يا معالي مستشار الأمن الوطني

 

 

يحيى السماوي

:yahia.alsamawy@gmail.com

من بين أسباب مأساتنا العراقية، أن بعض   الممسكين بزمام الأمور غير صالحين لقيادة ثكنة شرطة لولا أن ظروفا غير طبيعية بوّأتهم مواقع قيادية ليسوا جديرين بها  تتحكم بمصير شعب ووطن... مثل هذه الظروف غير الطبيعية ، هي التي هيّأت  لحفنة من اللصوص والطائفيين ومناصري الإرهاب، تسنّم مناصب رفيعة في موقع القرار السياسي، كان من نتائجها، هدر مئات ملايين الدولارات على حساب شعب يتضور جوعا، وشيوع الفساد الاداري، واتساع رقعة الفساد السياسي المستفحل... والأمثلة على هؤلاء كثيرة ، لعل أبرزهم على سبيل المثال لا الحصر، حازم الشعلان وأيهم السامرائي ومشعان الجبوري .

   وأخشى أن يكون السيد موفق الربيعي لا يختلف عن هؤلاءـ على صعيد تسنمه موقعا رفيعا ليس جديرا به ـ فالسيد الربيعي أعلن على هامش زيارته الأخيرة الى الأردن، عن أسماء معينة  طالب الشرطة الدولية "الإنتربول" بإلقاء القبض عليها لارتكابها جرائم دعم الارهاب وتمويله ـ وهي مطالبة يتوجب متابعتها والإصرار عليها لجلب المتهمين بها ومحاكمتهم كي ينالوا العقاب العادل ـ غير أن السيد الربيعي فاته التدقيق والتأكد من ضلوع هذه الأسماء بدعم الارهاب وتمويله.... فوجود اسم القاص "علي السوداني" مع اسم "رغد صدام حسين" في قائمة واحدة تقود الى الإعتقاد بأن السيد الربيعي لا يعرف أساسا أن علي السوداني كان مطاردا ومهددا من قبل النظام المقبور... بل ان علي السوداني كان يكتب باسمه الصريح فاضحا نظام الطاغية المقبور في وقت كان الربيعي فيه يمارس تقية الصمت، فلم يتعرض للتهديد والتشهير بالشكل الذي تعرض له القاص والصحافي علي السوداني، ومنها مثلا ما نشرته صحيفة الشرق الاوسط بتاريخ 31 أغسطس عام 2001 وما نشرته صحيفة المؤتمر وصحيفة الوفاق المعارضتان للنظام، عن التهديد الذي وجهه القائم بأعمال سفارة النظام الصدامي  في استراليا "السفير عبد السلام السامرائي "بحق القاص علي السوداني وكاتب هذه السطور لنشرهما مقالات تفضح دموية الطاغية وتعسف نظامه... وكان من افرازات هذا التهديد المنشور في صحيفة التلغراف الاسترالية، ونقلته صحف عراقية معارضة عديدة، أن استدعت الحكومة الاسترالية الدبلوماسي الصدامي وحذرته، وقامت الجالية العراقية في عمان بحملة تضامن مع الكاتبين، ومثلها في استراليا، حيث نشرت إحدى عشرة منظمة وحزبا وتجمعا ثقافيا عراقيا بيان تضامن مع الكاتبين، تحت عنوان (لا لتكميم أفواه الفكر والرأي .. لا للتهديد والوعيد) ومن بين الاحزاب والمنظمات الموقعة على البيان: (منظمة الحزب الشيوعي، حزب الدعوة، التجمع اليمقراطي العراقي، منظمة الحزب الشيوعي الكردستاني، منظمة حقوق الانسان، المنظمة القومية الاشورية، حزب بين نهرين الديمقراطي، مجلس المغتربين العراقيين الاستراليين ...) وغيرها من احزاب ومنظمات .... فكيف اكتشف السيد موفق الربيعي، ان علي السوداني من ممولي وداعمي الارهاب ـ أسوة بابنة الطاغية المقبور؟

   يخالجني شك في أن السيد الربيعي، لا يختلف كثيرا عن القائم باعمال سفارة النظام المقبور، عندما نشر تهديده في صحيفة التلغراف الاسترالية في مقال بعنوان "رموز السقوط الاخلاقي" مهددا فيه كاتب السطور والقاص علي السوداني ظنا منه أن علي السوداني مقيم في استراليا، وليس في عمان التي يقيم فيها مع أسرته في شقة ضيقة متهالكة، أجزم أن السيد الربيعي، غير مستعد  للإقامة فيهاـ بمفرده وليس مع أطفاله ـ ولو ليلة واحدة ...

   أما إذا كانت جريرة القاص علي السوداني، رفضه للإحتلال، ومطالبته بتحديد سقف زمني لخروج القوات المحتلةـ فإن على السيد موفق الربيعي مطالبة الانتربول بإلقاء القبض على 98% من الشعب العراقي وهي النسبة التي خلص اليها استطلاع نشرت تفاصيله صحيفة الواشنطن بوست قبل اكثر من عام .

   قد يكون علي السوداني الإسم الحركي لعزت الدوري... أو أن لدى السيد موفق الربيعي مستمسكات تثبت تورطه بتمويل الارهاب أو المشاركة فيه... فلماذا لا يعلن عنها  كي أقطع علاقتي بصديقي علي السوداني الذي أعرف عنه أنه لا يمتلك القدرة المالية لاستئجار شقة تسع أطفاله وزوجته ومنضدة كتابته؟

   يا معالي المستشار: أزح الضباب عن  المرايا... لقد أصدرت حكما بإعدام المسكين علي السوداني... فهل أنت متأكد من ثبوت الأدلة؟ وما هي؟ نحن نعرف أن الشعلان وأيهم السامرائي ومشعان قد سرقوا ونهبوا وعاثوا فسادا إداريا  وماليا... ونعرف من خلال المتسرب من  تصريحاتك ـ أن لديكم تسجيلات أدلى بها ارهابيون مقبوض عليهم، تؤكد ضلوع  رغد  صدام حسين في تمويل الارهاب "وهذا متوقع من ربيبة طاغية دموي" ... فهلا نشرت الأدلة المتعلقة بالسوداني؟

   أما إذا كانت الادلة مجرد مقال عبّر فيه عن رأيه فيما يتعلق بكون العراق محتلا، لا يمتلك فيه القائد العام للقوات المسلحة، حق تحريك  لواء عسكري دون موافقة امريكيةـ حسب ما صرح به  السيد رئيس الحكومة علناـ فأعتقد أن من الشهامة الإعتذار وإزالة الضباب عن المرايا....  

العودة الى الصفحة الرئيسية

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com