|
أن سألتني عن إيران سأقول وبكل صراحة أن تجربتها من التجارب التي اعتز بها جدا كشيعي وقيام جمهوريتها على يد مؤسسها السيد الخميني (قدس سره الشريف) هي من علامات نضج الفكر الشيعي وتخلصه من قوقعة المظلومية التي تطرح بدون فهم وأدراك لسبب نضوج وتفرد هذا الفكر على مر التاريخ وأعتبر السيد روح الله الخميني (قدس سره الشريف) رمزاً شيعياً لايمكن أن تزحزح قناعاتي به وان ثورته التي عشنا تفاصيل دقائقها بكل فخر واعتزاز حولت مسار التاريخ الشيعي إلى وجهتهِ الصحيحة وأسقطت جبروت كل طواغيت العصر وهزت عروش الذين بقو ليتأمرو لإسقاط هذه الثورة الوليدة رغم حجم الهجمة الكبيرة عليها ألا أنها بقيت تقاتل طاغوت وتجبر الدكتاتور المقبور ومن خلفه دهاقنة الشر من رجالات الدكتاتوريات العربية اجمع باستثناء الأسد (رحمة الله) وتبني بدون كلل وملل لوجود هذا الرجل ولصلاحه وقوته الإيمانية بما يقوم به. ولكن من جهة أخرى أن سألتني عن إيران وموقفي منها حين تمارس أعمال عدوانية ضد الشعب العراقي الكردي بقصفها مناطق كردستان العراق فأنني سأقول لك وبكل صراحة وصدق أن إيران في قاموسي كشيعي عراقي واهمة بموقفها هذا وهي بذلك تحولت وخانت المبادئ التي جاء من اجلها السيد الراحل الجليل حتى وصل الأمر إلى أن تصبح في عهد احمدي نجاد قلعة جديدة من قلاع القومجية الفارسية على غرار القومجية العربية التي ترفع شعاراتها الرنانة الفارغة الخارجة عن حسابات التاريخ بسبب أو بدون سبب ولكن من جهة أخرى وهي تحاول حرف المسار مرة أخرى وتذهب بنفسها إلى الهاوية وبإصرار حكامها على خيانة الرسالة التي جاءوا من اجلها لاستكمال خطى ومبادئ تأسيسها لأنها تعتدي على بلدي وعلى عراقيين وقرى كردية عراقية مسالمة أمنة لا ذنب لها سوى الجوار الجغرافي الذي لايمكن تغييره مهما حاولت إيران أو غير إيران فكردستان هو العراق والعراق هو كردستان وهذا رائي شخصي أحاول أن أحافظ علية مهما كلفني غاليا بدون مزايدات. إيران أن كانت تسير في نهج الأمام الخميني (قدس الله نفسه الزكية) كما تصر وتعلن فعليها أن تراجع نفسها في هذا الأمر ألف مرة وان تضع لنفسها خطوط حمراء تحاول بقدر أو بأخر عدم تجاوزها وعدم نسيانها في خضم هذا الموج العالي المتلاطم الذي يصيب منطقتنا بسبب رعونة السياسات الأميركية وفقا لمصالحها تعينها هي وتؤذي الآخرين وان يفهموا أن شيعة العراق مهما تعاطفوا معها في هذه التفصيلة أو تلك لن يكونوا تبعاً لها حسب مايروج لهُ أعداء المذهب الشيعي وأظن أن حكام إيران الجدد صدقوا بهذه الخزعبلات التي لاتصدر ألا من معتوه أو جاهل وغير قارئ لتاريخ شيعة العراق لان التشيع بداءَ عراقياً وانتشر في إرجاء المعمورة من ارض السواد وان للعراقيين أيضا مصلحة في ترتيب وضع البيت العراقي كان فيه شيعة العراق السباقين للمناداة بإعطاء كل ذي حق وفق الدستور العراقي وان وضع الفيدرالية في مناطق كردستان العراق لم تأتي اعتباطاً بل جاءت بدماء أبناء الشعب الكردي وتضحياته الجسام وإذا كان الإيرانيين منزعجين من وضع كردستان العراق فان العراق لن يكون حديقتهم الخلفية لان الإنسان العراقي الجديد لايؤمن بحل المشاكل عن طريق فوهة المدفع أو الرشاش بل الحل يكمن في الحوار ثم الحوار ثم الحوار . أننا نعرف جميعا أن لإيران شعب كردي لهم حقوق وواجبات داخل الدولة وفق الشريعة الإسلامية التي أتمنى أن تكون إيران بقيادتها الجديدة مدركة لها وتستوعبها وبالتالي فان إلغاء هذه الشريحة الواسعة من الشعب الإيراني وتجاوزها وفق مفاهيم خاطئة يتصورها العقل المريض وإن حملو السلاح فأننا نعرف مسبقا أن هناك خلل ما يحدث في تركيبة السياسة الإيرانية تجاه الشعب الكردي الإيراني وهذا الخلل الموجود الذي لايمكن إنكاره لامن بعيد ولا من قريب ويجب أن يدرك نجاد ومن يقف خلف نجاد مهما كان مستواه أن يبحث عن حلاً ناجعاً نهائياُ لان قضايا الشعوب المظلومة لانتفع فيها لغة المسكنات ولا سياسة تكميم الأفواه التي مارسها طواغيت العصر من سلالة بهلوي وإذا كان الأمر في عقلية إيران فتح الجبهات الجديدة والهروب إلى أمام لتجاوز المشاكل الداخلية الاقتصادية والمشاكل الخارجية المتمثلة بملفات عديدة لديها استحقاقات عند إيران مثل الملف النووي والصراع على استحواذها وسيطرتها على الشوارع السياسية في العراق ولبنان وفلسطين فان هذا الأسلوب غير محببا ولا مرغوباً من قبل الشعوب التي تقف وتتعاطف مع إيران في محنها السابقة والحالية ولن تكون إيران هي إيران التي نادى مؤسسها الراحل بمبادئ العدل والمساواة وبالتالي ستفقد مصداقيتها خاصة لدى شيعة العراق الذين أثق كل الثقة ومن خلال أحاديثي مع الكثير من الأصدقاء بان إيران خسرت الكثير من رصيدها المعنوي مع استمرارها بقصف مناطق كردستان العراق الذي نعتبره جزءا لايتجزاء من التراب العراق وعليها أن تتذكر بان المرجعية الرشيدة للسيد الحكيم (قدس سره الشريف) قد وقفت إلى جانب كرد العراق ضد طغاة العراق في حينها الذين ارادو استباحة الدم الكردي المسالم, وإن كانت إيران تريد أن توجه رسائل لأميركا من خلال فتح جبهات مقلقة أخرى لها في ظل التخبط الأميركي في العراق فعليها أن تتذكر أن شيعة وسنه العراق بعربهم وكردهم ومسيحييهم لن يسمحوا بذلك لان هذه الرسائل قد تذهب إلى صناديق بريدية خاطئة لسبب بسيط مجمله أن الذين يقصفون بالمدفع الإيراني هم عراقيين أولاً وأخيراً وبذلك تكون إيران قد زادت وهمها وخسارتها في نهاية المطاف لذا فان نصيحتي للذين يتربعون اليوم على كرسي الحكم في إيران الجارة أن لايركبو الموجة التي وان طال أمد ركوبها والزهو بها واعتبارها نصرا وفتحا مبينا فهي مجرد أوهام لاتختمر أبداً ولن ترى النور.
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |