|
الى الوراء در
علاء مهدي- سدني عودة النظام الملكي للعراق مزحة سمجة أنتشرت هذه الأيام ظاهرة التسويق للنظام الملكي العراقي على شكل مقالات ومحادثات ومناقشات على الشبكة العنكبوتية. وقد لاحظت هذه الظاهرة منذ بداية شهر تموز هذا العام الذي يحتفل فيه العراق بالعيد الوطني في الرابع عشر من تموز 1958 وهو اليوم الذي أنهار فيه النظام الملكي العراقي على أيدي ثوار أحرار ضباط الجيش العراقي. لملاحظ أن أغلب المواضيع التي يتم التطرق لها تنصب على تمجيد شخصيات معينة كانت تتولى مسؤوليات مختلفة أبان ذلك العهد ، وهو أمر يستهدف منه تسليط الأضواء على تلك الشخصيات وربطها بأحداث معينة في محاولة لتجميل وجوه تلك الشخصيات مقارنة بما يمر به العراق اليوم. انهم بذلك يتناسون أن العراق الملكي كان عراقاً محتلاً وفق أسلوب الإستعمار القديم وليس كما هو حال العراق اليوم حيث تم أحتلاله وفق معطيات الإستراتيجيات الإستعمارية الحديثة. في إحدى المحادثات، جرى نقاش حاد تخللته العصبية العراقية الحادة حول موضوع "سحل نوري السعيد" بأعتباره اسلوباً غير حضاري وأنه يتعارض مع القواعد الإنسانية العامة. ودار النقاش بين المؤيدين والمعارضين حتى احتدم الأمر وتحولت نبرات النقاش إلى شتائم وسباب. والغريب أن المتناقشين تناسوا أن المطلع على تأريخ العراق القديم والحديث لن يجد فرقاً شاسعاً بين ماحدث في العراق الحديث عما حدث في قديمه. فالتأريخ العراقي كان دامياً عبر العصور بدءً من نشوء العراق وحتى يومنا هذا وبدون مبالغة. فقد حكم العراق أناس قساة مارسوا كل أنواع التعذيب والقتل حتى يكاد من يقارن بينهم لا يفرق بينهم وبين خلفهم الأخير صدام حسين. فلماذا الإصرار إذاً على إبراز شخصية "نوري السعيد" العثماني الأصل في دولة كان ملوكها مستوردين من خارج الوطن العراقي؟; في مقال آخر، نشر على صفحات الإنترنيت ، أورد فيه كاتبه الحادثة التالية: اليوم يستعيد العراقيون مقولة شهيرة للمرحوم نوري السعيد قذفها في وجه المرحوم محمد رضا الشبيبي عندما (تلاسن) الاثنان داخل مجلس الامة..قال السعيد محذرا الشبيبي: اسمع يا شيخنا حجايتي هذي ..يجي يوم على العراق يأخذون بنتك من بيتك وانت عاجز عن الاحتفاظ بها ...اني يا شيخ ما كاعد على كرسي رئاسة مجلس الوزراء..انا كاعد على (استابتتنك)!! وذهب نوري السعيد بلا قبة او قبر فقد سحلته مخلوقات(السبتتنك) التي تسربت منه في غفلة من الزمن بعد ثورة 14 تموز 1958 ولم تبقَ منه قطعة صالحة للدفن..ومرت الايام وتذكر المرحوم الشيخ الشبيبي ما حذره منه السعيد بعد ان وقع المحذور! } والحادثة التي أشار إليها الكاتب وقعت فعلاً في عهد حامل لواء الطائفية في العراق الحديث عبد السلام عارف يوم عاد رئيساً للجمهورية مع البعث في العام 1963، حين قصد مجموعة من – حرسهم اللا قومي – دار الشيخ الشبيبي ليلاً طالبين من إبنته مرافقتهم للتحقيق معها. فنهرهم الشيخ الشبيبي وأبلغهم أنه سيصطحبها صباحاً إلى الجهات الأمنية. وعند الصباح قصد الشيخ الشبيبي القصر الجمهوري وأعلم عارف بما حدث وأعتقد أن القصة انتهت هكذا. المحزن أن كاتب المقال يصف العراقيين الذين ثاروا أنتقاماً لحريتهم وكرامتهم \"بمخلوقات السبتتنك\" ولم يكلف نفسه عناء وصف تلك المخلوقات التي لم تحاول فقط الإعتداء على عرض شيخ ونائب كبير في مجلس نواب العهد المباد إنما هتكت أعراض العراقيين جميعاً طوال أكثر من خمسة وثلاثين عاماً؟! والأغرب من ذلك أن نوري السعيد الذي يعتبر الأكثر تولياً لرئاسة الحكومة العراقية في العهد الملكي ،وهو السياسي الداهية ، كان يؤمن بأنه جالس على سبتتنك لعشرات السنين دون أن يكلف نفسه عناء – نزح – هذا السبتتنك وتنظيفه ، وهو أمر يعتبر من صلب واجباته الوطنية ، لكن الحدث أعلاه يخبرنا أنه كان مستمتعاً بروائح السبتتنك ومقتاتاً عليها ( ويبدو أن البعض ما زال يحنّ الى ذلك السبتتنك )
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |