|
عراقنا الجميل ومهد الحضارات ,بلاد الخير والرافدين والنخيل ,بلاد العمران والجمال لقد كانت كل رملة من الرمال في العراق, لا تقل جمالا عن اية جوهرة وهي جوهرة ,اتذكر ايام الخدمة العسكرية في البصرة الحبيبة, في معسكر الشعيبة اذا لا توجد عقوبة معنى ذلك الذهاب الى البصرة والتمشي على الكورنيش الجميل يوم الجمعة ,اما بغداد وشارع ابو نوءاس حيث لقاء الاصدقاء والمطاعم الجميلة ورائحة المسكوف ,وصوت السيدة كوكب الشرق ام كلثوم يطرب الناس وحتى الاشجار تبدا بالترنح اما من الطرب, او رائحة المشروبات الروحية ,لقد كنا نلتقي امام اعين الشرطة السرية التي لا تكف عن الرقابة, حتى طلاب الكلية العسكرية يوم الجمعة ياتون الى هذه المطاعم للقاء زملائهم القدماء ,لم يكن الشباب يخاف اتذكر المرحوم صاحب الحميري كان من المثقفين الثوريين وكثيري الكلام, وكانت الشرطة لا تلقي القبض عليه’ لانها تعرف بانه جماهيري وله الكثير من الاصدقاء وبهذه الطريقة يتعرفون على الاخرين وكنا نسميه المصيدة, وبالرغم من ذلك لم يتركه الاصدقاء خوفا من الشرطة السرية ,من صالح الاسود, وانور ثامر الذي اصبح بعثيا بعد مجيئ العهد الجمهوري, اما طاك كسرى والسفرات المدرسية كنا نؤجر باصا نملاه بالاصدقاء وتشتغل الهوسة الما يزوره السلمان عمره خسارة ,اما بعقوبة فكنا نذهب اليها على الدراجات الهوائية مع مدرس الرياضة ,حيث يفتح لنا الاهالي بساتينهم لناكل مالذ وطاب من الفواكه وخاصة البرتقال والرمان اما السليمانية واهلها الطيبين الكرام وجبالها البيضاء المكسوة بالثلج, كان المنظر غريبا علينا, والموصل الحدباء وحمام العليل, وحدائقها الجميلة واهلها الكرام المشهورين بالبخل ولكنك عندما تدخل الى بيت لا يوجد اكثر منهم كرما وحفاوة بالضيف ,ذهبنا الى راوندوز في بيت السيد عثمان سعيد الراوندوزي الذي اكرمنا وبقينا ثلاثة ايام في ضيافته, اما السماوة فنخلها كافي لتعرف اين انت, انها جنة الله على الارض ,الهواء الطلق في كل العراق, طبعا لا استطيع ان اتكلم عن جميع المدن والقرى ولكن من الانصاف ان لا انسى العمارة واهلها الطيبين, لم افكر يوما ان اكتب عن العراق اذ انه في قلبي وخاطري دائما, ثم انني لا اجيد مهما حاولت وصف هذا البلد العظيم, بلد الحضارات منذ الاف السنين, بلد القانون ومسلة حمورابي تشهدعلى ذلك,بلد الشعر والجمال بلد الجواهري والرصافي والسياب بلد محمد القبانجي وزكية جورج ,والغزالي وحضيري ابو عزيز عمي يا بياع الورد, وصديقة الملاية هذه باقة صغيرة من الورود الفنية التي كانت تزين العراق وتملا الجو بعبق رائحته الذكية ,انها ذكريات ستبقى في اعماقنا وتسري في دمائنا بعد ان اصبحت المستشفيات حطاما وانهارنا مقابرا, وحدائقنا مزابل وشوارعنا مظلمة ومملوءة باشباح الميليشيات بملابسها السوداء, اين الامان الذي ترعرعنا في ظله. اين الخيرات واولاد النشامة؟ لقد كان العراق اول بلد عربي ادخل التلفزيون اما الثلاجات والايركونديشن والكهرباء ,والماء الصافي مثل الزلال ؟كلها بح ذهبت مع الريح التي لا ترحم, العمارات مهدمة الشوارع تحولت الى مزابل العصابات التي تسمي نفسها ميليشيات لها حرية التهجير والاستيلاء على املاك الغير, دفع الفدية لاسترجاع الولد واما تستلمه حيا او ميتا بالرغم من انك دفعت الفدية, هذا ما بقي من عراقنا الحبيب ,الذي لوثوا حتى بيئته ويحرقون بساتينه الجميلة بنخيلها وبرتقالها, لا ننسى ان فاكهة النبك موجودة فقط في العراق, اما الموجودة في الخليج فهي بالقياس تعتبر بدون طعم, وبهذه المناسبة ليتذكر اهل العراق بانهم يتعرضون الى اقسى تجربة واعتداء من المحتل ومن الذين زيفوا الدين لمصلحة جيوبهم واستغلوا خيرات البلد لمصلحتهم الخاصة ومصلحة الاجنبي بالدرجة الاولى ,والذين سرقوا المليارات ما هم الا اسماكا صغيرة بالنسبة لما تسرقه المافيات وتهربه من النفط يوميا من ميناء البصرة بما يعادل 150 مليون دولار يوميا وسوف تقوم الشركات العالمية بالاستمرار بالعملية هذه بعد توقيع اتفاقية النفط من قبل مجلس النواب.
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |