|
مت يا حسين وودت لو ماتوا جميعاً وبقيت، قتلوا أولادك وياليت أولادهم قتلوا، هذا حسين آخر وولديه خذلتموه كما خذلتموا ذلك الحسين الشهيد وأولاده، فأنتم مجبولون على خذلان الأتقياء منذ القدم، وعبادة الطغاة عادة متأصلة فيكم، يعذبكم وجود الأبرياء الذين لم يتدنسوا بعبادة الطاغوت البعثي أو الوهابي أو القبلي أو الأمريكي بينكم فتسارعون إلى ذبحهم. لو كان الأمر بيدي لافتديتك ياحسين وذريته بأولهم الذي سيأبى التوقيع على حكم إعدام قتلتكم، وأزيد عليه نوابه ومستشاريه، ولو خيرت بين موتك أنت وولديك وحياة رئيس هذه الحكومة المتصالحة والمتوحدة مع القتلة لضحيت به وبكل نوابه ووزراءه ومستشاريه في سبيل أن تحيا ولو ساعة أخرى، ودماء كل نواب البرلمان من شيعة وسنة وأكراد الملوثة بعشق المنصب والنفوذ والتسلط والثروات لا تساوي في ميزان الحق والعدل قطرة واحدة من دم أولادك المسفوك ذبحاً ودمك المسفوح قهراً، وأولى وأجدى عندي أن تعتق رقبة شاة مريضة عجفاء ويضحى مكانها بكل العصابات السياسية التي هي شر خلف لسلفها البعثي المقيت. لو كان الأمر بيدي لأخذت بحقك يا حسين كما أمر الله، ولاقتصصت من قتلتك كما فعل المختار الثقفي بقتلة الإمام الحسين وأكثر، ولقطعت أيادي من مد لهم أيدي العون، ولهدمت بيوت الذين وفروا المأوى للقتلة على رؤوسهم.... أنتم أيها الراضون والفرحون بقتل أولاد حسين وقهر الأبرياء وانتهاك الحرمات، وتكافؤون القتلة وتوقرونهم ابشروا بالذل والعيش النكد والهلاك العاجل في الدنيا والغضب الآلهي في الآخرة، أما الشياطين الخرساء الساكتون على سفك الدماء البريئة والداعون إلى السكينة والصبر والتآخي مع القتلة فأنتم و"أخوانكم" القتلة وجهان لعملة واحدة، فهم الرأس الشرير وأنتم الذيل الملوث الخاضع الخنوع، والنار الآتية ستذيب عملتكم الفاسدة وتطهر أرضنا منها. بالأمس جاء القتلة إلى دارك يا حسين عبد العظيم، فلم يجدوك فقتلوا ولديك التوأمين وصاحبهما، وبعدها بأيام فاضت روحك قهراً وحزناً، لم أعرفك في حياتك يا إبن إبن العم، بل لم أسمع حتى باسمك من قبل، وعذري إني كنت هارباً من القتلة لأكثر من ربع قرن، ولكني سألت فقيل لي كان حسين عبد العظيم إستاذاً لأداب اللغة الإنجليزية وإنساناً طيب الأخلاق، وهو لا يشبه من قريب أو بعيد الطالح من عشيرته الذين أهدروا من قبل دم إبن عم لأنه انتقد معبودهم الطاغية صدام من قناة الجزيرة، وهم من بعد ذلك لم يحركوا ساكناً على قتل أخ لي وإبن أخ وغيرهم، لأنهم كالبقية أشبه بالرجال، فضلوا الذل من قبل وبعد على الحياة الحرة الكريمة، وراحوا يتذرعون بفتاوى لن تعفيهم عن العذاب الأبدي لأنهم شياطين ساكتون عن الحق. سواء عندي إن كنت يمينياً أم يسارياً، ولا ينقص من حزني عليك إن كنت علمانياً أم متديناً، ويكفيني أن تكون بريئاً لأغضب لموتك. لعن الله أمتك قتلت ولديك وصاحبهما واماتتك كمداً وقهراً. ولعن الله أمة أمدت قتلتكم بالعون والمال والسند. ولعن الله أمة أفتت بقتلكم ودعت لقتلتك بالتوفيق في مساجد تعبد فيها أحبارهم الشياطين. ولعن الله أمة سمعت بقتلكم ورضيت به. ولعن الله أمة أخفقت في الذود عنك. ولعن الله أمة نهت عن الاقتصاص العادل من قتلتكم. ولعن الله أمة دعت إلى التأخي والمصالحة مع قتلتكم. ولعن الله أمة تهاونت وقصرت في تطبيق الحكم الآلهي بقتلتكم. ولعن الله أمة سمعت بقتلكم ولم تخرج يومها لتأخذ بثاركم الآلهي من دون تأخير. ورحمة الله عليك وعلى ولديك وصاحبهما وعلى العراقيين الأبرياء.
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |