الى متى الشعب التركماني يهمش

 

 

 علي توركمن اوغلو

sanaelgerawy@hotmail.com

بسم الله الرحمن الرحيم

 "يأيها الناس انا خلقناكم من ذكر وانثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا ان اكرمكم عند الله اتقكم ان الله عليم خبير"

                                                                             صدق الله العظيم

     لقد بعث الله وحده تعالى القرأن الكريم الى رسولنا الاعظم خاتم النبيين (محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم) فأنار به  الارض والسماوات وأنعمنا من خلاله بالقيم الجليلة التي خدمت البشرية جمعاء، فاعطي كل ذي حق حقه، وفرض على هذه الامة الشورى التي تعالج جميع مشاكل ومعوقات الحياة اليومية بالتشاور والتباحث خدمة للانسانية. هكذا اذن كانت الشورى تجسيد وممارسة للديمقراطية الاسلامية وهي ليست كالديمقراطية الامريكية التي تهمش من لا يصطف معها، وتعطي وضعية خاصة لا يمكن تخيله بها لجماعات اخرى.

 فهناك قانون طبيعي في الحياة يسنده مثل تركماني لايمكن تغييره (لا يجوز اسناد القدر على مسندين بل يسند الى ثلاثة مساند) غير ان حكومة السيد نوري المالكي تريد بوحي من اسس الديمقراطية الامريكية تغيير هذا القانون الطبيعي وتهميش العنصر الاساسي الثالث في العراق الا وهو الشعب التركماني . فهذه الحكومة لم تدعوا التركمان للحضور في مؤتمرها الاخير، حيث تم تشكيل جبهة معتدلة حسب ادعاءها بين الاكراد والشيعة! (حيث وصفه التيار الصدري بالتحالف الطائفي والعرقي المقيت)

 وهنا اسأل الاخوة اعضاء الكتلة التركمانية في القائمة الشيعية: يا ترى اين هو موقعكم من هذه الجبهة ؟ وبدون ان تجيبوا بشيئ، اقول لكم جميعا ، ان العهد البائد لم يتبع سياسة التسنن يوما من الايام (لان صدام حسين كان علمانيا) لكي تتبعوا انتم سياسة التشيع، بل كان يتبع سياسة التعريب والتعريب والتعريب ضد الشعب التركماني فقط . فلقد تمادى ذلك النظام البغيض في ظلمه فاصدر قرارا في ايامه الاخيرة يدعي فيه بأن ليس هناك شعب يسمى بالتركمان بل هم عرب تم تتريكهم ايام الحكم العثماني للعراق لذلك يتحتم تصحيح قوميتهم! غير ان ذلك النظام ، رغم بشاعته وقساوته وانكاره كل الاعراف لم يعلن يوما ما بأنه لامكان للشيعة في العراق بل للسنة!

   اذ لم يكن لصدام حسين من هم ولاغم سوى تهميش أو حتى الغاء وجود التركمان! غير ان التركمان اليوم يعاملون ويتم ابادتهم تحت ادارة السلطة الحاكمة المتظللة بالديمقراطية الامريكية في العراق الجديد علنا وبطريقة اسوء بكثير من صدام حسين! ومبدأ الكيل بمكيالين القديم قائم واضح مستمر تطبيقه على التركمان كما كنا في الامس. وما موقف حكومة السيد المالكي المتناقض الصامت مع تفجيرات داقوق وطوز خورماتو وينكجة وتلعفر واخرها ناحية امرلي التركمانية المسلمة والمسارع في ارسال المساعدات العاجلة الى سنجاراليزيدية المقرون بأشد لغات الاستنكار الا مثال صارخ جلي لما أقول.

    غير اني أعجب أشد العجب في هذا السياق  من موقف الاخوة اعضاء الكتلة التركمانية، اذ يا ترى ما السبب في هذا السكوت المطبق امام ويلات بني جلدتكم؟ اني لا أجد كلمات سوى ان أقول لكم بأن الانتخابات القادمة قريبة انشاء الله، ولسوف ترون كيف تنتخبون من قبل الشعب التركماني!

    بقي لي أن ارجو من السيد رئيس الوزراء الرجوع الى القرأن الكريم وبالذات الى سورة الحجرات  ليتأكد ما فرضه الله على البشرية ، وان يقرأ هذه السورة جيدا ! وبعد الاطلاع على هذه السورة اقول لسيادته ان الشعب التركماني لا ولن يهمش امام الله وامام التاريخ ، لاننا قد رأينا نهاية الديكتاتور بأم اعيننا وسيادته وقع على امر الاعدام والتنفيذ .

العودة الى الصفحة الرئيسية

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com