|
بحسابات منطقية وتحليلات علمية يمكن التوصل للإجابة عن هذا السؤال المهم والخطر في نفس الوقت.. ويجب اولا ان نعرف من هي الجهات التي ستستفيد من هكذا احداث ومن هي الجهات التي ستتضرر منها وستتأثر مصالحها وسمعتها . فمن المعلوم ان هناك توجهات منذ فترة لنقل المعركة الامنية الى محافظات الجنوب التي كانت الاكثر امنا واستقرارا في العراق وهذا التوجه له اسبابه ودوافعه بطبيعة الحال ومن ابرز تلك الدوافع هو تشويه صورة الحكومات المحلية ووضعها بموضع الضعيف الغير قادر على مسك الملف الامني وبالتالي الاطاحة بالحكومة المركزية التي تتصل بوشائج عديدة مع محافظات الجنوب منها الاسلامية والمذهبية. فالسؤال هنا من هي اكثر الجهات حرصا على تشويه سمعة الاسلاميين وإظهار الحكومات المحلية بالمظهر الضعيف ومن ثم الاطاحة بحكومة المالكي ، ولنبدأ بالتيار الصدري وجيش المهدي الذي يتهم دائما بهكذا اعمال فهل من مصلحة الصدريين الاخلال بأمن الجنوب الذي يعتبر القاعدة الشعبية الاكبر له ، اليس بإمكان التيار الصدري التحالف مع أي جهة من اعداء الحكومة للإطاحة بالحكومة سياسيا وهل من مصلحة جيش المهدي ان يثير الغبار في هذا الوقت الذي يتعرض فيه اعضاءه الى تصفيات واعتقالات واسعة من قبل قوات الاحتلال! ولننتقل الى حزب الدعوة ولنتهمه بالقيام بهذه العملية فهل يقوم حزب يرأسه رئيس وزراء الحكومة بذلك ، اعتقد ان هذا من شطط القول. فهل هو التحالف الكردستاني ، اعتقد ان الاكراد يبحثون اليوم عن الاستقرار اكثر من أي وقت مضى خصوصا بعد قرب انسحاب القوات الامريكية فإنهم يحاولون جاهدين التوصل الى حل لجميع الازمات لكي يطبقوا الفقرات العالقة في الدستور والتي تهم مصالحهم بصورة خاصة . اذا هي مخابرات ايران .. ولكن ايران هي الحليف الاكبر للمجلس الاعلى (صاحب المصيبة) وهذا امر غير خاف على احد ولا يمكن لإيران ان تقوم بقتل رجالاتها في العراق. بقي لدينا جبهة المعارضة الدائمة في الحكومة والبرلمان وهي المرشح للوقوف وراء هذه الجرائم التي تستهدف المحافظين التابعين للمجلس الاعلى ، ولكن هذه الجهة معروف اسلوبها فهو التهجير والتفجير والتفخيخ ولم يشهد تاريخها اعمال بهذه العقلية المنظمة وهذا التكتيك المميز في الاسلوب. اذا من هي الجهة التي يهمها اسقاط الحكومة وكذلك اخلال الامن في الجنوب العراقي وقتل اكبر عدد من المجاهدين السابقين ضد نظام البعث ومن الذي يحرص على ايجاد الصراع الشيعي الشيعي ومن يحاول صب الزيت على النار ويقف حائلا بوجه حل الازمات بين الاحزاب والحركات المتصارعة في الجنوب ، ومن الذي يطرح نفسه دائما كبديل لرئيس الوزراء الحالي ويطالب الامريكان بحكومة انقاذ قوية تضرب جميع المليشيات الشيعية والسنية ومن يطالب بإعادة كبار البعثيين للسلطة والإفراج عن مرتكبي جرائم الابادة الجماعية بحق ابناء الشعب العراقي . ما هو واجب الحكومة اذا ؟ للأسف الشديد اقول ان سبب مقتل محافظ السماوة هو التراخي وعدم وجود تحقيق جدي بحادث اغتيال محافظ الديوانية والاكتفاء بالاستنكار وحضر التجوال ومطالبة ابناء المحافظة بضبط النفس ومحاولة القاء التهمة على جهة معينة بدون انتظار نتائج التحقيق التي اظهرت مؤخرا ان الطريقة التي تم بها اغتيال المحافظين واحدة وهي زرع عبوة تحت مقعد السيارة وهذا يدل على ان هناك خيانة من داخل بطانة المحافظين ووقوف مخابرات عربية وأموال خليجية وراء كل تلك الاحداث التي لا اعتقد انها ستنتهي اذا لم يكن هناك تحقيق خاص ومن جهات نزيهة ومخلصة ومعروفة بتاريخها حتى يمكن التوصل لجميع خيوط المؤامرة الخبيثة التي تحاك منذ مدة ضد العراقيين وخصوصا ابناء محافظات الجنوب الامنين .
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |