخ، وللإيزديين خصال حميدة، ويمتازون بنشر الخير والمحبة والسلام، وخلال السنوات الأخيرة تحملوا قسطاً كبيراً من المشاق والآلام على يد الحكومات الرجعية والدكتاتورية، والآن على يد عصابات الغدر والخديعة المتسترة بالإسلام، والتي تنقض على المواطنين الآمنين، كما تنقض الطيور الجارحة على فريستها. ان الإيزديين يتعرضون لأبشع عملية إبادة أمام أنظار الحكومة العراقية، وأمام أنظار حكومة كوردستان والجماهير الكوردستانية وأحزابها السياسية والنقابات والمنظمات الخيرية والإجتماعية، وهم بحاجة ماسة إلى التضامن والمساندة من لدن الأخيار والشرفاء والناس الطيبين، لكي لا نتركهم وحيدين، فهم بحاجة إلى حبنا وعطفنا، لكي نكون معهم للملمة جراحهم وأن لا تباد قراهم ثانيةً، لكي لا نسمع العويل والأصوات المخنوقة للأمهات وبكاء الأطفال، ولنحطم أسوار الصمت ونعلن رفضنا لإبادة شعب عريق تحملوا بؤس الأيام القاسية وعوادي الزمن الغادر، ولاحقتهم المذابح منذ آلاف السنين، فهم يستحقون أن يعيشوا مرفوعي الرؤوس. ويجب على الدوائر والمؤسسات ذات الصلة بالإسلام التحرك والعمل بكل الوسائل لإيقاف حمامات الدم للعراقيين جميعاً، وعليهم إظهار الحقيقة عن الإسلام، وبات أكثر الناس يعزون العمليات الإنتحارية والمفخخات للإسلام، وهذا عمل مخجل إن بقي بدون جواب. ان هذه الأعمال الجبانة تؤكد مرة أخرى على دناءة المجرمين القتلة وحقدهم علىأبناء الشعب الصابر بمختلف اتجاهاته وانتماءاته الدينية والمذهبية والقومية ، وتخبطهم الأعمى في القتل والإجرام، لا لدكتاتورية وشوفينية دول الجوار العراقي، لا للإرهاب، لا للمجرمين القتلة... التضامن مع الإيزديين وعلى كل إنسان شريف، وكل الأحزاب الوطنية والتقدمية في كوردستان والعالم الوقوف مع مأساة هذه الشريحة المهمة في المجتمع الكوردستاني. الخلود لضحايا الإرهاب مسلمين ومسيحيين وأيزيدين وصابئة مندائيين،والصبر والسلوان للعوائل المنكوبة، والخزي والعار للقتلة المجرمين.
|
||||
© حقوق الطبعوالنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |