زلزال في سنجار، من صنع الأشرار

 

 

 نبيل يونس دمان

nabeeldamman@hotmail.com

يكاد قلبي يتفجر حزنا ً على فقراء بلدي في قضاء سنجار، منذ ايام والقلم بجانبي يرجف ويرعف لأستله، غاضبا ً ومعبراً عن ألمي، لما وقع لأحبتي الأيزيدية في مجمعات بعيدة عن الحضارة، تشرف على الصحراء الغربية لبلاد ما بين النهرين، كأنها عيون ترقب ما تقذفه تلك الطبيعة القاسية، من حمم الحقد والغضب على بني البشر. الأيزيديون قوم مسالمون، ليتهم في لحاهم وشعورهم خارجون للتو من أعماق التأريخ، ومن حواضر أوروك، بابل، آشور، يُستهدفون في حمّام دم قلّ نظيره في البشاعة، وكأنها رسالة الى علم التاريخ بان يطوي صفحاته الى الابد، امام هذا السيل المرعب للتيار الديني المتزمت، يضاهيه في الشدة، التيار القومي الذي ابتلينا به طوال العقود الماضية، فهل البشرية وقوى الحضارة والتقدم عاجزة أمامه؟ ذلك سؤال يؤرقني فأطرحه بإلحاح ، وأقرنه بآخر: هل اصبحت كل الابواب مشرعة امام جبروت الارهاب، يختار منها ما يشاء ليدخل ويقتل ويغتصب؟.

 لكي اختصر الاسترسال على هذا المنوال، بما قد يسهم في إخراج ما تبقى من هؤلاء المساكين من النفق المظلم، والمعرضون في المستقبل المجهول، لغزوات البدو القاطن في اليباب، وهو يحمل الألوية السوداء، وكل ما هو منحط ومخجل في التاريخ، اضع النقاط التالية:

1- لا يكفي التنديد بالحدث والتضامن مع الضحايا، بل يتطلب من العرب المحيطين بالمجمعات الأيزيدية من قرى وبلدات، البعاج، تويمين، ام جريص، ام الذيبان، ربيعة، وحتى ما وراء الحدود، ان يثبتوا بالفعل عن تضامنهم القلبي، وذلك بالتصدي وضرب الأوباش الذين يعيشون بينهم، او يصلون من اماكن وبلدان اخرى، يجب ان يلاحقوهم ويطردوهم، ان لم يثبتوا ذلك بالملموس، فالمعنى واضح بأنهم متواطئون ويؤوون الإرهابيين ، الذين في خططهم ابادة الجنس والدين الآخر عن بكرة أبيهم .

2- لا تعولوا على الحكومة المركزية ولا على دول الاحتلال كثيرا ً، فجميعهم عاجزون في الوقت الحاضر، عن إلحاق الهزيمة بالإرهابيين في ساحات المواجهة الرئيسية، في بغداد والموصل وكركوك وديالى والانبار.

3- اربطوا مصيركم  بمصير اقليم كردستان ما امكنكم، فهو أرحم وأنصف وأعدل في معاملتكم تحت ظروف وطننا الراهنة، وبالمقابل على سلطة الاقليم وضع ثقل وامكانيات اكبر في تلك المناطق.

4- اعتمدوا بالدرجة الاولى على انفسكم وعلى مساعدة اصدقائكم في الداخل والخارج، وذلك في تنظيم دفاعات عن مناطقكم، اسمحوا لي احبتي ان ادعوكم الى اليقظة الدائمة، ووضع حراسات مشددة ومستمرة في مداخل قراكم ومجمعاتكم التي اجبرتم على سكنها، بعد ان احرق النظام البائد قراكم الجميلة في جبل سنجارالأشم، أوائل السبعينات من القرن المنصرم .

 5- تعاونوا بينكم وساعدوا بعضكم في مواجهة قلة الخدمات، ضعف الطاقة بما فيها الكهرباء والمحروقات، قلة المواد الغذائية، والمراكز الصحية ، واللوازم المنزلية، أقدر صبركم وصمودكم الطويل، ولابد ان تفرج يوماً، فتخرجون بألوانكم وأزيائكم الى الحياة والحرية .

6- اطرقوا ابواب الامم المتحدة والدول التي تمتلك المقدرة والجبروت العالمي في عصرنا الحاضر، لتتبنى مظلوميتكم وللحفاظ عليكم، باعتباره حفاظا ً على سكان البلاد الأصليين، ومعكم الصابئة المندائيين، الشبك والكاكائيين، والمسيحيين المستهدفين، بالامس القريب أطفات شمعات متوقدة  في عقر نينوى العضمى (القس رغيد ورفاقه الشمامسة).

  يا اولاد واحفاد علي بك، داؤود الداؤود، الفقير حمو شيرو، والبطل محمود الأيزيدي وغيرهم، انهضوا للدفاع عن أُسركم وأرضكم وحقوقكم ، ضعوا مشاكلكم الداخلية إن وجدت جانبا ً، والتي ولدت من الظروف الصعبة التي تعيشونها، اوجدوا افضل السبل والتنسيق مع قيادتكم الروحية المتمثلة بالأمير الوقور تحسين سعيد بك، الذي جُبل على الحكمة وبعد النظر، او من ينوب عنه بين ظهرانيكم.

العودة الى الصفحة الرئيسية

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com