تكون العالم السلفي
السفلي من رحم الردة على الإسلام، وضعته "نجد" سفاحا وهنا
على وهن لدى خروجها على ثورة أحدث الأديان بإهاب الرد على
الردة ليصار الى إخمادها محليا في شبه جزيرة العرب، بتصدير
الأزمة الى الأمصار مغلفة بعنوان ثورة الحداثة آنذاك، صرفا
لبلاء نفاق الأعراب عن بيضة الإسلام في مهبط الوحي أرض
الحرمين، وتوكيدا لنواتها بالفتح الإسلامي صعودا لمجالها
الحيوي عمقها الشمالي أرض السواد والخيرات العراق الذي
أراده لاحقا الأمويون بستانا لقريش، ثم اللهم أصرف عنا نار
جهنم الى الشآم وبيت المقدس وأرض فارس ومصر وعموم شمال
أفريقيا لعدوتي ضفتي البحر، الأندلس وبلاد الغال جنوبي
فرنسا الفرنجة في أوربا و"رباط الفتح" في المغرب العربي
وطلب العلم ولو في مشرق الشمس الصين بآسيا ذاتها، أمويون!،
حيث صلى أمس الأول الرئيس المالكي بمسجدهم الدمشقي الشآمي،
فإن ضقت بهم/ ألحقوا الدنيا ببستان هشام بن عبد الملك بن
مروان بن الحكم . بسم الله قاصم الجبارين ويا هذه الدنيا
أصيخي واشهدي!، هذا بيان للناس!، ومن يجرؤ على قول: قال
الله وأقول أنا ؟!، وماذا تقول وقد إرتدت الردة لمحاربة
أشراف قريش من نسب الرسول ؟!، وأن أصلها وقودها أعراب نجد
المرتدين ثم المعاندين، إن عذابها كان غراما!، وإذ رفع سمي
الخليفة الثاني معاصر الردة الفقيه المالكي" أبو بكر
الطرطوشي" في كتابه(سراج الملك) منزلة رجل الحكم الى
القداسة الدينية في الدنيا بحبل الدين المتين وعروته
الوثقى، فإن المحسن الحكيم من إستمسك بها لا انفصام لها،
فقد خاطب "ابن الماوردي" سلطان سلفه: عليك لهم ثلاثة حقوق؛
أحدها أن تعينهم على صلاح معيشتهم، و وفور مكاسبهم، لتتوفر
بهم موادك، وتعمر بهم بلادك، وعلى سنة ذات النهج السلفي
جرى لاحقا تمويل آل سعود بدعة الردة السلفية والإرهاب
الوهابي، من نفط شرقي شبه جزيرة العرب وسعودتهم شركة
آرامكو النفطية وإهمالهم أهل المنطقة الشيعة على أساس
الميز الطائفي الوهابي، بعد إرتدادهم كخوارج على ولاية علي
بن أبي طالب وشيعته، وغزوهم مصر الفاطمية المسالمة السمحة
بمذهبيتهم المنحرفة الفاسدة الشاذة عن جادة الإنسانية
وفطرتها السليمة، ثم غزوهم لها بتنظيم أخوان المسلمين، ردا
من الردة على حرب الوالي التنويري الإصلاحي محمد علي باشا
في مصر و ولده إبراهيم باشا، على البدعة الوهابية في
عاصمتها الدرعية وتدميره للدولة السعودية
الأولى(1745-1818م) بدعم الدولة العثمانية السنية، بعد
غارات السلفية السعودية الشبيهة بغزوات تنظيم القاعدة
الإرهابي اليوم، على قوافل حجيج مكة، وكما كانت تشن الغارة
السلفية على من في داره في اليمن وتهامة والحرمين والأحساء
والعراق والشام في عقد ونصف العقد من الزمن العباسي (255ـ
270هـ) في (الإبلةـ البصرة) جنوبي العراق وعمل السيف وخراب
البصرة الأول حتى ثورة الزنج وثورة أعراب نجد القرامطة
كثورة شيعة الكوفة بقيادة المختار الثقفي، دعوة شيعية
ثورية تخالطها مشاعية بدائية بين(286ـ 302هـ) بشهادة
"الطبري" في الجزء10 و الأخير من تاريخه. ابن تيمية حرف
معنى الكلم ثم معنى (الأعراب) عن موضعه على أنهم البداة هم
في الجاهلية وفي زمنه يجب قتالهم خارج جزيرة العرب في
البلاد الأخرى، وأتم تلميذه ابن عبد الوهاب بدعوى تبليغ
دعوة التوحيد بحد السيف لا الحوار لمن أنكر و أشرك بالله
فعارض ذلك من قال لا إله إلا الله ولم يرتد الى العالم
السلفي الإرهابي الوهابي، وأخذ بما خلص إليه ابن تيمية في
شيخوخته: لا يكفر كل من آمن بالله ورسوله محمد ص وحافظ على
الوضوء والصلوات الخمس كما جاء عن (المؤمنين المستضعفين)
في (سورة الفتح)، حتى لو كان فيه(بدع) خير من الكفار
اليهود والنصارى!(على حد قوله) . سنة1922م قاد " فيصل دويش
" آخر هجمات الأخوان الوهابيين على كربلاء، فكتب "عثمان بن
بشر النجدي" (مؤرخ آل سعود) مؤلف كتاب" عنوان المجد في
تاريخ نجد": ان ابن سعود اجترح مجزرة كربلاء سنة1801م:"
أخذنا كربلاء وأقمنا بها عشرة أيام وذبحنا أهلها و دمرنا
ما بلغك علمه، فالحمد لله رب العالمين، و لا نعتذر عن ذلك
و نقول: و للكافرين أمثالها". فإجتمع كبار علماء السنة
بتكية الخالدية ببغداد وأجمعوا على دفاعهم عن العتبات
المقدسة في كربلاء والنجف. ثم إتفق عميد أسرة(كاشف
الغطاء)" جعفر الكبير "(ت 1813م) مع الأخوان الوهابيين
بإيقاف هدم العتبات(العبقات العنبرية في الطبقات الجعفرية)
قبل هجومهم الأخير بعد معركة السيلة سنة 1929م.